نازحون سوريون في عين العاصفة

أمضى العشرات من النازحين السوريين، الساعات الطوال ليل وفجر اليوم، يواجهون العاصفة الهوجاء، التي ضربت تجمعاتهم ملحقة أضرارا فادحة بالخيم التي يسكنونها وبمحتوياتها.
“كنا عاجزين”، يشير النازح عبد الله العلي من ادلب، عن رد غضب الطبيعة، فالرياح هوجاء قوية والبرد قارس، وإمكانياتنا ضعيفة، ولكننا لم نستسلم بسهولة فعلينا حماية أطفالنا والعجزة من هذه العاصفة القاسية بكل عزم.
ينظر أحمد العلي (نازح من ريف دمشق)، إلى خيمته المتواضعة في سهل الخيام من جنوب لبنان ولسان حاله: كيف سنتمكن بإمكاناتنا المتواضعة من مواجهة ،الرياح والأمطار والثلوج والبرد ناهيك عن الضائقة الأقتصادية والمعيشية والنقص في المحروقات؟، مشيرا إلى أن “البرد ينخر أجساد أطفالنا النحيلة. كل المازوت الذي بحوزتنا لا يكفي سوى ليومين أو ثلاثة أيام فقط ، عملنا على جمع أغصان الأشجار التي كسرتها الرياح في البساتين القريبة، كما نحتفظ بأكياس من المطاط والبلاستيك لوقت الحاجة، الخوف من هذه العاصفة بات كبيرا، نحن ضعفاء فعلا أمام هول البرد والرياح، لم يبق لدينا سوى التذرع إلى الله ليخفف من وطأة هذه العاصفة، لنتمكن من تجاوزها بأقل الخسائر”.
“هربنا من القذائف والموت، تهجرنا، وكأن كل ذلك لم يكن كافيا حتى تلاحقنا الطبيعة بقسوتها وتنكد علينا”، تقول سلوى السموري وهي أم ل 7 أطفال، قتل زوجها في أحداث إدلب منذ عدة أشهر، وتضيف: “طفلي الرضيع سامر مصاب بالتهاب الرئتين منذ أسبوع، أحضنه بين ذراعي وأضمه إلى صدري، علني أخفف من وجعه ومن شر البرد، فكيف سيكون وضعه مع الثلوج القادمة؟.
من جهته، يقول فوزي الحمد من ريف دمشق: “الخيمة مزقت خلال الليل ونخاف أن تنهار فوق رؤوسنا بسبب الرياح، كل خيمنا في هذه السهول مهددة والخوف ينتاب الجميع من تشريد جديد”. ويؤكد أن النازحين كانوا قد ناشدوا الجهات المانحة تقديم خيم جديدة ، “لكن لم يستجب أحد لنا. نحن في حالة قلق من العاصفة التي وصلت خلال الليل الفائت، الكل في القرى اللبنانية المحيطة بمخيمنا قلقون من العاصفة، لقد جهزوا منازلهم بالمحروقات والتموين، ونحن كل ما نملكه لا يكفي سوى لأيام معدودة”.
ويرى أبو رامي الحجي من حلب أن الحاصل متعلق بالنصيب “فالمرض والعوز يضرب الجميع، وها هي العاصفة زادت من المأساة، حيث سيكون شغلنا الشاغل، حماية الخيم من الريح، وتحييدها من السيول الجارفة، وتأمين قوت أطفالنا”، مشيرا إلى أن “وسائلنا محدودة أو يمكن القول أنها معدومة”. ويقول: “هذه حرب جديدة علينا أقسى من حرب المدفع والبارود، ولكننا سنجهد لإجتياز غضب الطبيعة الذي لا يرحم”.
هنا في سهل مرجعيون، يقول كمال العلوي ،هدمت خمس خيم واتت الرياح خلال ساعات الليل على 28خيمة من أصل 100خيمة في هذه المنطقة. ويضيف: “عملنا على نقل قاطنيها إلى خيم محاذية، حتى نتدبر أمرهم في وقت وبعد هدوء العاصفة، نوعية الخيم لا تسمح بمقاومة الأحوال الجوية القاسية القادمة، لكن هذا ما قدم لنا والمطلوب التكيف مع القهر والعذاب والذل”.

http://assafir.com/Article/3/403339

(السفير)

السابق
بالفيديو: اخماد حريق في احد اكبر الابراج السكنية في دبي
التالي
روبرت فيسك: جنبلاط لن يستقيل أبدا