عودة الروح للحكومة لأن الشغور طويل؟

على ما أوردت “النهار” قبل أيام عن عودة الحكومة الى اجتماعاتها بالآلية نفسها وبتعطيل أقل، أفادت أوساط مواكبة للمساعي الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع أن الرئيس تمّام سلام حرص على القول إنه لا يزال يواصل مشاوراته التي ستستمر في اليومين المقبلين من أجل مقاربة العمل الحكومي المنطلق من التوافق لا العرقلة على ان تكون المادة 65 من الدستور هي المرتكز في التعامل مع القضايا المطروحة. ووصف الامر حالياً بأنه “بين شاقوفين: بين من يريد تطبيق الدستور ومن يريد أخذ الشغور الرئاسي في الاعتبار”. وبعدما وصف ما أقدم عليه بأنه “وقفة مراجعة”، أوضح انه طرأ قبل أكثر من شهر ما يشير الى “ان الشغور الرئاسي قد يطول مما استوجب التحرك لتأكيد عدم تغطية الشغور الرئاسي وهو ما يصرّ عليه دوماً، وفي الوقت نفسه العمل على تلبية حاجات البلد”. ولاحظ ان البعد الخارجي في الانتخابات الرئاسية ليس جديداً، لكنه لفت الى “ان لبنان تلقى تطمينات خارجية الى أن البلد سيبقى متماسكاً أمنياً وقد تجسدت هذه التطمينات في الهبة التي قدمتها السعودية للجيش اللبناني في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز مما جعل الامن مستقراً في كل لبنان “.

وأبلغ وزير البيئة محمد المشنوق “النهار” بعد اجتماعه أمس بالرئيس سلام في دارة المصيطبة أنه يتوقع إنعقاد مجلس الوزراء هذه الاسبوع، مضيفا أن “لا وجود لموضوع آلية العمل بل ما هو مطروح هو المادة 65 من الدستور بعد اعتماد التوافق في تسيير الامور”.

برّي
وتوقع رئيس مجلس النواب نبيه بري ان ينعقد مجلس الوزراء هذا الاسبوع وفق الآلية التي كانت متبعة في اتخاذ القرارات مع حصول تغيير في الروحية والممارسة. وردد أمام زواره: “انا شخصيا ضد هذه الالية وأفضل الاحتكام الى الدستور. ولا مانع من التوافق، واذا تعذر هذا الامر نذهب الى التصويت، ومن يزعجه هذا الاجراء فليعترض أو ينسحب. وسيسجل وزيرا حركة أمل تحفظهما إذا تقرر الاستمرار وفق الآلية نفسها، لكننا في المقابل لن نعطل عمل مجلس الوزراء. إن نظرية الرئيس سلام هي التوافق من دون تعطيل أو الوصول الى اجماع”.

 اللقاء التشاوري
وعلى صعيد “اللقاء التشاوري” الوزاري، قالت مصادره لـ”النهار” إن الذين أتصلوا بالرئيس سلام في الساعات الـ24 الاخيرة وجدوه منفتحا وانه ليس متمسكا بهذه الآلية أو تلك، لكنه متمسك بعدم تعطيل عمل مجلس الوزراء، وتالياً ليس من المهم عنده أية آلية تعتمد بقدر ما هو الذهنية التي ستمارس في مناقشة جدول الاعمال. وتحدثت عن اتصالات بين الرئيس سلام وجميع القيادات بعيداً من الاضواء مما يؤشر لإمكان دعوة رئيس الحكومة مجلس الوزراء الى الانعقاد في نهاية الاسبوع الجاري أو مطلع الاسبوع المقبل، مشيرة الى ان الاتصالات ستستمر في الايام المقبلة.

الحوار
في غضون ذلك، يواصل “حزب الله” و”تيار المستقبل” جلسات الحوار وسيجتمعان اليوم في عين التينة وسيتابعان مناقشة استراتيجية مكافحة الارهاب مع ترجيح تطرقهما الى الاستحقاق الرئاسي. ويقول الرئيس بري في هذا الصدد: “ثمة قضايا سياسية مطلوب البحث فيها ومنها العمل على التصدي للارهاب وجبهه”.

