«جنوبية» تستعيد لقاءها مع الاعلامي الراحل عرفات حجازي

(الانتشار) وليد 4 عقود من الخبرة لعرفات حجازي وابراهيم عوض

“شكّل تطور الإعلام من الصحافة المكتوبة إلى المسموع (الراديو)، وفيما بعد الى المرئي(التلفزيون) بُعيد الحرب العالمية الثانية، الى ان وصل بعد الحاسوب وتطوّر وسائل الاتصال الى سطوع نجم الصحافة الالكترونية، نظرا لسهولة الحصول على الخدمات الاعلامية فيها، ولا ننسى الصحافة الشعبية التي تعتمد على حاملي أجهزة الخليوي التي لعبت دور مهما في الثورات العربية، حيث بتنا نرى الوقائع الحية خلال عشر دقائق عبر التلفون الى اي مكان بالعالم”. بهذه الكلمات شرح الاعلامي عرفات حجازي عملية انتقاله من المرئي والمسموع الى الالكتروني من خلال افتتاح موقع (الانتشار)الالكتروني بالشراكة مع زميله الإعلامي المخضرم ابراهيم عوض وهما صاحبي تجربة تتعدى الأربعة عقود من الزمن.

إضافة جديدة
“في بثه التجريبي، الذي سينتهي مع اعلان الافتتاح مع بداية شهرآب – كما قال حجازي- سيكون ثمة اضافة جديدة الى المواقع الاخبارية بطريقة جديدة”.
عن تنقلّه ما بين الاعلام المرئي والاعلام الالكتروني، وعن الفرق بالنسبة اليه؟ وما هو تقييمه للقطاعيين في لبنان؟ يرى حجازي ان “عالم الاعلام الالكتروني عالم غريب بالنسبة اليه، ولكن مضمونه واحد لا يختلف عن المرئي، وهو صاحب تجربة تمتد الى اربعة عقود، بدءا من تلفزيون لبنان وصولا الى تأسيس محطة الـ(أن بي أن) مع مدير عام الاعلام محمد عبيد مرورا بالعمل كمستشار اعلامي مع الرئيس نبيه بري ما بين 1995حتى 2007، وما بينهما من عمل بالاعلام المسموع، سبقها العمل كأول مراسل عربي مقيم في لبنان لـمحطة الـ(بي.بي.سي).
وردا على سؤال عن ان اختيار اسم (الانتشار) مرتبط ارتباطا وثيقا باللبنانيين المنتشرين في العالم؟ قال:” أخذنا الاسم من الامتياز الذي كانت تحمله مجلة (الانتشار) والتي كانت تهتم بالاغتراب، وكون الاغتراب ميزة لبنان أكملنا العمل بهذا الامتياز.
وعن ميزات الموقع الجديد مقارنة بالمواقع الاخبارية الاخرى؟ يرى حجازي ان ليس جميلا ان أقدّر عملي، وأنا اترك التقدير لغيري. علما اننا في مرحلة البث التجريبي وعدد العاملين بالموقع متواضع، وننوي زيادة عدد العاملين. وبكل تواضع أقول:” لسنا افضل من غيرنا، ولكن غيرنا ليس أفضل منا”.

تجربة تراكمية
ويؤكد أن التجربة التراكمية في الاعلام المرئي والمكتوب لكل من عوض وحجازي هي التي ستحدد نوعية العمل، والتي ستمكّن من الوصول الى المعلومة أولا بحيث يصبح الموقع مصدر المعلومات الموثقة. ويضيف:” واليوم بالذات(13 تموز) كنت في زيارة عند الرئيس نبيه بري، وحصلت على معلومة نزلت على الموقع كمصدر حيث تناولتها وسائل الاعلام المسموع والمكتوب”.
واعتمد الموقع في التسويق لنفسه عبر حملة اعلانية بدأت بعشرة آلاف رسالة نصية تقول: (قريبا الانتشار)، اضافة الى عشرة آلاف رسالة أخرى يوم الافتتاح تقول (إبدأ صباحك مع الانتشار). واتفقنا على حملة اعلانية ضخمة بالتنسيق مع احدى شركات الاعلان. وأهم من هذا كله الشعار الذي يقول (المصداقية في السبق الصحفي)، وسياسة تعتمد على الوقوف على مسافة واحدة من الجميع. وهذا لا يمنع من أن يكون الموقع منحازا للثوابت الوطنية: كوحدة البلد والوحدة الوطنية والمقاومة.
وفيما يتعلق بسوريا يتعامل الموقع بموضوعية ودقة مع مراعاة أن الصراع على سوريا أبعد من سوريا… إنه صراع مصالح دولية بين محورين: محور السيطرة الآحادية، ومحور السيطرة التعددية.
وردا على سؤال يقول حجازي:” لا تلغي صداقتي وعملي مع الرئيس بري الالتقاء مع الآخرين مهما كانت توجهاتهم، فهذا يُعدّ مصدر غنى لنا وللموقع”. ويدعو حجازي ” أصحاب وجهات النظر المختلفة لزيارة موقع الانتشار حتى يتأكدوا اننا لكل السياسيين”.

