«حزب الله» يطوي خطاب البيال ويمضي..

كتبت “البلد” تقول: تنعقد عند السادسة من مساء اليوم الجلسة السادسة للحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري ممثلاً بمعاونه الوزير علي حسن خليل. فلا تغيير في الوجوه الحاضرة من الفريقين ولا في البنود المطروحة على جدول الاعمال. فالجلسة ستكمل البحث في الملفات المطروحة من إستكمال الخطة الامنية في البقاع والتشديد على إقرانها بخطة إنمائية وتنموية شاملة وبت المذكرات القضائية والانتهاء من قضية الملاحقين، رغم مرور الزمن عليها. مع التأكيد على رفع الغطاء السياسي عن كل المتورطين وتكثيف الجهود الامنية للقبض على الهاربين.

في ملف تنفيس الاحتقان السياسي والمذهبي سيعاد طرح فكرة تهذيب الخطاب السياسي والاعلامي وتهدئته بما لا يشكل استفزازاً للجماهير المتقابلة في الجهتين، بعد الخطوة الايجابية والمتمثلة بسحب اللافتات واليافطات والصور والاعلام الحزبية للطرفين وحلفائهما.

خطاب الرئيس سعد الحريري في البيال السبت الماضي وبما حمله من سلبية ومنسوب عال من التصعيد المطلوب لشد عصب شارع المستقبل في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان محط تدقيق وقراءة متأنية في دوائر القرار في “حزب الله”، الا ان الجهات المعنية خلصت الى ما عبر عنه السيد حسن نصرالله في خطابه امس لجهة الاصرار على الحوار والتعويل عليه لتحقيق مزيد من الخطوات الايجابية.

اللهجة العالية لخطاب الحريري ترافقت مع عودته المفاجئة الى بيروت لمواكبة شخصية للاحتفال بـ14 شباط لرفع مستوى المشاركة اولاً، رغم ان الدعوات وتأكيد الحضور كان جاهزاً ومرتباً بغض النظر عن حضور الحريري او عدمه. وثانياً يعطي حضور الحريري الشخصي زخماً نوعياً للاحتفال ورمزيته وحجم الشخص المحتفى به رغم حزن وأسى المناسبة.

في السياسة لم يقدم الحريري خطاباً جديداً او غير مألوف عن ادبياته في الاعوام الاربعة الماضية بل واكب خطابه المتغيرات في القيادة السعودية الجديدة التي تعتبر ان استمرار الكباش في المنطقة من اليمن والبحرين الى العراق وسورية ولبنان يحصل الحد الادنى من ماء الوجه على مشارف اتفاق الاطار النووي بين ايران ودول الخمسة زائداً واحداً والمتوقع في آذار المقبل.

الحديث عن السلاح والتدخل في سورية والتفرد بقرار السلم والحرب لم يشكل لـ”حزب الله” وقيادته مفاجأة او تغيراً يمكن ان يوقف الحوار الجاري بين “الحزب” و”المستقبل” او ينسف الجهود لبناء الثقة بين الطرفين. فللطرفين بات الحوار حاجة اساسية ومطلبًا امام جمهوريهما وبعد الترجمات المتصاعدة لمفاعيله ولو كانت ضئيلة في بدايتها الا انها مشجعة ويمكن البناء عليها.

واذا رأت قيادة الحزب ان خطاب الحريري وخوضه في الملفات الخلافية المحيدة عن الحوار من توابل المناسبة ولا يضرب اسس الحوار او يعطلها لان القضايا الخلافية مستبعدة منه، فإن خطاب السيد نصرالله امس المح في اكثر من موضع الى ثبات وإصرار المقاومة على المضي قدماً في إنجازاتها ضد التكفيريين وصوابية الانخراط في الدفاع المقدس عن لبنان ضد داعش ومثيلاتها من نصرة ومسميات القاعدة الاخرى، وتجلى هذا الاصرار في الدعوة الى استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب وهي دعوة موجهة الى كل القيادات السنية وفي مقدمها تيار “المستقبل” وكل الهيئات العلمائية التي تنادي بالاعتدال ومكافحة التطرف والغلو داخل المذهب السني ومرجعياته من دار الفتوى الى الازهر والسعودية. ولم يقتصر إصرار نصرالله على الخوض في معركة قهر التكفيريين على جبهة وطنية لبنانية فكرية وسياسية وامنية وثقافية داخل لبنان فحسب بل دعا الحريري ومن خلفه السعودية وكل حلفائها الى الذهاب مع الحزب يداً بيد لمحاربة الارهابيين والتكفيريين والداعشيين الذين سيطرقون ابواب مكة المكرمة والرياض بعد وقت قصير لا سيما انهم يتمددون نحو البقاع الجغرافية لكل الحلفاء المفترضين لاميركا والدول التي تخوض معارك مكافحة داعش من الاردن الى مصر وهم حتماً لن يتوقفوا عن مخططاتهم للوصول الى الرياض. وبهذا المخطط وفق تقدير الحزب انهم ينقلون الحرب والخراب الى كل الدول المحيطة بسورية وكل الدول التي يرون ان الارضية فيها صالحة لتمددهم فبدل محاصرتهم يحاولون محاصرة من يضربهم.

في خطابه امس قارب السيد نصرالله الامور في مسارها الاستراتيجي وعدد الانجازات التي تحققت في مقارعة التكفيريين لكنه حرص على الرد على الحريري من دون ان يسميه صراحة او يحدث نقزة في الرد على سلبية كلامه في البيال وهذا الحرص من نصرالله بحد ذاته حرص على الحوار مع المستقبل وتأكيد ان الضغط والتهويل من الحريري وعبره على الحزب لا يصرف ولا يمكن ان يقرش على الساحة الداخلية اللبنانية فكما هي الحاجة الى تنفيس الاحتقان وتحصين البلد ملحة وضرورية، بات لزاماً على الحريري ومن وراءه في السعودية ان يدركوا ان الحفاظ على الحوار ومد اليد لكل الاطراف في لبنان وتشجيع التلاقي امر مرهون ايضاً بالاتفاق على المسلمات. هل داعش وجبهة النصرة ورفاقهما فعلاً مجموعة من المجرمين والقتلة والارهابيين يريدون تخريب لبنان وكل الدول العربية والاسلامية ام انهم مجرد ورقة يمكن استخدامها للضغط على حزب الله وسورية وايران؟ وهل بعد كل ما يحدث وسيحدث يمكن الاستمرار بالرهان عليهم؟

السابق
نصرالله: لنذهب إلى سوريا.. دفاعاً عن لبنان
التالي
شريحة لاستشعار المُتفجّرات عن بُعد