عدنان الزيباوي يروي رفيق الحريري

في مثل هذا اليوم من كل عام يحيي اللبنانيون ذكرى استشهاد "رجل عظيم من لبنان". وفي ذكرى استشهاده اليوم رفيق دربه عدنان الزيباوي يتذكر مع «جنوبية» أبرز إنجازاته وأحلامه.

رفيق درب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عدنان الزيباوي يتذكر مع «جنوبية» أبرز إنجازات الحريري وأحلامه. يروي أنّه هاجر إلى المملكة العربية السعودية مثل كثيرين من شباب جيله طلباً للعمل خارج لبنان الذي كان مشتعلاً بالحرب الأهلية، لكنه لم يعد إلى وطنه كباقي المغتربين، بل عاد حاملاً معه مشروعاً سياسياً إنمائياً كاملاّ، مشروع الحلم بإعادة إعمار لبنان بعد عقود من الحرب والدمار.

هو رفيق الحريري الذي قدّم للبنان ما لم يقدّمه أحد، آمن بلبنان وشبابه، أعاد إعمار ما دمّره أسلافه من السياسيين في حربهم الهوجاء، أحبّ الفقراء وساعدهم دون أن ينظر إلى دينهم وطائفتهم، علّم أكثر من ثلاثين ألف طالب لبناني في أهم جامعات العالم…

اليوم في الذكرى العاشرة لاستشهاده يتذكر الزيباوي أبرز محطات حياة رفيق الحريري:

« في الذكرى العاشرة لإستشهاد رفيق الحريري تكثر الشهادات والتقييمات في هذا الرجل صاحب الحضور الدائم واليومي الذي لم يغب حتى بعد وفاته.

رفيق الحريري ومنذ لحظة الإغتيال الكبير، حاضر يومياً في كتابات والآراء المتعددة من خصومه ومحبيه حول دوره ونشأته وظروفه..

منذ نشأته الأولى المتواضعة جداً في مدينة صيدا وهو شاب يكدح ليحصّل تعليمه المدرسي فكان يساعد والده في البساتين بعد المدرسة، وفي المرحلة الجامعية كان يعمل ويدرس، ثم إنتقل إلى السعودية للعمل وكانت المرحلة الإنتقالية في حياته.

رفيق الحريري كان رجلاً مناضلاً منذ بداية شبابه، فكان يهتم بالمجريات السياسية في المنطقة منذ نكبة فلسطين والتطورات السياسية العربية واللبنانية وصولاً إلى الحرب الأهلية في لبنان، وهذا ما دفعه إلى الإنخراط في النضال داخل حركة القومي العربي وقام بالكثير من المهام في الحركة.

بعد ذهابه إلى السعودية إستطاع أن يلفت الأنظار بسبب حنكته وذكائه، وكان همّه آنذاك إنهاء الحرب الأهلية، فكلّفته المملكة بهذا الملف لحلّ هذه الأزمة وعمل على إنجاح إتفاق الطائف، إنتهت الحرب وعاد إلى لبنان.

حينئذ نشأت علاقته مع سوريا، لأن سوريا كانت في ذاك الوقت أمراً واقعاً ولم يكن لينجح مشروعه إن لم تنجح علاقته مع قوى الأمر الواقع.

حمل رفيق الحريري معه مشروعاً تنموياً وعمل على تطوير دور لبنان في المنطقة، ترك بصمته في كل أنحاء لبنان من المطار مروراً بالجامعات والمدارس والطرقات وسوليدير…

رفيق الحريري لم يرمم الحجر فقط بل بدأ مشروعه بالتوجه إلى الإنسان، آمن بأن التعليم يجب أن يصبح سلاح اللبنانيين، أنشأ مؤسسة الحريري للتعليم وعلّم حوالي 35 ألف طالب خارج أي معادلة طائفية.

في الذكرى العاشرة لإستشهاده يبقى التذكير بإنجازاته أهم ما يقال بهذا الرجل الإستثنائي، فهو كان رجل الإعتدال الوحيد في محيطه العربي كله» ختم الزيباوي.

السابق
هل حقّاً يعلم السيّد نصرالله ما يجري في حزبه؟
التالي
كتلة الوفاء للمقاومة مستقيلة من مهامها؟