هيئة التنسيق النقابية
واذا كانت الحكومة قد تشهد قيامة جديدة، فإن هيئة التنسيق النقابية دخلت الموت السريري، وينتظر نقابيون الوقت المناسب لإعلان نعيها رسمياً بعدما باتت في حال تفكك وشبه انهيار، الى عجزها عن استعادة المبادرة أو إطلاق خطة جديدة وعناوين لمطالبها وتحركها النقابي. وهي اليوم معطلة الى حد بات الجميع مقتنعين بانفراط عقدها.
فمنذ مدة لم تستطع هيئة التنسيق جمع مكوناتها على موقف موحد. وقد إضطرت الخميس الماضي الى إلغاء مؤتمرها الصحافي الذي كان مفترضاً أن تعلن فيه خطة تحرك. وكان الإلغاء ، استناداً الى مصادر في الهيئة نتيجة خلافات بين مكوناتها الخمسة، وخصوصاً بعدما أبلغت رابطة الثانوي برئاسة عبده خاطر الجميع أنها ضد أي تحرك على الأرض، وأن الاتصالات مع المسؤولين أجدى، على رغم أن أحداً منهم لم يحدد للهيئة موعداً حتى الآن.
وبدا واضحاً وفق المعلومات أن هناك انقساماً في الهيئة ظهر الى العلن قبل شهر ونصف شهر تقريباً، أي منذ انتخاب هيئة رابطة الثانوي الحالية، التي باتت أكثر ارتباطاً بالقوى السياسية على ضفتي 8 و14 آذار. وباتت الهيئة اليوم عاجزة عن أخذ موعد من مسؤول وعن اعلان موقف موحد والتحرك بحرية.

العسكريون المخطوفون
ومع دخول قضية العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية في جرود عرسال شهرها الثامن اليوم، وعلى خلاف ما اشيع عن مطالب جديدة لـ “جبهة النصرة”، نفى الشيخ مصطفى الحجيري الذي عاد مساء أمس من الجرود ان يكون نقل مطالب جديدة، فيما اكد مصدر وزاري في خلية الازمة ان أي مطالب جديدة لم تنقل اليها في الايام الاخيرة. وقال مواكبون لقضية العسكريين إن “النصرة”، التي سبق لها أن سلمت مطالبها قبل أكثر من اربعة أشهر، لم تغير بعد في المبدأ الذي أرسته أي مبادلة كل عسكري بعدد من المساجين في رومية (كان الطرح سابقاً مبادلة كل عسكري بخمسة سجناء ثم خفض العدد الى ثلاثة) اضافة الى لائحة بأسماء مساجين في سوريا لم يتم بعد التأكد من وجودهم في سجون دمشق، والى هذه المطالب هناك فدية تطالب بها تردد ان “النصرة” حددتها بمليون دولار في مقابل كل عسكري والاخيرة تحتجز 16 عسكرياً، اما تنظيم “داعش” فلا تزال المفاوضات معه مجمدة.
الى ذلك، علمت “النهار” ان الجهد ينصب على انهاء قضية العسكريين قبل التطورات المرتقبة في الشهر المقبل والتي باتت واقعة بشكل مؤكد وخصوصاً بعد المكاسب الميدانية للنظام السوري و”حزب الله” على الجبهة الجنوبية.

الزواج المدني
وفي بيروت، ارتفعت لافتات مطالبة بالافراج عن عقود الزواج المدني المعقودة في لبنان انطلاقاً من الحرية والمساواة. وانطلقت مسيرةٌ حاشدة حطّت أمام وزارة الداخلية لمطالبتها بالكفّ عن “ابتزاز المواطنين في حياتهم الخاصّة”، والتوقّف عن عرقلة تسجيل الزيجات المدنية المعقودة في لبنان.
وبعد زيارته وزير الداخلية نهاد المشنوق السبت، قال الوزير السابق زياد بارود: “إن البحث تطرق الى موضوع الزواج المدني والواضح ان نيات الوزير مشنوق ايجابية وجيدة في المبدأ لكنه يعتقد ان المسألة تتطلب أكثر من مجرد اجراء اداري”.
وهذا يعني أن لا تقدم في هذا الموضوع في الوقت الراهن، علماً ان وزارة الداخلية اقدمت على تسجيل سبعة عقود مدنية عقدت في لبنان في عهد الوزير مروان شربل بعد استشارة وزارة العدل، الا انها تراجعت عن هذا الاجراء الاداري في عهد الوزير المشنوق.

 

السابق
تظاهرة الزواج المدني: بذرة مشروع وطنيّ في اللحظة الداعشية
التالي
جمهورية بلا رئيس.. وبلا جمهور «موقعة المنارة»: الحوار ممنوع من دخول الملاعب!