سلام: الإجماع يضرب التوافق

يبحث رئيس الحكومة تمام سلام، خلال اليومين المقبلين، مع القوى السياسية ما يصفها «مقاربة جديدة» لآلية عمل الحكومة تقوم على استعادة مبدأ التوافق في الأمور الاجرائية العادية للحكومة ومنع «الفيتو» والتعطيل في هذه الامور، ويفترض ان يبتّها قريبا حيث يلتقي بعد غد الاربعاء بالرئيس امين الجميل، لذلك لم يقرر بعد ما اذا كان سيدعو الى جلسة للحكومة الخميس، فيما بدا ان «هز العصا» الذي اعتمده سلام بتعليق جلسات مجلس الوزراء قد بدأ يفعل فعله مع تقاطر الوزراء اليه للوقوف على رأيه في الحل، ومع صدور المواقف التي تؤيده وتشيد بصبره.
وحسب اوساط متابعة للاتصالات، يبدو ان المخرج المتداول به يقوم على ان لا يكون هناك وزير واحد أو فريق سياسي واحد من الحكومة يعرقل القرارات الاجرائية العادية للحكومة، فحيث يتم التوافق بالاكثرية يتم اقرار البند المطروح ومن يريد التحفظ عليه لأسباب جوهرية فليتحفظ، اما القرارات المصيرية والميثاقية والكبرى فتتم بالتوافق الكامل بين كل الاطراف بشأنها، لكن دوما تحت شعار ممنوع التعطيل، كما كان الحال عند الاتفاق على آلية عمل الحكومة بعد الشغور الرئاسي، حفاظا على وحدة الحكومة وحسن سير عملها وانتاجيتها.
وكان سلام قد التقى امس الاول وزير الاعلام رمزي جريج (عن حزب الكتائب)، بعدما التقى وزيرالتربية الياس بو صعب (عن التيار الوطني الحر)، كما التقى امس وزير الصحة وائل ابو فاعور (عن جبهة النضال الوطني)، وبحث معهم في الافكار المقترحة للخروج من الازمة الحكومية.
ويوضح سلام امام زواره «ان المقاربة الجديدة تقوم على اساس المادة 65 من الدستور والتي تنص على خيار التوافق في مجلس الوزراء قبل اللجوء الى التصويت، ويعتبر ان البلد اساسا قائم على التوافق وهو من اساس ميثاقنا الوطني وعيشنا المشترك وهو ما يميز لبنان في خصوصيته»، لكنه يستدرك: «ان التوافق لا يعني التعطيل او الاجماع اللذين يضربان فكرة التوافق، عدا عن ان التوافق هو روحية وممارسة لا قرار سياسي فقط».
ويرى سلام ان «إلغاء الفيتو والتعطيل يعطينا فرصة تتيح اعتماد التوافق في مثل هذه الظروف والمخاطر الاستثنائية التي يمر بها بلدنا والمنطقة، لذلك علينا مقاربة كل مواضيعنا الداخلية بهذه الروحية والممارسة التوافقية». ويقول: «ان التواصل لا زال قائما مع القوى السياسية للتوصل الى ما يسهّل عمل مجلس الوزراء ويزيد انتاجيته، خاصة انه مجلس ائتلافي، والا ما فائدة مجلس الوزراء اذا لم تكن هناك انتاجية، خاصة ان المشكلات العالقة ليست ميثاقية او وطنية كبرى بل هي حول امور إجرائية عادية؟».
ويشير سلام الى ان الفترة الماضية حملت معاناة كبيرة بسبب العرقلة والتعطيل، لكنه يعتبر ان «هذه الفترة مهّدت لوقفة المراجعة التي نقوم بها لكل ما يتصل بعمل مجلس الوزراء، خاصة في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية».
ويقول سلام: «قد تستمر هذه الحكومة سنة او اكثر بسبب الظروف التي تعيق انتخاب الرئيس، وانا لا اريد ان اكون متهما بأني شريك في تغييب الرئاسة الاولى، لكن هناك جانبا اخر للمسألة، فأمور البلد وتسيير عجلة الدولة لا تستمر الاّ بالتعاون بين كل القوى السياسية. والكل يرى ان الوضع غير مثالي وعناصر الممارسة الديموقراطية غير مكتملة بسبب الخلاف السياسي الذي يعطل الديموقراطية، لذلك يجب ان نعي المخاطر السياسية لاستمرار هذا الوضع من التعطيل ولاهمية وجود رأس الدولة، والا ستبقى العثرات قائمة، لذلك نحاول ان نمتص ونستوعب الامور، خاصة ان الحكومة انجزت الكثير لا سيما على صعيد توفير الامن، لكن صار المطلوب اكثر ان تنتج الحكومة في امور انمائية واقتصادية وحياتية واجتماعية».
وعما يقال انه فرّط بصلاحياته كرئيس لمجلس الوزراء، يقول سلام: «انا مدرك لدقة المرحلة وصعوبتها ولحراجة موقع رئاسة الحكومة في هذه المرحلة، لذلك نسعى لتمتين ممارساتنا بالدستور. واذا اراد البعض تحميلي مسؤولية فانا اتحمل مسؤولياتي واقترح افكارا ومبادرات للحل، ومع ذلك نتحمل الانتقادات، مع انه هناك من يطالبنا بتطبيق الدستور وهناك يرفض فكيف الحل».
وعما اذا كان يرى ان التعطيل مقصود للاطاحة بالحكومة، يقول سلام: «لا احد يسعى للاطاحة بالحكومة، ولكن كما وفّروا اجواء مواتية لتسهيل الحكومة يجب ان يوفروا الاجواء ذاتها لانتخاب رئيس للجمهورية لتلافي المخاطر الممكن ان تنجم عن استمرار الشغور».
ويقول زوار سلام ان تسهيل تشكيل الحكومة تم بسبب ظروف وعوامل خارجية وداخلية فهل هي متوافرة لانتخاب رئيس، فيجيب رئيس الحكومة: لا زالت اوضاع لبنان مرهونة لعوامل خارجية وداخلية متعددة، وهناك قوى لبنانية تتأثر بالاوضاع الخارجية، لكن هذه المؤثرات الخارجية يمكن ان توفر ضمانات لتماسك البلد، وهو ما عبرت عنه الهبة السعودية غير المسبوقة لتسليح الجيش ولوضع حد للتجاوزات الامنية، وهذا امر يستاهل التوقف عنده والبناء عليه».
واستقبل سلام وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي اطلعه على نتائج زيارته الى كل من الامارات العربية المتحدة والقاهرة، كما بحث معه في تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.

(السفير)

السابق
قاسم سليماني يبتسم للصورة
التالي
الكوفية.. رمز الثوار سرقتها «اسرائيل» أيضا

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب