«سباق الغموض» على كل المسارات!

كتبت “النهار” تقول : بدا المشهد السياسي الداخلي امس عرضة “لسباق الغموض” بين مختلف المسارات الحوارية السياسية من جهة، والمسار الاكثر تعقيدا لاخراج أزمة الآلية الحكومية من تعثرها الآخذ بالتمدد. فبينما تتصاعد الشكوك والتكهنات السلبية حول الحوار التمهيدي الغارق في مد وجزر بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، رسم بيان شديد الاقتضاب صدر عن الجلسة السابعة من الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” مزيداً من الغموض، وان يكن تحدث عن “تقدم جدي في الملفات الامنية والسياسية” . أما في العقدة الحكومية فلم تخرج المعالجات الجارية عن وتيرة باتت أشبه بالأحجية لجهة تحديد موعد لمعاودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء.

هذه الصورة الضبابية رفعت منسوب القلق من الانسداد السياسي الذي يخشى ان يرخي بانعكاساته على الحكومة تحديدا، ولو امكن عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع. اذ تقول أوساط وزارية معنية بالاتصالات الجارية لمعاودة جلسات مجلس الوزراء لـ”النهار” ان الحكومة بعد أزمة الآلية لن تعود كما كانت قبل هذه الازمة بعدما ظهرت على هامش الازمة معالم تفكك واسعة حتى ضمن الفريقين العريضين لقوى 14 و8 آذار وقام محور ثالث بينهما يمثله “اللقاء التشاوري” الذي لا يخفى دعم بكركي له ولو أنكر أركان هذا اللقاء انهم يشكلون جبهة جديدة. وأعربت عن تخوفها تاليا من ان تكون التنافسات المسيحية الرئاسية وسط الانطباعات التي تترقب تطورات اقليمية كبيرة في الشهرين المقبلين قد اندفعت بقوة يصعب معها اعادة الوضع الحكومي على اساس معادلة توفق بين إبقاء آلية الاجماع في اتخاذ القرارات كما كانت قبل تعليق جلسات مجلس الوزراء والاحتكام الى التصويت وفق ما تمليه المادة 65 من الدستور كما يطالب بذلك رئيس الوزراء تمام سلام يدعمه أفرقاء آخرون تجنباً لشل الانتاجية الحكومية.

وسط هذا المناخ انعقدت الجلسة الحوارية السابعة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” مساء امس في عين التينة، وضمت مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن “المستقبل” والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب والوزير علي حسن خليل. وصدر بعد الجلسة البيان الاتي: “استكمل النقاش وسجل تقدم جدي في الملفات الامنية والسياسية”.

متى الجلسة؟
أما على الصعيد الحكومي، فرجحت أوساط واكبت اتصالات رئيس الوزراء امس لـ”النهار” ان يحدد موعدا لجلسة مجلس الوزراء هذا الاسبوع في غضون الساعات الـ48 المقبلة، علما ان الرئيس سلام سيستقبل غدا في السرايا الرئيس أمين الجميّل للوقوف منه على وجهة نظر “اللقاء التشاوري” الذي انطلق بوزراء الكتائب والرئيس ميشال سليمان والوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون.

وصرح وزير البيئة محمد المشنوق لـ”النهار” بأن الرئيس سلام سيدعو الى جلسة الخميس المقبل معتبرا ان “لا شيء اسمه التعطيل والتعطيل لا يؤدي الى التعجيل”، وذلك في رد على مواقف بعض الوزراء. واضاف: “طبعا الوضع استثنائي وليس طبيعيا، ولن يعود كذلك الا بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت”. واشار الى انه “من المهم الحفاظ على الجو التوافقي وان ليس مئة في المئة مع تسجيل تحفظ في بعض الحالات لمن يريد ان يعبر عن موقفه، وان مؤسسة مجلس الوزراء يجب ان تبقى توافقية ومن يريد التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية يعمل في هذا الاتجاه”.

خلوة 14 آذار
إلى ذلك، انتهت ورشة “ترتيب الذاكرة” التي نظمتها الأمانة العامة لقوى 14 آذار في “البيال” أمس إلى مفاجأة، إذ خلصت إلى إقرار إطلاق “المجلس الوطني لقوى 14 آذار” في مؤتمرها العام المقبل في مناسبة الذكرى العاشرة لانطلاقتها. وكان لافتاً أن أبرز من طرح فكرة وضع أطر تنظيمية، من أجل استيعاب الأحزاب والمستقلين وقادة الرأي من نواب ووزراء حاليين وسابقين وعموم الناشطين، هم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان والنائب مروان حمادة وآخرون، وقد أيدهم المشاركون في الورشة الذين فاق عددهم مئة شخصية سياسية وحزبية وأكاديمية وإعلامية.

وكانت فكرة إنشاء “المجلس الوطني” طُرحت عام 2011 ولم تبصر النور، والغاية منه أن يضم عدداً كبيراً من السياسيين الحزبيين والمستقلين ونخبة من القوى الفاعلة في المجتمع وقادة الرأي في لبنان ودول الإنتشار، على أن تتوزع العضوية بين الحزبيين والمستقلين، وتكون ولاية المجلس سنتين وينتخب له خارج القيد الطائفي رئيس ونائب للرئيس وستة أمناء سر، ويكون متمتعاً بصفة معنوية تتيح له مراقبة سياسات قوى 14 آذار عبر آلية عمل تتضمن إعلان “مانيفست” وإصدار بيان سياسي كل ثلاثة أو أربعة أشهر وبلورة برامج مشتركة وتنظيم ورش عمل ونشاطات متنوعة في موازاة استمرار الأمانة العامة لقوى 14 آذار في القيام بعملها.

انتكاسة في عكار
على الصعيد الامني، توفي ليل امس بدر عيد شقيق النائب السابق علي عيد متأثرا بجروح أصيب بها لدى تعرضه لاطلاق نار بين بلدتي الحيصة والكويخات ونقل الى مستشفى عكار – رحال.

وأعرب رئيس بلدية الكويخات عمر الحايك بعد اجتماع انعقد في دارته، وضم مختلف فاعليات البلدة، عن أسفه واسف أهالي الكويخات عموما للحادث الامني الذي تعرض له بدر عيد في الكويخات. وقال إن “أهالي الكويخات جميعا يرفضون كل ما يجري تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنسوب الى “شباب الكويخات” ولا علاقة لهم بهذا الموضوع من قريب او بعيد”. وطالب الحايك الاجهزة الامنية بالاسراع في كشف هذه الجريمة ومروجي بيانات الفتنة.

على صعيد آخر، طلب وزير الصحة وائل ابو فاعور امس فتح تحقيق فوري في وفاة الطفل عبد الرؤوف منير الحولي مع مستشفيين في عكار رفضا استقباله، استنادا الى افادة والد الطفل الذي شيع امس في بلدة مجدلا العكارية.

السابق
اغتيال شقيق علي عيد هل يعيد تفجير طرابلس وخطتها الأمنية؟
التالي
«فرصة نووية» بين أميركا وإيران.. و«وصفة فدرالية» للبنان!