قديس الطائفية والمذهبية خالد الضاهر

يتصرّف النائب خالد الضاهر كبوق للفتنة، ويحاول أن يجعل مدينة طرابلس تبدو أشبه ببيئة حاضنة للإسلام المتطرف. كل ذلك تحت راية "القداسة".

بدأت الماكينة الأمنية للدولة اللبنانية بإزالة كافة الصور والشعارات الحزبية والدينية، بداية من مدينة صيدا جنوب لبنان إلى مدينة طرابلس شمال لبنان مروراً بالعاصمة بيروت، ضمن خطة تفاهم متفق عليها بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، ومعهما بعض الحلفاء. لكن هذه الخطة ستبقى ناقصة ومحكوم عليها بالفشل، ما لم تعالج الحالة الشاذة في إطلاق النار بالهواء، ابتهاجاً عند كل مناسبة ما.
“الله حريري طريق الجديدة”، “مهما طال الظلم فالعدالة آتية” مقابل “لن تركع أمة قائدها دولة الرئيس نبيه بري”، “اسألوا عنا في القلمون والقصير فإن حزب الله هم الغالبون”، “الله نصرالله والضاحية كلها”. هذه نماذج من بعض المخطوطات والشعارات الحزبية الرنانة، التي لوّنت الأحياء والمناطق السكنية في بيروت، بألوانها الزاهية بالطائفية والمذهبية.
الدولة بدأت بإزالتها من الأزقة والشوارع بعد تحويلها إلى معارض للريات والشعارات، أزيلت بناء على اتفاق تفاهم اجريت بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، ومعهما بعض الحلفاء، بهدف التخفيف من وطأة الاحتقانات المذهبية الفئوية والفتنوية بين اللبنانيين. هذا الاتفاق تُرجم بتحرك لماكينة الدولة اللبنانية وكافة اجهزتها الأمنية، في إزالة الصور والشعارات الحزبية، والإعلانات السياسية والدينية، بداية من مدينة صيدا إلى مدينة طرابلس مروراً ببيروت، باستثناء الضاحية الجنوبية لبيروت، التي سيشملهما هذا الاتفاق لاحقاً كما يقال.

إزالة الشعارات
إلا إن هذه الماكينة مكانك راوح عند بلوغها مدينة طرابلس، وتحديداً عند مستديرة عبد الحميد كرامي، المعروفة “بدوار الله”، كما يسميها أصحاب البيارق الدينية المتطرفون، أصحاب البيئة الحاضنة للدواعش و”النصرة”، بعد ان أخرجهم من قمقمهم المذهبي، سعادة النائب عن منطقة الشمال خالد الضاهر، بسبب اعتراضه على إزالة مجسم كلمة الله عن الدوار، مستحضراً لغة المذهبية الدينية، الموثقة بالصورة والصوت، كاد يفجر فتنة طائفية ومذهبية لبنان بغنى عنها، وذلك بعد تطاوله بالإساءة على رموز المسيحية القديسين، وعلى رأسهم يسوع الملك، ولكن العقلاء في الطائفة المسيحية الكريمة، أبت ان لا تنزل الى هذا المستوى المتدني من التصرف، والكلام الطائفي والمذهبي غير اللائق، كي لا تذهب الامور الى الأسوء.
“تيار المستقبل” بدوره استنكر تصرفات غير العقلانية وغير المسئولة للنائب الضاهر، بعد أن أصبح الأخير يغرد لوحده خارج عن سرب التيار، ومن باب المتاجرة ضمن نفاق التزلف بالغيرة على الدين، يقوم النائب خالد الضاهر واتباعه من وقت لآخر، بإيهام الشارع الطرابلسي، على أن الطائفة السنية مظلومة، علماً ان الطائفة السنية براء منه ومن المنافقين أتباعه، الطائفة السنية طائفة كريمة باخلاقها وثقافتها وعلامائها المتنورون بالاعتدال والانفتاح.
النائب خالد الضاهر، الذي لا يتقن إلا اهانة الآخرين الشرفاء من أبناء وطنه، ولا يحترف ولا يتقن إلا التطاول على الرموز الدينية، وتحديداً المسيحية، التي تمتاز بالفكر والعلم وبمكارم الأخلاق والإنسانية. يا ليته يتعلم سعادة النائب المحترم، من الطائفة المسيحية في كيفية تجسيد صورة اللحمة الوطنية والإنسانية بين المسيحيين والمسلمين، وعلى سبيل المثال في فلسطين، وأثناء الحرب على قطاع غزة في صيف 2014 خلال شهر رمضان، كيف فتح المسيحيون الفلسطينيون في غزة، أبواب كنائسهم، لإيواء إخوتهم الفلسطينيين المسلمين النازحين، من منطقة الشجاعية في القطاع، بعد أن سمح لهم بإقامة الصلاة داخل صرح الكنيسة، التي أقامت الافطارات الرمضانية لهم، تحت أصوات المدافع الصهيونية.

خالد الضاهر
ايضاً، هل يعلم سعادة النائب خالد الضاهر، حامل بيارق الإسلام تزلفاً، وموقظ الفتن والقلاقل المذهبية، أن هناك بلدة اسمها قرية مكر بـ عكا في فلسطين المحتلة، سكانها عرب مسلمين، عند حلول شهر رمضان، يقوم شخص فلسطيني مسيحي، اسمه ميشال أيوب بدور المسحراتي لأهالي بلدته، ويبدأ في إيقاظ المسلمين من نومهم لتناول السحور؟
النائب خالد الضاهر، قديس الطائفية والمذهبية، صاحب أيقونة البشارة الطيبة كما أدعى في العام المنصرم، خلال مؤتمر صحفي له، “عندما كانت والدته حاملا ً به، جاء النبي (ص)، في المنام الى والده مبشراً به، فاصبح بعدها عندما اخبره اهله بهذا الامر، كالصاروخ المنطلق لا احد يقف في وجهه”. تماماً كالصواريخ الطائفية التي اطلقها، من ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، التي ستبقى قلعة اللبنانيين فقط، وكالصاروخ المنطلق في وجه الطائفيين أصحاب البيارق الدينية المتطرفة، شاء من شاء وآبى من آبى.

السابق
اللجنة الامنية الفلسطينية العليا تجتمع ولجنة المتابعة في عين الحلوة
التالي
حمود طلب التحقيق بالإخبار المقدم من الشامي عن قضية الصدر ورفيقيه