زين الاتات ضحية ام مزور؟

ما وقد اعلنت الامم المتحدة ان لا علاقة لها بالمدعو محمد شاهد امين خان رئيس “اللجنة الدولية لحقوق الانسان” التابعة للامم المتحدة كما يدعي الاخير، بعدما سمى خان خبير الاعشاب اللبناني زين الاتات، سفيرا للامم المتحدة للنيات الحسنة لحقوق الانسان، نصبح امام حالتين: الاولى ان يكون زين الاتات وقع ضحية تزوير وعليه ان يتقدم بدعوى امام القضاء كما اعلن في وقت سابق ليثبت صدقيته في انه ضحية تزوير وكذب، او ان يكون كلامه للتعمية على التزوير الذي شارك فيه لان خان لا يمنح شهاداته الا مقابل مبالغ مالية، وهو اجراء غير متبع لدى المنظمة الدولية، مما يعني ان الاتات يكون قد دفع مالا واشترى شهادة مزورة؟. لا حكم على الامر قبل جلاء حقيقة ما، وحده زين الاتات كفيل اليوم بفضحها.

محمد شهيد امبن خان image_574719_large

ففي أعقاب التقارير الإعلامية والاخبار عن زين الاتات والمنظمة التي تطلق على نفسها اسم “اللجنة الدولية لحقوق الإنسان”، اكد مكتب الأمم المتحدة في لبنان “أن هذه المنظمة ليست جزءا من أو منتسبة إلى الأمم المتحدة في أي شكل من الأشكال. وتشير الأمم المتحدة في لبنان إلى أن مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان (مفوضية حقوق الإنسان) هو هيئة الأمم المتحدة الوحيدة المكلفة بتعزيز وحماية حقوق الإنسان”.

هكذا يبدو محمد امير خان رئيس جمعية في المجتمع المدني ، كأي جمعية اخرى، يمارس عمله بطريقة ذكية تحت شعار الامم المتحدة فيبيع شهادات “سفراء” مقابل مبالغ مالية كبيرة ، وقد حضر الى لبنان مرات عدة، وله في لبنان ممثل هو “السفير علي عقيل خليل” الذي يرافقه في زياراته الى لبنان ولقاءاته المسؤولين اللبنانيين، وقد استضافته تلفزيونات عدة، ومنها محطات 8 اذار، اذ كانت له دائما مواقف مؤيدة للنظام السوري.
موقع “الغد برس” في بغداد نشر تحقيقا كشف فيه كما وصفه عن “ملف محتال دولي يُدعى الدكتور محمد شهيد امين خان يدعي أنه الرئيس العالمي لمفوضية حقوق الانسان الدولية (IHRC) الذي زار العراق خلال الاسبوع الماضي، واستقبلته العشرات من النخب العراقية بحفاوة تليق بالملوك مع انه لا يحمل اي صفة رسمية!.

يقوم هذا النصاب بالايحاء كذبا بأنه مرتبط بالامم المتحدة “بشكل ما” وانه كان وزيرا سابقا بحكومة بناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان ويقوم بتوزيع دروع وشهادات واوسمة مستغلا فيها تعطش بعض المسؤولين للحصول على اية وثيقة او ورقة او رمز مكتوب باللغة الانكليزية ولو كان من نصاب محترف، وصل به الامر في اخطر وأظرف عمليات الاحتيال قيامه بتعيين سفراء “نوايا حسنة” وتوزيع لقب “معالي السفير” لمن يدفع اكثر.

ويبدو ان مكاتب اغلب المسؤولين ليست لهم اي دراية او تواصل مع مكاتب الامم المتحدة او السفارات التابعة للجاليات او الشخصيات التي تقدم طلبات اجراء المقابلات ما يجعلهم بمعزل عن التعرف على النصابين والمحتالين، ومن خلال التواصل مع جاليات عراقية في باكستان، اكدوا ان محمد شهيد امين خان شخص محتال، وبالاضافة “للزعيم العالمي لـIHRC” هناك عشرات المحتالين الباكستانيين ممن يدعون انهم رؤساء منظمات دولية تشابه عمل الامم المتحدة مثل IHRO و IIHRS و IHRCM، والتي توصلت لها من بحث بسيط في محرك البحث غوغل وكلها قائمة لنفس الهدف اي لغرض النصب.

وتقوم منظمات ومؤسسات انسانية ومهنية باستخدام اسلوب توزيع الدروع والهدايا التذكارية والاوشحة وحتى السيوف للوصول الى مكاتب المسؤولين من اجل الحصول على غاياتهم باحراجهم تارة وباستغلال نشوة الفرح بالحصول على الرمز المعنوي لهذه المقتنيات والتي باتت تقدم جزافا لرخص اسعارها وعمق دلالاتها المعنوية والتفاخر امام الزائرين ووضعها على رفوف المعارض المزججة.

ومن الشخصيات التي تم الاحتيال عليها اياد علاوي ووزير حقوق الانسان محمد شياع السوداني والنائبة سلامة الخفاجي ولجنة المساءلة والعدالة البرلمانية وجاسم الحلفي والاعلامي صادق الموسوي واخرين.

ويقدم الدكتور الباكستاني شهيد خلال لقائه المسؤولين ملفه الشخصي بالادعاء بانه قد تم تعيينه بواسطة General Assembly في نيويورك ليوحي لضحاياه انه قد تم تعيينه من الجمعية العامة للامم المتحدة، ويقوم بذكر اسماء سفراء لدول اجنبية لا وجود لهم على الانترنت على الاقل، كما يدعي بصفحاته انه على اتصال بنائب الرئيس الامريكي جو بايدن وان الاخير يأخذ باستشاراته الشخصية بقضايا الشرق الاوسط، بل ويؤجل قرارات امريكا انتظارا له.

كما يدعي في سيرته الذاتية انه “قدم خدمات” لبناظير بوتو رئيسة وزراء الباكستان السابقة، كما يعيد نفس الادعاء مع كل رؤساء الباكستان، ما يفسرها ضحايا على انه كان وزيرا او مستشارا في حكومة بوتو.

يذكر انه عدا توزيع الشهادات والالقاب المزيفة لم تشارك منظمته “الدولية” خلال 18 سنة بأي نشاط يذكر خارج الباكستان سواء بأبحاث او محاضرات او ندوات او ادارة انتخابات او وقف الحروب او التوسط لحل النزاعات او مهمات الحفظ على السلام مع ان هذه المصطلحات تتكرر مئات المرات بكل صفحاته ومنشوراته.

البحث في ملفات الدكتور الباكستاني شهيد عبر الانترنت اوصلنا الى انه متزوج من لبنانية اسمها ميرفت منصور عرفته بشكل او بآخر على الرئيس اللبناني اميل لحود ومن هنا بدا الاحتيال يسهل على باقي العرب، كما انه متزوج ايضا من باكستانية اسمها فرح شهيد مقيمة في الامارات.

(النهار)

السابق
جثة في صور.. والأسباب عاطفية
التالي
دفتر الدكنجي.. أسرار الأسرة اللبنانية