رعب في الطريق من إقليم الخروب إلى شرق صيدا وجزين

لم تلق التحذيرات التي تتالت لنحو أربع سنوات آذانا صاغية لدى المعنيين. فليل أمس الأربعاء حدث ما كان متوقعا وانهارت أجزاء كبيرة من الطريق العام في قرية خربة بسري، الواقعة فوق مجرى نهر بسري مباشرة، وهي طريق وحيدة تربط إقليم الخروب بجزين ومنطقة شرق صيدا.

وأشاعت الانهيارات حالة من الرعب والخوف لدى المواطنين العابرين لها، خشية انهيارها بشكل كامل بسبب المياه التي تختزن في التربة بسبب الأمطار، كونها تفتقد لجدار دعم يحميها من الانهيارات والانزلاقات. وهذا أمر لطالما حذر منه مخاتير المنطقة على امتداد سنوات من دون أي ردود أو خطوات لتفادي ما جرى، وعلى وجه الخصوص لدى وزارة الأشغال العامة.
وقال مختار خربة بسري شفيق عيد: “كنا قد حذرنا مرارا وتكرارا من خطورة انهيار الطريق بسبب عدم وجود جدار دعم لها والذي وعدتنا به وزارة الأشغال في عهد الوزير غازي العريضي منذ سنوات”، مشيرا إلى أن “هطول الأمطار بغزارة أدى إلى تفاقم وضعها نحو الأسوأ، حيث تسببت بزحل التربة من تحت الطريق، وانهيار قسما منها فوق مجرى نهر بسري”، مشيرا إلى  أن ارتفاع منسوب النهر قد يكون من العوامل الأخرى التي ساعدت في انهيارها نتيجة جرفه للأتربة واليابسة التي تقع تحت الطريق”.
وأكد عيد أن حركة الشاحنات التي تشهدها الطريق وعبور الشاحنات المحملة بالرمال والبحص، إضافة إلى غزارة هطول الأمطار وتكوًن السيول، ساعدت في تشقق الطريق خصوصا التي تعد من الطرق المهمة والحيوية التي تربط بين إقليم الخروب وشرق صيدا وجزين.  وهذا ما دفعه لإجراء سلسلة اتصالات بالمعنيين لمعالجة المشكلة، وعلى وجه الخصوص اتصاله بالنائب علاء الدين ترو ومسؤول “الحزب التقدمي الاشتراكي” في المنطقة، مثنيا أيضا على دور قائمقام الشوف مارلين قهوجي ضومط على اهتمامها ومتابعتها الموضوع مع المعنيين لرفع الأضرار عن المواطنين.
وكشف عيد أنه تم الطلب من أصحاب الشاحنات تغيير مسارهم وتجنب الطريق وسلوك طريق شرق صيدا حفاظا على سلامتهم  وخشية من انهيار الطريق بشكل كامل، مؤكد أن الخطورة تتمثل بأن الطريق ممتدة فوق منحدر عال من الرمال والأتربة وتقع مباشرة فوق مجرى نهر بسري.
من جهته، قال مختار دير المخلص – المحتقرة جوزف فارس: “كل سنة تزحل التربة في فصل الشتاء، وتحدث تشققات في الطريق، ولكن هذه المرة كانت كبيرة وخطيرة، للأسف الطلبات نائمة في إدراج وزارة الأشغال. اليوم اتصلت بوزارة الأشغال، فأبلغوني أنهم كلفوا أحد الخبراء الحضور يوم غد الجمعة إلى موقع الانهيار وإعداد تقرير كامل عن وضع الطريق، لأن الموافقة القديمة لها قد ماتت وأننا بحاجة إلى موافقة جديدة”. وأشار فارس إلى أن التربة زحلت وأدت إلى انهيار الطريق التي تربط الشوف من جهة إقليم الخروب بالجنوب وجزين”، لافتا الانتباه إلى أنها تشهد حركة دائمة لباصات مدرستي دير المخلص وراهبات سيدة البشارة  القريبتين من موقع الانهيار”، فضلا عن حركة الشاحنات الكبيرة التي تشهدها الطريق المحملة بالحصى والرمول”، محذرا من انهيار الطريق بالكامل في حال بقي الوضع على ما هو عليه.

 

السابق
مار ميليس زيا: لاطلاق كل المحتجزين الآشوريين
التالي
الحص وجه نداء وطنياً: لا مسوغ يمنع النواب من انتخاب رئيس