بين بياض الثلج وذكرى الشهداء

العاصفة ويندي

وإذ يلفّ الثلج وطننا الجميل بلونه الأبيض ليغمر قلوبنا المنكسرة بفعل ما يعصف بها من هموم وآلام وخيبات وسط إحباط عام، فإننا لا نرى سوى الأمل بربيع موعود تشرق شمسه بعد طول أفول، الربيع الذي وعدنا به الشهيد راغب حرب أن ننعم به بعد أن نحرّر وطننا من المحتلّ الصهيوني، والربيع الذي وعدنا به الشهيد رفيق الحريري بعد أن نعمّر بلدنا ونزيل عنه آثار الحروب الداخلية والخارجية.

ربيعان وشهيدان احتفلنا بذكراهما منذ أيام ولكن على طريقتنا الخاصة، أي باصطفافات وتحزّبات متقابلة.

من كان يخطر بباله ان دم هذين الشهيدين الكبيرين سوف يصبح رمزاً للانقسام لا للتوحّد حول الوطن، وأن من يحضر ذكرى الشهيد راغب حرب في الضاحية لن يحضر ذكرى الشهيد الحريري في وسط بيروت.

إنه سواد القلب، غير ان بياض الثج في وطني اليوم يطغى على ما عداه على وقع مصالحات قد تصلح ذات البين وتغسل القلوب، فعسى أن تتوحّد وتسود رحمة الله الذي أرسل نعمته علينا بعد سنة مقت وجفاف، فتورق مهجنا سعادة وتخضرّ حبّاً وسلاماً بيننا.

السابق
زياد الرحباني يبتز والدته السيدة فيروز مجدداً: المال؟ أو الحقد؟
التالي
ضد هاشتاغ #حسن_زميرة: عيب وعار على الثورة السورية