مجزرة تشابيل هيل: الاعلام الغربي كان محقا في تجاهلها

جريمة قتل 3 طلّاب مسلمين في أميركا، جريمة مروّعة بحق الإنسانيّة، قبل أنّ تكون مروّعة باسم الدين أو العرق. ويبد ان الاعلام الغربي كان على حق في تجاهلها.

شغلت هذه الجريمة الرأي العام العربي الّذي نسي أو تناسى الشّق الإنساني من هذا العمل البربري، وراح ينتقد الإعلام والحكومات الغربية خصوصاً الأميركية منها. لتتحوّل من جريمة قتل بسب خلاف بين جارين حيال موقف لسيارات إلى قضيّة عروبة وعنصريّة وحقوق المسلمين في الغرب.

لا شكّ أن كثيرين يعتبرون ان الدمّ العربيّ رخيص، والأمر ليس وليد اليوم، فلطالما ارتكبت المجازر بحقّ العرب والمسلمين في بلادهم وفي المهجر ولم تحرك حكومات العالم، خصوصا الغربية منها، ساكناً. وكان اللّافت أن الصّحف العربية الّتي هتفت مراراً وتكراراً “je suis Charlie” هي نفسها التي تتحدث اليوم عن العنصرية وأن هذه الجريمة لم تلاقِ الصّدى ذاته كما جريمة الصّحيفة الفرنسيّة. علمًا أن هاتين الجريمتين مختلفتين، فالأولى نفذّها وتبنّاها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بأمر من زعيم التنظيم أيمن الظواهري… أما الثانية فمرتكبها الأميركي كريغ هيكس، الّذي قتل ثلاثة مسلمين هم شابة وزوجها وشقيقتها، في (تشابيل هيل) بكارولاينا الشمالية رميًا بالرصاص في منزلهم. والجدير بالذكر أن القاتل ملّحد إذّ يتبنى آراء مناهضة للدين ممّا يدحض فرضية أن تكون جريمة كراهية.

وفي صفحة على موقع فيسبوك يُعتقد أنها لهيكس، عُثر على عشرات التعليقات المناهضة للأديان، قال في بعضها إن لديه “اعتراضاً ضميرياً على الأديان”، إضافة إلى رسوم وتعليقات تسخر من الديانة المسيحية ومن طائفة المرمون ومن الإسلام. كما ظهرت على صفحته كذلك صورة مسدس معبأ، إضافة إلى تسجيل فيديو لجرو صغير ومقطع دعائي للخطوط الجوية النيوزيلندية

وقالت الشرطة إن إطلاق النار وقع في كارولاينا الشمالية قرب الحرم الجامعي لكلية “تشابيل هيل” وأدى لمقتل ضياء بركات من أصول سورية ويبلغ من العمر 23 عاماً، وزوجته فلسطينية الأصل يسر أبو صالحة، والتي تبلغ 21 عاماً، وشقيقتها رزان أبو صالحة، البالغة من العمر 19 عاماً.

أمّا زوجة هيكس، وتدعى كارين، كشفت أنها كانت قد تقدمت بطلب للطلاق منه، معبّرة عن صدمتها مما حصل، وتقدمت بتعازيها لعائلات الضحايا، مؤكدة أن القضية لا تتعلق بالدين بل بالخلاف حول موقف السيارة بين زوجها وجيرانه.

غير أن واقع أن جميع القتلى هم من المسلمين، إلى جانب بعض التعليقات التي وضعها هيكس على صفحته بموقع فيسبوك قبل الجريمة، دفع العديد من المتابعين للقضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التساؤل حول دور الدافع الديني في الهجوم الدموي.

وفي ظل رفضها تقديم المزيد من التوضيحات، كان لافتًا تدخل محاميها ليؤكد بأن إطلاق هيكس النار على جيرانه بسبب خلاف من هذا النوع “ليس أمراً طبيعيًا” ملمحًا لمعاناة زوج موكلته من أمراض عقلية.

السابق
غدا…امطار متفرقة وثلوج على 1000م
التالي
جرادي حاضر عن نظرة الإسلام لنزوع الإنسان العنفي في اليسوعية