وليد جنبلاط (2/3): لماذا ظافر ناصر؟

وليد جنبلاط
النائب وليد جنبلاط ذو الاصول الشركسية يتميّز بـ(اللفّ والدوران) بالمعنى الرمزيّ للكلمة، فهو بدورانه الدائم يدوّخ الناس- ما عدا جمهوره طبعا - الذي اعتاد عليه، وبات لا يدوخ إطلاقاً. وقد بات جنبلاط حاجة، إن لم نقل ضرورة، للإجماع السياسي اللبناني. لكنّه مؤخّرا "خاف" من رياح "الربيع العربي"، فأوحى بديمقراطية ما في حزبه وزعامته، ثم بدأ يعمل حثيثا لتوريث ابنه. فماذا عن "شباب" الحزب الاشتراكي الجنبلاطي؟ ولماذا ظافر ناصر، الشاب الشيعي، في مركز قياديّ داخل الحزب الدرزي؟

حين بدا أنّ “الربيع العربي” بات على حدود لبنان، وأنّ بشّار الأسد قد يسقط في أيّ لحظة، في العام 2011، سارع وليد جنبلاط إلى الوعد بأنّه سيستقيل من رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي خلال عام واحد، أي في 2012، واليوم في 2015 لا يزال رئيسا للحزب، بلا منازل. وكلّ ما فعله أنّه عمل حثيثاً على فرش الأرض بالورود السياسية أمام نجله، وليس أمام “شباب” الحزب كما وعد.
لكن في العام 2011 سهّل انتخاب عدد من “الشباب” إلى مواقع قيادية في الحزب، خلفاً لمن صاروا فوق الستّين من العمر. كان أبرزهم “أمين سرّ الحزب” ظافر ناصر، الشاب الشيعي، من بلدة قليا في البقاع. لكن لماذا ظافر ناصر؟
ظافر ناصريروي أحد البقاعيين العارفين أنّ بعد اعتراض أهالي البقاع الغربي، في زيارات متتالية إلى المختارة، على أنّهم مغيبّون عن المراكز البارزة في الحزب، خصوصاً أنّ المقدم شريف فيّاض، أمين سر الحزب، مستمرّ في خدماته ومنصبه هذا منذ خمسين عاما… وسؤالهم عن تداول السلطة شبه المفقود في تراتبية الحزب الموسوم بـ”الديمقراطي”…. لمعت الفكرة في رأس جنبلاط الأب (والابن ربّما). فما كان من الأب إلا أن اختار الشاب الثلاثيني ظافر ناصر، ابن البقاع البعيد عن الجبل الدرزي، وهو العارف بخفايا المختارة وذلك لأنّ توريث تيمور يجب أن يحيط به الأب “الديمقراطي” بـصقور عجائز” ليتعلّم منهم الإبن الطريّ، وشبّان ضعفاء، يقودهم ولا يحاولون التفوّق عليه. ومن أفضل من شاب شيعي بقاعيّ، إلى جانب تيمور الدرزيّ ابن الشوف؟
فالصقور العجائز هم أصدقاء عمر “البيك الأب”، أبرزهم في المشهد السياسي النواب – الوزراء أكرم شهيب وغازي العريضي ومروان حمادة. أما العنصر الشبابي مثل وائل أبو فاعور وظافر ناصر فهما يمنحان القوّة للبيك الجديد، الأمر الذي سيعطي انطباعا بوجود تغيير يحصل ويتماشى مع تصريحات الزعيم الذي أوقف الانقلاب الداخلي في الحزب بأسلوب تكتيكي. بعدما كان كثيرون يحضّرون “لاستلام” قيادة الحزب في لحظة الربيع العربي.
هكذا كان “ظافر ناصر” ضربة معلّم من الوارث والمورّث وليد جنبلاط، الذي لا يزال ينتقد “آل الأسد” ويأتي بمثلهم. هو الذي كان قائد ميليشيا عسكرية قتلت ونهبت، خلال الحروب الأهلية، وورث الزعامة ليورّثها، وصار أميراً سياسياً بعد انتهاء الحرب.

السابق
جنبلاط في مؤتمر الشباب التقدمي: للخروج من القوقعة المذهبية والحروب العبثية من اجل فلسطين ومستقبل لبنان
التالي
لا مكان للحرية في البحرين: إقفال فضائية «العرب» نهائيا !