إقفال مكبّ نفايات رأس العين؟

فاجأ محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو، اتحاد بلديات صور، بطلبه إقفال مكب نفايات رأس العين فوراً، في كتاب أُحيل عبر قائمقام صور بالإنابة محمد جفال، يعرض فيه الدوافع المتمثلة بالخطر على المياه الجوفية وتسببه بأمراض صحية ومشاكل بيئية متعددة.

يأتي طلب المحافظ بناء على الكشف الذي أجرته فصيلة القليلة في قوى الامن الداخلي، في حين لم يوفق الاتحاد بإقناع أي بلدية من البلديات الـ62 المنضوية ضمنه، بقبول مطمر للعوادم الناجمة عن مكب فرز معمل نفايات عين بعال، الذي يعالج نحو مئة وعشرين طناً يومياً، فيما تنتج المنطقة مئات الأطنان التي تُرمى في مكبات عشوائية.
ويفرض هذا الطلب المكرر والملحّ، بعد تفاقم المخاطر وتحوّل المكب إلى اكبر مكب للنفايات في لبنان، تحدياً كبيراً أمام مشكلة النفايات في قرى المنطقة. إضافة إلى خطر كونه يقع على بُعد مئات الامتار من برك مياه الشفة الطبيعية في رأس العين.
حتى الآن لا يوجد في جعبة الاتحاد أي إجراء أو بديل، باستثناء آراء عدد من المهتمين والاقتراحات، التي تتمثل بإنشاء مطمر للعوادم في البقعة نفسها، بعد شراء قطعة أرض في المنطقة تُضاف إلى مساحة يتم اقتطاعها من ارض المحمية الملاصقة للمكب. وفي انتظار أن يبدأ البحث الجدي في إيجاد حل للمكبّ الذي تحتاج إزالته والتخلص منه الى ملايين الدولارات، تدفع البلديات كل حسب حجمها بدلاً مادياً لصاحب قطعة الأرض.
ويسلّم المعنيون بالضرر الذي يسببه المكبّ الذي مضى على إنشائه أكثر من عشرين عاماً، لناحية خطره المستمرّ على صحة المواطنين الذين أصيب المئات منهم بحالات مرضية، خصوصاً الربو وضيق التنفس، إضافة إلى تسببه بضرر في المياه الجوفية والبساتين المجاورة.
ويؤكد رئيس بلدية دير قانون رأس العين هيثم إسماعيل أن «المكب هو ورثة ثقيلة جداً».
ويقول: «لا يختلف اثنان على الكابوس المتمثل بوجود المكب الذي ترمى فيه نفايات مدينة صور ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين الثلاثة وأكثر من 23 بلدة وقرية، إضافة إلى العوادم التي تُستقدم من معمل فرز النفايات في بلدة عين بعال».
يضيف: «سبق أن قامت بلدية دير قانون رأس العين بوقف العمل في المكب منذ نحو خمس سنوات، لكن النتيجة كانت انتشار مكبات النفايات في صور وبلدات المنطقة، ما فاقم المشكلة البيئية».
ويدعو إسماعيل المعنيين وفي مقدمهم وزارة البيئة إلى إيجاد حل بديل، ثم إقفال المكبّ والتخلص من كميات النفايات الضخمة.
ويوضح رئيس بلدية صور حسن دبوق أن الجميع مع التخلص من مكبّ نفايات رأس العين، الذي يقلق حياة الأهالي في المنطقة ويسبب مشاكل بيئية متعددة الأوجه.
يضيف دبوق: «طالما أن لا بديل للمكبّ، لا يمكن إقفاله، لأن لا خيارات أخرى حالياً، خصوصاً بالنسبة إلى بلدية صور التي اضطرت عند إقفال المكب لأشهر قبل خمس سنوات إلى رمي النفايات في عقار للحديقة العامة وغرق شوارع المدينة بالنفايات. ويطالب بتنفيذ الخطة الكاملة لمعالجة النفايات التي أقرّها مجلس الوزراء أخيراً.

(السفير)

السابق
«داعش» أقوى من ٦٠ دولة؟!
التالي
كريستين حبيب تتلقى عرضاً للانتقال الى سكاي نيوز