لا مكان للحرية في البحرين: إقفال فضائية «العرب» نهائيا !

يدور على مواقع التواصل الاجتماعي نقاش حام حول أسباب إيقاف محطة "العرب" التي يملكها الامير الوليد بن طلال بعد ساعات من بدء بثها من قبل السلطات البحرانية، خاصة وان دعاية صاخبة قد رافقت اعلان افتتاح "العرب" من انها ستنافس محطتي العربية والجزيرة، ويبدو ان لا مساحة للحرية في هذه المملكة الصغيرة الخائفة على نظامها الهش من حركات المعارضة فيها، حتى ولو كانت سلمية تنشط عن طريق الاعلام والكلمة.

أكّد مصدر مسؤول في مملكة البحرين ان محطة فضائية (العرب) التي أوقفتها السلطات البحرانية قبل أسبوع وبعدافتتاح البث فيها بساعات، قد صدر قرار باقفالها نهائيا، وأن القناة لن تبث مجدّدا من البحرين.

وأشارت مصادر المحطة المملوكه من الأمير السعودي الوليد بن طلال، ان الاستعدادات تجري لنقلها إلى أن العاصمة البريطانية “لندن”.

وكان مدير القناة جمال خاشقجي قال في تغريدة على (تويتر) إن القناة ستستمر في البث، من دون أن يذكر مقر البث الذي ستستأنف منه القناة نشاطها الإعلامي.

وأشار وزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أكد قبل أيام أن القناة أُغلقت لدواعٍ أمنية بسبب سياستها الاعلامية.

لكن بعيداً عن تلك الأسباب، يدور على مواقع التواصل الاجتماعي نقاش مختلف عن أسباب إيقاف القناة، وإن كان الجميع متأكداً من أن استضافة خليل مرزوق القيادي في جمعية الوفاق البحرينية المعارضة كضيف أول للقناة على الهواء الذي انتقد سحب السلطات البحرينية الجنسية من 72 مواطنا، هي أحد أسباب حظر المحطة (مؤقتاً)، فإن آخرين استعادوا مواقف الوليد بن طلال التي تلت رحيل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وتسلم الملك سلمان العرش، ومعه ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد محمد بن نايف.

فقد اعتبر بعض المغردين أن عدم مبايعة الوليد بن طلال للأمير محمد في تغريدته على تويتر التي جاء فيها: “بايعت والدي #سلمان_بن_عبدالعزيز ملكاً، وبايعت والدي #مقرن_بن_عبدالعزيز ولياً للعهد، وهنأت أخي الأمير #محمد_بن_نايف”، أثارت اعتراضات في السعودية، وهو ما أدى إلى الضغط لإيقاف قناته بعد ساعات من انطلاق بثها، في رسالة غير مباشرة للأمير الوليد بن طلال.

وأكد الفريق الركن الشيخ راشد آل خليفة أن سبب إيقاف القناة أمني “وذلك على خلفية تصريحات مدير القناة جمال خاشقجي التي ظهرت وبيّنت نهج القناة وهو نهج إعلامي سياسي متطرف، حيث تحدث عن شخصيات إرهابية ليس لها مكانة في الإعلام وهذا يتنافى مع منهج مملكة البحرين السياسي والإعلامي ويضر بأمنها الداخلي ويضر بأمن المنطقة ويتنافى مع ما ورد في الاجتماع التكميلي للرياض الذي يخالف به هذه التوجيهات”.

وبذلك يكون وزير الداخلية البحريني قطع الشك باليقين وكل التكهنات والتأويلات والتحليلات حول أسباب إيقاف قناة العرب بعد 10 ساعات من بث برامجها الأسبوع الماضي.

من جانبه، قال خليل مرزوق القيادي في جمعية الوفاق البحرينية المعارضة في تصريحات نقلتها وكالة أنباء أونا، إن وقف بث قناة العرب ليس له علاقة بظهوره لأقل من 3 دقائق على شاشتها, وإنما راجع لانعدام مساحة حرية التعبير عن الرأي الأخر في البحرين، حسب رأيه.

وأضاف مرزوق أن هناك خيارين أمام أي مشروع إعلامي بالبحرين, أما الانفتاح وطرح الآراء المتعددة بموضوعية وتجرد، أو أنه يصبح إعلام “مهمل”، وأن الطفرة في الإعلام الافتراضي يجعل من أي مشروع إعلامي يحاول الانغلاق وتوجيه الرأي العام لتوجه ورؤية واحدة مغلقة مجرد “مشروع فاشل”.

ويرأس الوليد بن طلال مجموعة المملكة القابضة التي تملك حصصًا في عدد كبير من الشركات العالمية، بما في ذلك منتجع ديزني في باريس وفنادق فورسيزنز ومجموعة سيتي بنك المصرفية وشركة نيوز كورب الإعلامية.

ويبقى السؤال المعلق هنا، هو عن خيارات مالكي القناة ومديريها، لإنقاذ جهد سنوات وأكثر من 100 مليون دولار زجها الوليد بن طلال فيها، ويدور في الكواليس حالياً كلام عن انتقال مقرّ المحطة إلى لندن أو بيروت، حيث لا ضوابط حازمة على الخطاب الإعلامي.

وفي وقت تبدو خطوة الانتقال إلى لندن صعبة بسبب الكلفة الباهظة، وبسبب المعاملات الإدارية المعقدة إلى حدّ ما، يبدو أن مقر القناة الجديد سيكون بيروت، لتعاود بثها بالتالي عن الأراضي اللبنانية.

السابق
وليد جنبلاط (2/3): لماذا ظافر ناصر؟
التالي
الملك سلمان: الإرهاب شحن الرأي العام ضد المسلمين