الراعي: الصوم طريق الى الحرية الحقيقية والتجدد والفرح

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس بداية الصوم يوم اثنين الرماد 16 شباط 2015، في كنيسة مار مارون في المعهد الحبري الماروني في روما وعاونه المطران فرنسوا عيد المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي ونائبه المونسنيور طوني جبران والوكيل البطريركي العام المونسنيور جوزف البواري ولفيف من كهنة المعهد، بحضور حشد من المؤمنين تقدمهم سفير لبنان لدى الفاتيكان العميد جورج خوري والقنصل البير سماحة، وخدمت القداس جوقة الرعية بقيادة الخوري فريد صعب.

بعد الانجيل القى غبطته عظة تأملية في معاني الصوم، جاء فيها: “يسعدنا اليوم ان نبدأ معا مسيرة الصوم الكبير التي هي زمن النعمة الذي فيه يعيش المؤمنون ثلاثة امور: الصوم والصلاة وعمل الخير، اي اعمال المحبة والرحمة التي تأتي بنتيجة الوقفة مع الذات ومع الله. نحتاج اليوم الى ترميم العلاقة مع ذواتنا ومع الله وبين بعضنا البعض من خلال سماع كلام الله والصلاة بروح التوبة بعد ان شوهتها خطيئتنا وتصرفاتنا التي لا تليق بنا. انه زمن الوقفة مع الذات لنعود فنصحح صورة الله فينا، وزمن المصالحة لترميم الاخوة مع كل الناس وخصوصا الاخوة المجروحة مع من نحن على خلاف معهم، والانسانية فينا مع الفقراء والحزانى والمتألمين بكل انواع الالم الجسدي والمعنوي والنفسي والاجتماعي. لذلك فان هذه الوسائل الثلاث: الصوم، الصلاة واعمال المحبة تشكل طريقنا للوصول الى القيامة الحقيقية.”

واضاف البطريرك الراعي : “من غير المقبول ان نقول ان الصوم هو غير ضروري وهو لا يتعدى كونه انقطاعا عن الطعام، انما الصوم بما يتضمنه من تقشّف وقهر للذات هو طريق الى الحرية الحقيقية والتجدد والفرح. فالحرمان الذي نعيشه من اجل المساعدة يؤدي بي الى يسوع المسيح. فبالصوم وبسماع كلمة الله في الرياضات الروحية، تفتح ابواب السماء لانه بفضل استحقاقات كل من يصوم ويصلي ويتوب ويصنع الخير تكثر نعم الرب وخيرات السماء، ولذلك قال القديس بولس “ان زمن الصوم هو زمن النعمة”، ولو لم يكن كذلك لما صام يسوع المسيح اربعين يوما امضاها بالصلاة والحرمان كي يهيئ عمله الخلاصي.”

وختم الكردينال الراعي: “ما احوج عالمنا اليوم الى التجدد على كافة الصعد وفي كل مكان، في العائلات والمجتمعات والاوطان، في السياسة والاقتصاد وفي التعامل بين البشر. فلنعش هذا الزمن المقبول كما يجب، وكلنا أمل بأن المسيح قادر على تجديدنا كي نجدد كل شيء من حولنا، فلنتكل على نعمته في هذه المسيرة لنعبر معه الى الفصح والى الحياة الجديدة. ولنتذكر اننا لو سمعنا اليوم ان جسدنا من التراب والى التراب يعود، فان مصيرنا ليس الى التراب انما الى فوق للاتحاد من جديد بصورة الله التي علينا ان نعكسها على هذه الارض”.

السابق
فريد هيكل الخازن اتصل بالحريري مهنئاً بعودته
التالي
عدم تلقيها هدية في عيد الحب جعلها تنتحر