تذاكر «الميدل ايست» بنصف ثمنها!

بدأت تظهر التداعيات الايجابية لتراجع أسعار النفط عالميًّا، فقد أعلن رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط “الميدل إيست” محمد الحوت أنه ابتداءً من الأمس خفّضت شركة طيران الشرق الأوسط العلاوات على أسعار بطاقات السفر، بسبب الارتفاع الذي كان سائداً في أسعار النفط، بنسبة 50%.

وبعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام وإطلاعه على تطوّر الأوضاع داخل الشركة والأوضاع القائمة في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، أوضح الحوت أن بطاقة السفر مثلا إلى أفريقيا في الدرجة السياحية انخفض سعرها 100 دولار أميركي، و85 دولاراً إلى باريس أو إلى لندن.
وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) قد أشار إلى أن انخفاض أسعار النفط ونمو الناتج المحلي الإجمالي في جميع أنحاء العالم أقوى الدوافع الرئيسية لتحسين الربحية. وتوقع الاتحاد أنّ تسجل شركات الطيران أرباحاً قياسية أعلى من التوقعات في 2015، بدعم من النمو الاقتصادي، وانخفاض أسعار وقود الطائرات (الذي يشكّل 40% من إجمالي التكاليف)، وارتفاع الطلب على أسعار الطيران المخفضة وعروض العطلات. وأوضحَت “إياتا” أنَّ أرباح شركات الطيران قد تصل الى 25 مليار دولار نهاية العام الحالي، بالمقارنة مع حوالى 19.9 مليار دولار خلال العام 2014. وتتوقع الناقلات الجوية العالمية أن يساهم تراجع سعر النفط عالميا بانخفاض متوسّط سعر التذكرة بنسبة 5.1% هذا العام، باستثناء الرسوم الإضافية والضرائب. وبحسب وكالة «اسوشيتد الدولية للنقل الجوي» فإنّ الانخفاض قد لا يكون كبيراً مقارنة بانخفاض سعر النفط الخام الذي وصل إلى أكثر من 50 % منذ حزيران 2014، لكون أكثر من 240 شركة طيران حول العالم، أو ما يعادل 84 % من إجمالي الحركة الجوية، كانت لا تزال مرتبطة بعقود وقود على السعر القديم حتى نهاية العام 2014. كما يعد تخزين كميات كبيرة من الوقود ممارسة شائعة بين شركات الطيران في السنوات الأخيرة في ضوء ارتفاع أسعار الطاقة، وتوقع شركات الطيران عادة عقوداً لشراء الوقود في نطاق سعري محدد لحماية نفسها من الارتفاعات المفرطة في أسعار النفط.
وهذا ما يُعتبر من أحد أبرز الأسباب التي منعتها من تخفيض أسعار التذاكر في وقت سابق على رغم انخفاض أسعار النفط وتزايد الطلب على الطيران. ولكن الأمور ستبدأ بالتغير ابتداء من العام الحالي مع بدء هبوط تكاليف الوقود على شركات الطيران، الامر الذي سينعكس تدريجيا على شكل انخفاض كبير في أسعار التذاكر. وكانتIATA أشارت إلى أنّ حركة نقل الركاب إرتفعت بحوالى 5.5 % سنوياً على مدى العقدين الماضيين، في وقت من المتوقع أن تنمو بنسبة 7 % عام 2015، ومن المتوقع أن تكون أعلى نسبة للطلب على الطيران في الأسواق الناشئة في آسيا، ومنطقة المحيط الهادئ، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا.
ويتم تحديد سعر بطاقة السفر وفقا لعدد عوامل ومنها، مسافة الرحلة وفئة المقعد الذي يختاره الراكب والجهة المقصودة، ووجبات الطعام، وكلفة استهلاك الطائرات، والصيانة والضرائب الملاحية وتكاليف أفراد الطاقم وبالتأكيد كلفة الكيروسين وغيرها من العوامل، وهذا ما يفسر أيضا معدل حجم انخفاض أسعار تذاكر السفر الذي سيبقى أقل بكثير من حجم انخفاض سعر النفط عالميًّا. مع الاشارة الى ان الطائرات تعمل على الكيروسين الذي يتم استخراجه بعد تكرير النفط، وهنا تدخل أيضا كلفة التكرير، كما أن سعر الكيروسين لا ينخفض بالسرعة نفسها لسعر برميل النفط الخام، حيث يكون انخفاضه دوما أقل بنسبة 10% عن حجم انخفاض سعر برميل النفط الخام.

 

السابق
نامه شام تدعو الولايات المتحدة وحلفاءها لإحالة ملف مجازر سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية
التالي
نواب إيرانيون يضعون أقنعة واقية في البرلمان