الحريري يعود قريباً وبيروت مقرّه السياسي رغم خطر اغتياله

سعد الحريري
ترجّح المصادر عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى لبنان قريباً وأن يتّخذ من بيروت المقرّ الأساسي لنشاطه السياسي.

رجحت مصادر مطّلعة عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، في وقت قريب، على أن تكون العاصمة اللبنانية مقراً سياسياً للحريري، بعد طول غياب، على الرغم من المخاطر الامنية التي تضاعفت، والتي تهدد سلامة الحريري الشخصية.

في المعلومات أن الحريري اليوم في عين عاصفة التنظيمات الارهابية السنية، بعد أن رفع سقف المواجهة معها، مقدما نفسه وتياره بديلا سنيا يرفع راية الاعتدال انطلاقا من لبنان وفي المنطقة العربية.

وتشير المعلومات الى ان التنظيمات الارهابية على اختلافها لن توفّر جهدا لإزاحة الحريري، الذي يشكل خطابه وموقعه وحجمه اللبناني والعربي والدولي، ضربة قاصمة للخطاب التكفيري الذي تنتهجه هذه التنظيمات، فضلا عن ان الرغبة في إزاحة الحريري تفتح شهية أطراف أخرى، لا تتناسب مواقف الحريري مع تطلعاتها الاقليمية واللبنانية، على الإفادة من هذه الامر للتخلص منه وإلصاق التهمة بالتنظيمات الارهابية المحدثة.

وعلى الرغم من ارتفاع نسبة المخاطر الامنية والتهديدات، تشير المعلومات الى ان الرئيس الحريري حسم موقفه لجهة التواجد اكثر في لبنان انطلاقا من قناعة شخصية لدية بان الوقت حان للوقوف في وجه المد التكفيري الجديد، وهو الاقدر على هذه المواجهة، إضافة الى التغييرات التي جرت في المملكة العربية السعودية بغياب الملك عبدالله بن عبد العزيز، واستلام فريق جديد لمقاليد الحكم في المملكة.

وفي سياق متصل تشير معلومات الى ان القيادة السعودية الجديدة تنتهج طريقا مغايرا عن سابقتها في مواجهة الارهاب التكفيري من جهة، وتمدد النفوذ الايراني في المنطقة العربية من جهة ثانية. مضيفة ان بوادر هذه السياسة بدأت تتظهر في الانفتاح السعودي على تركيا ومصر لتشكيل نواة قوة سنية ترفع شعار الاعتدال السني في مواجهة التمدد الايراني اولا، إضافة الى إضطلاع القيادة السعودية الجديدة بالانخراط بشكل اكثر فاعلية في مواجهة الموجات التكفيرية في العراق وسوريا ولبنان، والعمل على بلورة استراتيجية جديدة لمواجهة سيطرة الحوثيين على اليمن إضافة الى تثبيت الاستقرار الحالي في البحرين.

لبنانيا، تشير المعلومات الى ان تيار المستقبل شريك اساسي في هذه المواجهة العربية وهذا ما تبدى في موقف الرئيس سعد الحريري في الذكرى السنوية العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي عملية استنهاض قوى 14 آذار، التي بدأت ورش عملها للانتقال من حالة رد الفعل السياسي، الى المبادرة السياسية، وبمعنى آخر الى الهجوم السياسي، مستفيدة من الزخم العربي لمواجهة المد الايراني اولا، ومن إعادة قراءة التجربة ال 14 آذارية للسنوات العشر المنصرمة، وتشير اوساط هذه القوى الى ان الرهانات السابقة ولت الى غير رجعة، فلا “سين-سين” بعد اليوم، ولا تراجع عن الاتهامات السياسية والقضائية والقانونية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، ولا مهادنات مع قوى 8 آذار، وإن كانت السما الزرقا تتسع لكل اللبنانيين، ولا احلاف رباعية ولا خماسية، بل فرز وطني على قاعدة من هو مع مشروع بناء الدولة ومن يقف في مواجهته، ومن هو مع ربط لبنان باحلاف خارجية مدمرة للكيان اللبناني، ومن يقف مع تعزيز استقلال لبنان وسيادته، كل ذلك تزامنا مع إطلاق حوارات داخل قوى 14 آذار لتحديد موقفا نهائيا من عملية بناء الدولة ومشروعها الاقتصادي والنهوض بمؤسساتها، في مواجهة سياسة التدمير الممنهجة التي تم اعتمادها خلال السنوات السابقة لصالح ميليشيا حزب الله وجشع التيار العوني ونهمه للسلطة والافادة من مغانمها.

السابق
سحب مستحضرات شركة لافاندر و ZEIN
التالي
مختبر لفحص طعام اردوغان في قصره الفخم خوفا من تسميمه