جريمة مروعة تصدم الرأي العام في الولايات المتحدة: قتل ثلاثة مسلمين

 

هزّت جريمةٌ شنيعة بلدة تشايبل هيل الأميركية في ولاية كارولينا الشمالية، إذ أدّى إطلاق النار في أحد مساكنها إلى مقتل ثلاثة أشخاص يافعين مسلمين.

فالعائلة المؤلّفة من الشباب الثلاثة تلقّت الضربة الموجعة بموتهم في الهجوم نفسه على مسكنهم في أحد الشوارع الهادئة في الولاية المذكورة.

وتعرّفت الشرطة على هوية الضحايا، وهم ضياء شادي بركات البالغ من العمر 23 سنة، زوجته يسور محمد أبو صلحة البالغة من العمر 21 سنة، وشقيقتها الأصغر منها بعامَين رزان محمد أبو صالحة. وأفادت الشرطة في ولاية نورث كارولينا الأميركية أنه يعتقد أن أسباب العملية أن لها صلة بخلاف على موقف سيارات، غير أن السلطات لا تستبعد أيضاً أن تكون للجريمة دوافع كراهية دينية أو عنصرية.

تمّ الاتصال بعناصر الشرطة بعدما سُمِعَت أصوات طلقات نارية، عند الخامسة والـ11 دقيقة من فترة بعد الظهر في 10 شباط الجاري، في مجمّع شقق يتضمن بغالبيته طلاباً يافعين وموظّفين يافعين، في شارع Summerwalk Circle من بلدة تشايبل هيل.

وعند وصول العناصر إلى مكان الحادثة، وجدوا اليافعين الثلاثة جثثاً في الأرض جرّاء إصاباتهم النارية. وأعلن بعض الساكنين في المجمّع نفسه عن أنهم لم يعلموا بما حصل إلا بعدما وصلت الشرطة. وذكرت مصادر للقناة التلفزيونية WRAL، المتمركزة في مدينة راليي المجاورة، أن الضحايا الثلاث أصيبَت جميعها في الرأس.

على الإثر، تم اعتقال رجل يبلغ من العمر 46 سنة، أعلنت الشرطة أنه المدعوّ كرايغ ستيفين هيكس، الذي سلّم نفسه خلال الليل بعد ارتكابه الجريمة.
وهو كان يصف نفسه بالملحد في موقع “فايسبوك”، وينشر صوراً ونصوصاً بشكلٍ متواصل تدين الأديان كلّها.

وأكد قائد الشرطة كريس بلو أن “محقّقينا يتحرّون السبب المحتمل الذي دفع هيكس الى ارتكاب مثل هذا العمل المأسوي المجنون. ونتفهّم المخاوف من احتمال أن تكون هذه الجريمة ارتكبت بدافع الكراهية، ولن ندّخر أيّ جهد للتأكد من ذلك”.

ردّ فعل الشارع والرأي العام كانت غاضبة جدّاً في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تداول الناس صوراً عديدة للضحايا خلال دراستهم ولعبِهم كرة السلّة، وعبّروا عن سخطهم بأن هؤلاء الشباب قُتِلوا بطريقة تشبه الإعدام.

ولفت كثيرون إلى أن حادثة إطلاق النار هذه تشبه حادثة إطلاق النار على موظّفي المجلة الفرنسية الساخرة Charlie Hebdo. كذلك دعا آخرون الرئيس الأميركي باراك أوباما ورجال الدين لأن يدينوا هذا الهجوم المسلّح.

الشاب ضياء، الذي كان مُعجباً ومتتبّعاً لرياضتَي كرة القدم الأميركية وكرة السلة، درس طب الأسنان في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، وتطوّع مع جمعية خيرية تؤمن الخدمات الطارئة للأطفال الفلسطينيين التي تتعلّق بطب الأسنان.

وهو نشر أكثر من مرّة في حسابه في موقع “تويتر”، وآخرها في شهر كانون الثاني الماضي، أنه “من المُحزن جدّاً أن نسمع الناس يقولون: “يجب أن نقتل اليهود”، أو “يجب أن نقتل الفلسطينيين”. فتفكير كهذا لا يشكّل حلاً لأي شيء”.

وأخبر المسؤولون في جامعة كارولينا الشمالية أن السيد بركات ويسور أبو صالحة تزوّجا منذ أقل من شهرَين، وتحديداً في الفترة الأخيرة من شهر كانون الأول. وكانت العروس الجديدة مصمّمة على أن تبدأ بدراسة طب الأسنان أيضاً في بلدة تشايبل هيل، في الخريف المقبل.

لطالما تواجد الشباب الثلاثة معاً في الصّور، وانتشرت صورة لهم في حفل تخرّج شقيقة يسور، رزان، التي أدارت مدوّنتها الإلكترونية وأظهرت حبّها للتصوير والفن.

بدأت منذ الصيف الماضي بالعمل على إحراز إجازتها في جامعة كارولينا الشمالية، في دراستها الهندسة والتصميم، وهي ذكرت في تعريفها عن نفسها في “تويتر”: “أحب الأبنية وأمور أخرى”.

واليوم، يتضمّن موقع “فايسبوك” صفحة تخلّد ذكرى الضحايا الثلاث، اسمها Our Three Winners، تشكر الناس على دعمهم وأعلنت أنها ستنشر أي إعلان رسمي يتعلق بالجريمة.

كذلك انتشر فيديو لوالد الشاب ضياء يسأل عناصر الشرطة عن ابنه، قبل أن يدري أنه قُتِل.

ولوحظت صفحة أخرى أيضاً في “فايسبوك”، اسمها: Je Suis Deah Barakat، وانتشرت التغريدات التي تحمل “هاشتاغ” ChapelHillShooting، كما حصل مع #CharlieHebdoShooting، وطالب كثيرون بأن تحصل تظاهرات وإدانات عالمية، كما حصل بعد الجريمة السابقة في باريس.

إذ اعتبروا أن الأمر يدلّ إلى الحقد الكامن عند الناس بذرائع دينية، أو انتقامية، أو اضطهادية. وانتقد عددٌ كبيرٌ من المغرّدين الإعلام الغربي والعالمي لعدم الإضاءة على هذه الجريمة الشنيعة بالقدر نفسه الذي حصدَته جريمة استهداف Charlie Hebdo.

السابق
المشنوق يلتقي عبدالله الثاني: حرص أردني على أمن لبنان
التالي
فضيحة الهدر الجمركي: مليار دولار سنوياً للمنتفعين