زين الأتات سفيراً أمميًا… يا للهول

انه زمن الغرائب والعجائب، فيه صار خبير الاعشاب اللبناني زين الاتات سفيرا للنيات الحسنة والانسانية لدى المنظمة الدولية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة. اختيار صائب ومطابق للمعايير التي حددتها المنظمة الدولية وفيها أن على سفيرها للنيات الحسنة ان “يمتلك الرغبة الملحة للمساعدة في حقوق الانسان، والشؤون الانسانية كافة”.
لا اريد ان احط من شأن الاتات شخصيا، فنحن لسنا على معرفة، ولا تنافس في ما بيننا على بيع الاعشاب “الطبية” والمساحيق غير المعروفة المصدر او الفاعلية الحقيقية في معالجة الكثير من الامور، لكن الاكيد ان زين الاتات لم يكن يوما ناشطا في مجال حقوق الانسان والخدمة الاجتماعية. ولم يعرف عنه قيامه بالاعمال الخيرية، ولا نشط في العمل المدني، ولا خدم المرضى مجانا، ولا قدم “ادويته” مجانا للاكثر حاجة، بل هو في الحقيقة تاجر، ربما كأي تاجر اخر، او ربما اسوأ من اي تاجر اخر، لان بضاعته غير محددة التركيبة ولا النفع ولا الصلاحية، وربما لا تخضع للمواصفات والمعايير الصحية. ولا نعلم حتى الساعة، لماذا الصمت حيال اعلاناته التي منعت مدة من الزمن، ثم عادت تغزو الشاشات التلفزيونية، لتبيع الاوهام.
تلجأ منظمات الأمم المتحدة عادة إلى التعاون مع شخصيات عامة لها مكانتها للقيام ببعض الأعمال الإنسانية، ويطلق على هذه الشخصية (سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة) وهو تكليف تشريفي لمشاهير العالم من المنظمات المختلفة للأمم المتحدة، وهي ليست صفة سياسية ديبلوماسية كالتي يحملها سفراء الدول المختلفة لدى الدول الأخرى. وأهداف هذا التكليف هو المساعدة في دعم مختلف القضايا التي تعالجها الأمم المتحدة سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو متعلقة بالصحة والغذاء. الغرض من استخدام المشاهير أن شهرتهم تساهم في نشر الوعي والدعم تجاه هذه القضايا.
وتفيد المنظمة عبر موقعها الرسمي “إن إختيار سفراء النيات الحسنة للأمم المتحدة يتم وفقا لمعايير صارمة جدا. وعندما تقرر الأمم المتحدة تعيين سفير فإنها تعلن ذلك دائما من خلال قنوات الاتصال الرسمية للأمم المتحدة (البيانات الصحافية الرسمية والمواقع الإلكترونية للأمم المتحدة، والمتحدثون باسم الأمم المتحدة). و لا يخول لأي فرد أو أي منظمة أخرى التحدث بآسم الأمم المتحدة”.
لكن الوقائع لا تؤكد تلك الصرامة في الاختيار اذ ان السيد محمد شاهد أمين خان رئيس المنظمة الدولية لحقوق الإنسان الأتات الذي سلم وشاح المنظمة الدولية، وقرار التعيين وقرار منحه جواز السفر الديبلوماسي الخاص بالمنظمة في احتفال اقيم في فندق لورويال في ضبية، لم يبرر اسباب التعيين بما يقنع الناس المتلقين للخبر الصدمة. فنحن لا نعرف الاتات الا “بطلاً مستكشفاً في عمق البحار وأعالي الجبال بحثاً عن عشبة غريبة” توفر العلاج لمجمل الامراض.
في دولة تحترم نفسها يسجن امثال الاتات لانهم يبيعون الناس ادوية وهمية، لكننا لسنا في هذه الدولة. اما الصدمة فأتتنا من بوابة الامم المتحدة التي بانت كانها اصبحت من دون معايير تستسهل الخيارات والتعيينات.

(النهار)

السابق
أساور إلكترونية ضد الاغتصاب
التالي
حوار «معراب – الرابية» ينتظر حوار «المستقبل»-«حــــزب الله»