كان لافتاً أن تعرض شاشة “NBN” الفيلم الوثائقي “زمن رفيق الحريري”، الّذي لم يخلُ من مشاكسات سياسية تلمّح وتصرّح عن دور “حزب الله” في اغتيال الحريري. فبالإضافة إلى سرد أبرز محطات حياة الشهيد، تضمّنت أهم المواقف السياسية في عهده كرئيسٍ للحكومة، وأبرزها خلافه مع سوريا والصراع اللّبناني السوري، ضمن فقرات عديدة، كان في الوثائقي الكثير ممّا يتعارض مع سياسة ونهج فريق 8 آذار، وحزب الله تحديداً. والجدير بالذكر أنّ “زمن رفيق الحريري” لم يُعرض على باقي إعلام 8 آذار، وتحديداً على تلفزيونات “المنار” و”الجديد” و “OTV”.
فما سبب تفرّد قناة “NBN” في عرض الفيلم عن سائر زميلاتها في إعلام 8 آذار؟
مدير تلفزيون المستقبل حسين الوجه قال في حديث لـ”جنوبية” إنّ “كلّ محطة تلفزيونية لها الحقّ بعرض ما تشاء على شاشتها وNBN لم تمانع حين عرضنا عليها الفيلم”. وأشار إلى أنّ هذا العمل الوثائقي لم يعرض في المقابل على المنار.
أما المسؤول الإعلامي في حركة “أمل” طلال حاطوم فاعتبر أنّ الموقف لايحتاج إلى تحليل سياسي ولا إلى موقف سياسي لشرحه، مؤكّداً أنّه كان خارج البلاد ولم يطّلع على سير الموضوع.
لكنّ الموضوع ليس بهذه البساطة، فمن المعروف أنّ نهج الرئيس نبيه برّي متمايز عن باقي الأفرقاء في قوى 8 آذار. فهو يحفظ دائماً “خطّ العودة” مع الأطراف كلّها وتحت كلّ الظروف. فبرّي يحرص على الإيحاء بأنّه يلعب “دوراً” وسطياً بين 8 و14 آذار، مع حفظ علاقته بباقي الزعماء، رغم الخصومة السياسية. والأكثر بروزاً وشهرةً علاقته الوطيدة مع النائب وليد جنبلاط.
وهذا جزء من لغة تمايز حركة أمل، وزعيمها نبيه بري، عن حزب الله. وبهذا الشكل تكون حركة أمل أعلنت بشكل موارب أنها لا تتبنّى خطاب حزب الله بما يخصّ رأيه في المحكمة الدولية. فهل يعلن نبيه برّي، في ذكرى اغتيال الحريري، المتّهم “حزب الله” باغتياله، أنّه باتت أقرب إلى المحكمة الدولية وإلى 14 آذار، من قربه إلى “حزب الله” وقوى 8 آذار.
لمشاهدة الوثائقي:
“زمن رفيق الحريري” وثائقي خاص في ذكرى الـ10 لإستشهاد رفيق الحريري