خط وطني
وعن اعتماد الموقع على مقالات من الصحافة المكتوبة؟ يجيب:” بطبيعة الحال، ولكن المستقبل لهذه المواقع، والموقع هو جريدة نجد فيها كل ما نبحث عنه، اضافة الى الكتّاب الخاصين بالموقع وباب الموقف السياسي الذي أكتبه وزميلي عوض مداورة، حيث أشكّل وإياه خطا سياسيا واحدا، مع عدم انتمائنا الحزبي. وخطنا وطني بالتعاطي مع الأخبار. كما اننا نستقبل نصوص الكتّاب من مختلف الاتجاهات لإغناء النقاش لأن موقعنا منبر لكل الاراء مهما إختلفت توجهات كتابها”.
إلامَ يصبو كل من عرفات حجازي وابراهيم عوض الإعلاميين المخضرمين ما بعد اطلاق (الانتشار)؟ يصرّح حجازي قائلا:” الى افتتاح تلفزيون (الانتشار)، وهناك نيّة لفتح قناة للموقع فضائيا، وطبعا بعد حجز موقع له على الأقمارالاصطناعية، وهونوع من التقنية الحديثة. وهذا مرهون بالمصادر المادية”.
وعن مصادر التمويل علما أن لا اعلانات تظهر على صفحات الموقع؟ يؤكد قائلا:” أما التمويل فيتم عبر شركة الانتشار التي أملكها مع ابراهيم عوض، وايضا عبر التوأمة مع شركة (المستقبل للمعلومات) والتي أسست شركة (الإنتشار للحوار الإلكتروني).
هل ثمة مشروع سياسي يقف خلف الموقع حيث ثمة مقالات لفؤاد مخزومي في الموقع دون غيره من السياسين؟. يجيب:”لا، لكن فؤاد مخزومي يكتب في عدد من الصحف، وننشر له كما لغيره، ونغطي نشاطاته، ونحن كموقع اعلامي يهمنّا التواصل مع شخصيات غير بعيدة عن توجهاتنا حيث انه أسس حزبا عابرا للطوائف يضم المسلم والمسيحي”.
كمُحلل سياسي، ماذا تطلق على الأوضاع الجارية في العالم العربي اليوم: ربيع عربي؟ أم ربيع إسلامي؟ ام ربيع أميركي؟ يرى حجازي انه:” ربيع لبناني الذي سيبدأ عندما يتوقف الهدر السرقات، والوقوف الى جانب القوى التي تدعو الإصلاح والتغيير، ودعم الجيش والمقاومة”.
وعن الممانعة والمقاومة الكلمتان اللتان تختصران موقفا من كافة القضايا في المنطقة، لماذا أوردتهما في التعريف عن الموقع؟ ألا يحدد ذلك جمهور الموقع؟
يقول:” نأخذ بعين الاعتبار ان النظام في سوريا دعم المقاومة في أصعب الظروف، لكن في الوقت نفسه نقف مع الشعب السوري في ما يصبو اليه لتحقيق حريته وبناء دولته الديموقراطية، ونتمنى ان يصل النظام الى بناء سوريا الحديثة”.
وهنا ختم الإعلامي عرفات حجازي حديثه لمجلة “شؤون جنوبية” مودعا على أمل اللقاء عند انطلاقة (الانتشار) رسمياً.

(شؤون جنوبية)

السابق
حيث تلتقي واشنطن والنظام السوري..و«داعش»
التالي
بالصور: أطفال دوما في قفص.. والشعلة توصل رسالة