ما هو «التيار المستقلّ» الذي يطلقه عونيون سابقون الأحد؟

علم لبنان
صباح الأحد يُعلن عن انطلاقة حركة سياسية "التيار المستقل" مؤلفة من أعضاء كانوا سابقاً مؤسّسين في التيار الوطني الحر، يضاف إليهم شخصيات من خارج "أرشيف" التيار العوني، أو مناصرين سابقين لعون، وسوف يكون العمل "تحت راية الدستور اللبناني" و"ضدّ الإقطاع والتوريث السياسي"، و"ضدّ التدخل الخارجي في لبنان".

صباح الأحد تنطلق حركة سياسية جديدة هي “التيار المستقل”. تيار بعيد عن “التيار الوطني الحر” الذي كان يجمع كثيرين من مؤسّسيه، خلال انطلاقتهم السياسية، وحاضنتهم بعد المؤسسة العسكرية أو قربها. وبعد نقاشات ولقاءات ومخاض عسير ومداولات أفضى الأمر إلى الاتفاق على إعلان عن المبادئ الأساسية للتيار الجديد.

اللواء عصام أبو جمرا كان أقرب أصدقاء العماد ميشال عون من بيروت ومعارك بعبدا وصولا إلى المنفى الباريسي، ثم إلى بيروت في العام 2005. وهو لا ينكر في حديث لـ”جنوبية” أنّ قسماً كبيراً من مؤسّسي “التيار المستقل” كانوا من مؤسّسي “التيار الوطني”، لكنّه يؤكّد أنّه ليس نسخة منه في المضمون ولا في التراتبية التنظيمية ولا في آلية اتخاذ القرارات والنقاشات، رغم وجود عدد لا بأس به من الضباط المتقاعدين في صفوفه والصداقات الواسعة التي يحتفظون بها مع مناصري “التيار الوطني”. ويشرح أبو جمرا أنّ النقاش “سيكون مفتوحاً على كل ما شكونا منه في “التيار الوطني”، ونحن لسنا ضدّ احد، ومع الجميع، ولدينا مبادئنا وسنتقيد جميعاً بما وقعنا من إعلان مبادئ، وسنلتزم العمل بوحيه”. ويضيف: “من يدعي انه يريد ان يكون مستقلا فليتفضل الى العمل، ونحن لدينا تجاربنا واختباراتنا وسنبني على الشيء مقتضاه”.

ولا ينفي أبو جمرا التناغم مع الرئيس ميشال سليمان، وفي رأيه أنّ “التيار المستقل” لا يتناقض مع خطّ سليمان، وتاليا فإنّ “الدعوة مفتوحة امام الجميع من القدامى، ومن هو قادر على التحرر من التزاماته الحزبية السابقة فأهلا وسهلا به”.

لوسيان عون هو ناشط تنقّل في العديد من المناصب القيادية في “التيار الوطني الحر” وتحمّل تبعات انتمائه السياسي طيلة أيام الوصاية السورية، ليخرج لاحقاً من التيار العوني بعدما انتقل عون إلى صفوف 8 آذار، ويشرح لـ”جنوبية” أنّ “توقّعات نجاح هذه الحركة تكمن في أنّ المواطن ملّ من هذا الروتين السياسي، والانحدار التدريجي نحو القاع، لذلك أخذنا على عاتقنا هموم وشجون وتساؤلات المواطن، وأيّ وطن نريد، وسوف ننطلق، ومن المفترض أن ينجح مسعانا وحركتنا السياسية لأننا نحاكي المواطن في تعطّشه إلى الشعارات الوطنية السيادية لا تلك التي تدّعي زوراً الاستقلال، وشعارنا عدم التدخل الخارجي في شؤون لبنان”. وأضاف عون: “أريد القول إنّ قسماً من المؤسسين لهذه الحركة هم من التيار الوطني الحرّ القدماء، وقسم الآخر من خارج التيار، أو من المناصرين الذين لا يحملون البطاقات التنظيمية”.

وقال عون: “إن خطة العمل مبنية على أسس وأحكام الدستور اللبناني. وسيكون العمل الدؤوب ضد الإقطاع والتوريث السياسي، والدخول في المتاهات والمصالح السياسية الدنيئة”. وأكمل عون: “الأحد يبدأ مشروع طويل وسندخل المعترك السياسي، نرافق في خلاله كل المواقف ونحلّلها، ونأخذ الموقف المناسب الوطن طبعاً المبني على الدستور اللبناني”.

وعن توقيت ومغزى انطلاقة هذه الحركة السياسية المستقلة قال عون: “لقد تشاورنا طويلاً في نقاشات ولقاءات معمّقة لاتخاذ قرار الانطلاق، ونحن لا نعمل انتفاضة على أحد، وهذه الحركة ليست ضدّ أحد، والتوقيت معيّن من فترة، ونحن لم يكن همّنا إلا أن نؤسس هذه الحركة. فالإسم “التيار المستقل” يعبّر عن سياستنا والتي سنسير فيه”.

وأضاف عون: “نحن نصبو إلى أهداف وطنية ضمن أحكام الدستور والذي يحلم كل لبناني أن يحققها. وبالطبع تحت راية أحكام الدستور”. وختم عون: “إن أكبر شريحة من الناس تقف إلى جانبنا في هذا المشروع وهذا يشجّع كثيراً. في جعبة “التيار المستقل” الكثير من الكلام القاسي ليسمعه الجميع بدءًا من الأحد، فقد آن الأوان ليتحمل الجميع مسؤولية ما يجري من خراب لبنان ومؤسساته”.

السابق
تيار المستقبل سيشارك في مسيرة التنظيم الشعبي الناصري
التالي
درباس: سهلنا للأشوريين دخولهم الى لبنان