بين جاك وإيلي.. «داعش» تخترق المسيحيين!

لا يمكن الجمع بين النور والظلمة… نهج واضح لكل مؤمن مسلمًا كان أم مسيحيًا.

إنه النهج نفسه لكل إنسان ينطلق سلم القيم عنده من مسلمات الإنسانية والخير والحق والعدالة والمساواة، ويركز أساسًا على الإيجابية والتفاعل والإنفتاح والعيش معًا، الامر الذي يشكل جوهر الميثاق اللبناني وقاعدة فلسفة الكيان اللبناني ومصدر دستوره والتشريع.

وتدين كل الشرائع السماوية القتل والتطرف والعنف والإرهاب بكل أشكاله، وهو ما يرفضه أي منطق بشري وأي قانون وأي تشريع وأي مستند أخلاقي.

ويقف المسلمون ضد كل مظاهر الإرهاب موقفًا واضحًا وصريحًا، حيث  صدر أكثر من موقف جلي ونهائي في لبنان وخارجه عن أهم المرجعيات المسلمة من دينية وزمنية، لتجزم بأن لا مكان للإرهاب، وأن لا مجال لتبرير أي عمل من هذا القبيل.

واذ بالتطرف الذي يقود صاحبه الى تنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية يقفز الى صفوف غير المسلمين، وتحديدًا الى قصة ايلي الوراق المسيحي الذي كان ينوي تفجير أحد المراكز السياحية المهمة في جبل لبنان.

واليوم يحكى إعلاميًا عن مسيحي ثان من الشمال واسمه الحركي “جاك” ينضم الى الجهاديين في صفوف “داعش”.

“لبنان 24″ حمل هذه المسألة الى رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم، الذي قال إنه اذا كان هذا ما يحصل فإنه يجب أن نتأكد أولا من صحته”.

ويضيف أبو كسم: “قد يكون هذا الأمر قد حدث من جراء تغرير أو دوافع مادية… لكنه يجب الا نعطيه حجمًا أكبر مما هو عليه فعليًا.

وهو يلفت الى أنه يمكن الا يكون هناك شيء ثابت وعندما يتم التحقق من أنه ثابت فإنه سيصبح في إمكاننا أن نبدي رأينا.

وبتقدير الاب ابو كسم أنه يمكن أن يكون هناك نوع من التضليل الإعلامي ليقال إن “داعش” لا تضم في صفوفها فقط مسلمين بل أيضًا مسيحيين.

الا أن قضية ايلي وراق ثابتة، فأجاب ابو كسم: “لم ينخرط  الوراق في ما انخرط به بدافع مسيحي بل بقناعة أخرى، يمكن أن تكون المال، ويمكن أن تكون لديه مشاكل نفسية أو مالية… فمن يدري؟ وشدد في هذا الإطار على ضرورة أن تدرس كل حالة بمفردها، وأن يتم التأكد من نسبة وقوع إحداث مماثلة ومما اذا كانت صحيحة أو لا.

ويؤكد ابو كسم أن الكنيسة ضد أي شكل من اشكال الإرهاب والتطرف سواء أكان مسيحيًا أو اسلاميًا، مشيرًا الى أن رسالة الكنيسة تصب في اتجاه معاكس الا وهو رسالة السلام والخير والمحبة.

وهو يجزم بأنه يستحيل أن تلتقي المحبة مع الارهاب، كذلك الخير مع الشر، لأن المحبة والخير من ناحية، والإرهاب والشر من ناحية ثانية، يقعان في خطين منفصلين، مضيفًا: “الكنيسة همها الاول والاخير تعزيز رسالة السلام والمحبة بين الشعوب”.

ويقول أبو كسم إن طبيعة اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين ترفض الارهاب رفضًا مطلقًا وأن رسالتهم هي نحو بناء ثقافة السلام والعيش الواحد.

ويؤكد في هذا الاطار، أننا كمسيحيين وفي مواجهة كل ما يقع من أحداث فإن ايماننا قوي ورسالتنا واضحة لأننا سنواجه الشر بالخير… مضيفًا: “هذه هي رسالة الكنيسة وهذا هو إيمانها، والأكيد أن لا الشر بالشر ولا العنف بالعنف سيؤديان الى خير الشعوب والمجتمعات والانسان”.

وسئل عن رأيه في ما يتعرض له الاشوريون في سوريا، فأجاب الاب ابو كسم: “أنه أمر مؤلم ومؤسف، وقد يكون من ضمن المخطط الدولي الذي أفرغ الموصل من المسيحيين والذي يفرغ الحسكة منهم اليوم”.

وهو يلفت الى أنه اذا كان هذا هو الشرق الاوسط الجديد فبئس هذا الشرق.

وختم أبو كسم بتأكيده أنه “ولا مرة كان المسيحيون في هذه المنطقة عنصر عنف أو حرب أو قتل بل كانوا مسالمين ويعملون لخير المجتمع”.

 

السابق
الاستقالة أقوى أوراق سلام التي لن يستخدمها
التالي
اليونيسكو: لاجتماع طارىء لمجلس الامن بعد تدمير آثار الموصل