لقاء الرئيس سليمان التشاوري كيف تجاهل إعلان بعبدا؟

اللقاء التشاوري
غيّب "اللقاء التشاوري" إعلان بعبدا من بياناته، محوّلاً النقاش إلى نقاش روتيني لن يشكل قيمة مضافة في الحياة السياسية اللبنانية، ولا يعدو كونه محاولة تجميع لقوى سياسية في الوقت الضائع.

غاب “إعلان بعبدا“، عن بيانات “اللقاء التشاوري” المحدث من دارة الرئيس السابق ميشال سليمان أولاً، ومن دارة الرئيس الأسبق أمين الجميل، ثانيا. وتركز جهد المجتمعين على التذكير بالاستحقاق الرئاسي على اهميته، في حين قالت الوزيرة اليس شبطيني، إن اللقاء قائم الى حين إنتخاب الرئيس، حينها تنتفي الحاجة اليه.

لماذا اللقاء التشاوري، إذا، والرئيس الاسبق امين الجميل يجدد التأكيد انه في صلب (14 آذار)؟ والرئيس السابق ميشال سليمان ينفي تكرارا وتباعا عزمه على تشكيل فريق سياسي نواته الوزراء سمير مقبل وعبد المطلب الحناوي واليس شبطيني.

معلومات تشير الى ان حزب الكتائب، الذي يسعى الى إيجاد مساحة سياسية لا تتناسب وحجم الحزب الفعلي سياسيا وشعبيا، يقوم بفتح مسارب حوار، حينا مع حزب الله وحينا آخر يطلق مبادرات حوارية يلتقي خلالها نواب من الحزب مع تيارات سياسية وأحزاب من مرده وتيار عوني، إلا أن هذه الحوارات لم تضف الى رصيد الحزب أي قيمة جديدة، وهو يغرق تباعا في تفاصيل إقتسام السلطة داخل اجهزة الحزب واروقته، في ظل تنامي الحديث عن ان الرئيس الاسبق يريد تسليم صلاحياته الحزبية لنجله النائب سامي الجميل، أسوة بما يتردد عن عزم كل من النائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجيه تسليم نجليهما مقاليد الزعامة، إلا أن هذه المحاولات ما زالت تصطدم ببيروقراطية الكتائب وانظمته الداخلية.

وتضيف المعلومات ان الرئيس السابق ميشال سليمان، يقارب السياسة اللبنانية ويحاذر الدخول في متاهاتها، وهو “يمون” على ثلاثة وزراء، كان يتم إحتسابهم من “حصته” في حكومة “المصلحة الوطنية”، ولكن أحدا لم يطرق باب الرئيس سليمان ليستمزج رأيه، سواء في الحوارات الدائرة، او في الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد، مع انه لا يفوت مناسبة إلا ويلجأ الى التذكير بضرورة حصول الاستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد، على قاعدة إعلان بعبدا، الذي يعتبر إنجازا يسجل في خانة الرئيس السابق.

وتشير المعلومات الى ان تقاطع المصالح بين الرئيسين الاسبق والسابق، إضافة الى طموح بعض الوزراء من المستقلين لايجاد مساحة لهم، اوجد “حالة الضرورة” السياسية، في لحظة فراغ سياسي بين حوارات تترنح، فكان الاجتماع الاول في دارة الرئيس سليمان، للفت النظر، واعقبه لقاء ثان، غاب عنه الوزير ميشال فرعون، رغم المحاولات الحثيثة لحمله على المشاركة في اللقاء الثاني، إلا أنه آثر عدم الالتحاق بـ”اللقاء”.

مصادر سياسية في بيروت إعتبرت ان “اللقاء التشاوري” لن يشكل قيمة مضافة في الحياة السياسية اللبنانية، ولا يعدو كونه محاولة تجميع لقوى سياسية في الوقت الضائع، وإن هذا “اللقاء” كان ليكتسب اهمية إضافية لو أنه لم يغيّب “إعلان بعبدا” عن بياناته، ولكن المجتمعين ربما فاتهم ان قوتهم تأتي من هذا الإعلان لا من تجاهله.

السابق
أمريكية تسرق من صديقها حيواناته المنوية
التالي
سقوط صاروخ في عين الشعب مصدره السلسلة الشرقية