شوقي بزيع على المنبر الحسيني: بعض المعمّمين مقاولون لـ«اقتصاد الموت»

شوقي بزيع
بلغ السيل الزبى لدى الشاعر الجنوبي شوقي بزيع فكان أن عبّر عن غضبه من على منبر بلدته زبقين خلال ذكرى وفاة أحد اقاربه... ولم يسلم أحد من سيف نقده، خصوصاً رجال الدين والسياسيين... فما الذي جرى؟ وكيف هاجم يزبع رجال الدين والمبالغات الحسينية و"إقتصاد الموت" الذي يروّج له رجال الدين.

أثار الشاعر الكبير شوقي بزيع، في بلدته زبقين الجنوبية، من على منبرها الحسيني، غضب رجال الدين الحاضرين عندما تطرّق إلى ملف حسّاس ومسكوت عنه، لكن يثير الاعتراضات بين النّاس سيّما الذين يستمعون إلى المبالغات خلال تلاوة السيرة الحسينية في الإحتفالات الأسبوعية التي تضّج بها القرى والبلدات صباح كلّ يوم أحد من كلّ أسبوع.

وفي التفاصيل إتصلنا بالشاعر شوقي بزيع الذي روى لـ”جنوبية” تفاصيل ما جرى، خصوصاً أنّ الحادثة تمّ تداولها بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وروى الشاعر بزيع أنّ “الراحل معن بزيع تمنّى عليّ قبيل وفاته أن يكون لي قصيدة رثاء بحقّه، وحفاظا على الوعد صعدت إلى المنبر لإلقاء القصيدة، لكن كانت تعتمل في نفسيّ بعض الملاحظات، ولم أرغب بأن يمرّ الأمر هكذا دون تعليق، فكان أن بدأت بانتقاد الطقوس التي تجري مع أهل العزاء بشكل عام والواجبات التي تخرج عن المنطق، وتطرّقت إلى ما يردّده قرّاء العزاء من خرافات وقصص بحيث أنهم يجعلون من الإمام الحسين – وهو صاحب قضية – كأبي زيد الهلالي وعنترة، فينقلون أنّه قتل 30 ألف مقاتل من الإعداء في ساعة زمنيّة واحدة. وما إن ذكرت هذا الأمر حتّى انسحب ثلاثة رجال دين معمّمين من الحسينية، فبدا الأمر كأنّني رميت حجرة في المياه الراكدة”.

وتابع: “لا أدري لماذا استغرب البعض الأمر، علمًا أني كشاعر وناقد ومثقّف مهمّتي أن أنتقد وأعلّق، فعملي هو إعادة إعمار وبناء. فكان أن ردّ أحد رجال الدين أنّ هناك عدداً من القراءات، وليست كلّها على هذا النحو. وأنّه شرف لنا أن نُتهم بالـ”الببغائية” التي كنت أنتقدتها أمام الجميع”.

ويروي بزيع: “احتشد الحاضرون، وساد الصّمت في دلالة على عطش الناس إلى النقد، على عكس ما يبدو للبعض، لكنّ الشيخ ناجي فرحات بدأ بمهاجمتي تارة وبالدفاع عن رأيي تارة أخرى. فيما عدد من المعمّمين خرج من القاعة، وهؤلاء برأييّ من المقاولين في مجال ما يُسمى “إقتصاد الموت”، حيث يفرضون على أهل العزاء بعض الطقوس فيما يتعلّق بالغداء والمجالس والعادات، رغم أن أهل الميّت هم أكثر من يكون في حاجة إلى الدّعم والمساندة”.

وعن سرّ تأخره في الإضاءة على هذا الموضوع قال الشّاعر شوقي بزيع: “الناس تطالبني دائما بذلك، لكنّني لا أحضر كثيرا الإحتفالات العزائية.. لقد انتقدت أيضا ما يؤدي إليه أسلوبهم الداعشي، فهم لا يدعون إلى مطالعة ولو كتاب واحد، بل إنّهم يعلّمون الناس الإستزلام”.

وأكد الشاعر شوقي بزيع أنه “لا أحد تجرأ وصعد المنبر أو وجّه أحد لي أية ملاحظة، وبقيت حتى آخر لحظة، وتابعتُ كلمتي التي بدأتها بشرح معنى الرثاء، أي رتق الميت. كأنّه بذلك عقدُ وصلة مع الذاكرة”.

وفي اتصال مع علي عيد، الناشط المدني إبن مدينة صور للحديث عن الموضوع، هو الذي لفت النظر إليه حين كتب عنه على صفحته الفيسبوكية، قال لـ”جنوبية” إنّ “ما حصل أنه بعد كلمة الشاعر شوقي بزيع المهمّة لم يبقَ أحد في مجلس العزاء داخل الحسينية، الذي كان سيُتلى بعد قصيدة بزيع. لحق الجميع بالشاعر ثم التفّ الناس من حوله وهنّأوه على جرأته، حيث بدت علنا حاجة الناس إلى من يتحدث بلسانهم وينطق بإسمهم”.

وكان الناشط علي عيد قد أبدى إعجابه بما حصل عبر الفايسبوك، ونقل تفاصيل الحادثة التي تدلّ على عطش الجنوبيين للرأي الآخر، اذ أنّ “بزيع انتقد مساهمات رجال الدين في إنعاش داعش دون أن يدروا من خلال خطابهم التجهيلي والمبالغات واللغط. فقصة قتل الإمام الحسين 30 ألفا من المقاتلين الأعداء لا يمكن لعقل أن يصدّقها، فإذا أردنا تقطيع 30 ألف فروج.. هل يمكننا فعل ذلك خلال ساعتين مثلا؟”.

 

 

السابق
الإفراج عن عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ ايهاب البنا
التالي
مناورة للعدو الاسرائيلي بالمدفعية الثقيلة داخل مزارع شبعا