العنف الداعشي.. إلى متى؟

سبع سنوات، نعم سبع سنوات كان عمر الفتاة التي فجرت نفسها بحزام ناسف في سوق مخصصة لبيع الهواتف النقالة في منطقة بشمال شرق نيجيريا. الضحايا القتلى كانوا ستة بمن فيهم فتاة السبعة أعوام والجرحى 19.

العنف الأعمى الذي يضرب في الغرب الآسيوي، في سوريا والعراق بالتحديد، وفي إفريقيا، في نيجيريا تحديداً يطالعنا فترة بعد أخرى بصور تجاوزت كل مناظر أفلام الرعب لتضيف إلى الرعب الذي تثيره مشاعرَ السخط والغضب، فإلى ما تظهره من صورة للنار والسكين، وما تفعله هاتان الأداتان يُضاف إلى المشهد اليوم إقناع طفلة في السابعة من العمر بتفجير نفسها وسط جموع بريئة كبراءتها، هي التي أفلح رُوَّاد العنف الأعمى في هذا العصر في إرسالها مُزنَّرةً بالمتفجرات إلى سوق لتتناثر أشلاءً مع غيرها، بريءٌ يقتل بريئاً، والقاتل يُعِدُّ العدة ويراقب من بعيد.

العنف الأعمى أو الإرهاب المنتشر دولياً بدأ يخسر أجزاء من أراضٍ كان سيطر عليها في شمال شرق سوريا، وخسر مدينة “باغا” التي استعادها الجيش النيجيري في نهاية الأسبوع الماضي، وقد اشتد عضُد تشاد والنيجير والكاميرون ونيجيريا للانقضاض عليه بشكل أكثر فعالية، وكانت ردة الفعل ارتفاعَ درجة همجيته وجنونه ليبلغ درجة استخدام الأطفال قنابل يفجرها وسط الجموع. تعلو درجة التصدي فيعلو معها جنون العنف وإزاء هذه المعادلة يلفت متفائلون إلى أن مراجعة لتاريخ حركات العنف بأشكاله المتنوعة تدلنا على أن نهاية العنف بتبعاته غير محدودة النتائج، تبدأ بعيد بلوغ هذا العنف ذروته أي بعد أن تستفيق ناسه من غفلتها فيه، ويعطون الدليل على ذلك حالات العنف التي ضربت أوروبا، فهل نكتفي بالرهان على الوقت؟

(مونتي كارلو)

السابق
إصدار مالي يؤكّد الثقة بلبنان ملف العسكريين يسلك طريق الحل
التالي
عن بشير هلال