العاصفة تحمل اسمين وثلوجاً على 900 متر

حلت العاصفة المنتظرة، وحملت اسمين كما درجت العادة مؤخراً: الأول «يوهان» وفق «مصلحة الأرصاد الجوية»، والثاني «سيلفيا» وفق «مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة». العاصفة التي لم تنتظر التسمية، اشتدت فيها سرعة الرياح عابثة بخيم اللاجئين السوريين في مخيماتهم العشوائية، وبالخيم الزراعية البلاستيكية، وباللوحات الإعلانية، وسقوف الزينكو في المخيمات الفلسطينية والضواحي. وعلت أمواج البحر لتعطل الملاحة وتلحق الأضرار بالسفن ومراكب الصيادين وأرصفة الموانئ.

أمطار وثلوج موحلة تحمل اللون الترابي فرضت نفسها على المنازل والطرق والسيارات والعابرين. وأشار المدير العام لـ «مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية» الدكتور ميشال افرام إلى أن «الطقس العاصف مستمر، ومن المتوقع أن يشتد اليوم مع استمرار تساقط الثلوج التي ستصل إلى مرتفعات في حدود 900 متر، وربما أقل، عدا عن أمطار غزيرة ورياح قوية.
في البقاع، تسببت الرياح بإلحاق أضرار كبيرة في الأشجار والأرصفة والبيوت البلاستيكية عدا عن انهيار العشرات من اللوحات الإعلانية والاعمدة الخشبية وكابلات «مؤسسة كهرباء لبنان».
في بعلبك، تقطعت خطوط التوتر العالي في المنطقة فغابت الكهرباء عنها أمس. وتضررت الأشجار الحرجية وتحطمت لوحات إعلانية.
شمالاً، انشغل سكان مدينة الميناء في لملمة ما خلفته العاصفة من أضرار في ممتلكاتهم أمس، خصوصاً بالنسبة للصيادين الذين فقدوا أربعة مراكب غرقاً داخل المرفأ، ولسكان حي التنك الذي تطايرت أسقف العديد من منازله وغمرت المياه طرقه ودخلت الى المنازل. وكانت العاصفة أدت إلى قطع العديد من الأشجار والى وقوع لوحات إعلانية وخروج مياه البحر على الكورنيش البحري جارفة معها الأتربة والوحول.
أما في طرابلس فقد اجتاحت السيول العديد من المحال التجارية في الأسواق. وفي الضنية أقفلت بعض المدارس أبوابها، وأمضى سكان بعض القرى ليلتهم من دون كهرباء.
في البترون، تخطت الأمواج الستة أمتار عند مرفأ الصيادين فغمرت مراكبهم واغرقت اثنين منها. وتسبب العاصفة باضرار في الاعمدة والشبكة الكهربائية في حرم المرفأ. وناشد رئيس تعاونية صيادي الاسماك في البترون اسطفان عسال الهيئة العليا للاغاثة الكشف على المرفأ ومسح الاضرار واحصاءها لتعويض الخسائر. واقتلعت الرياح عددا من الاشجار واللوحات الاعلانية وتسببت باضرار في المطاعم والمؤسسات السياحية على طول الشاطئ الممتد من جسر المدفون وصولاً إلى شكا فاقتلعت الرياح عددا من الخيم التي اجتاحتها الامواج ايضا.
في إهدن، سجلت انهيارات خفيفة في جدران الدعم وانهيارات للتربة في منطقة اجبع. أما في زغرتا فقد اقتصرت الاضرار على تساقط ثمار الحمضيات في معظم البساتين وعلى انقطاع التيار الكهربائي في اكثر من منطقة نتيجة اعطال على الشبكات العامة بالاضافة الى تضرر بعض بيوت البلاستيك واللوحات الاعلانية.
وقد باشر النائب العام المالي القاضي الدكتور علي إبراهيم تحقيقاته في أسباب انهيار الكورنيش البحري بين جونيه وضبيه نتيجة العاصفة.

في جونيه، تضرر مركز الإنقاذ البحري للدفاع المدني بشكل كبير وغرقت اربعة مراكب للصيادين. وناشد رئيس نقابة الصيادين قائمقام كسروان الاتصال بالجهات المختصة خصوصا المديرية العامة للنقل البحري للاهتمام بالمرفأ والإطلاع على الأضرار والتعويض على الصيادين.

في بيروت

أدت الرياح العاتية إلى وقوع أضرار في الكورنيش البحري في عين المريسة ـــ المنارة. وأدت الرياح إلى قذف إحدى البواخر الراسية في مرفأ بيروت، بعدما تقطعت حبالها واصطدمت بباخرة أخرى في عرض البحر. ذلك قبل أن تقذف الأمواج الباخرة إلى ضبيه وعلى متنها 27 بحارا و18 عاملا.
وسيطرت موجة من الصقيع بعد رياح شديدة عاتية اجتثت أشجارا في أحراج المتن الأعلى وجرد عاليه، وخلفت أضرارا طاولت الخيم البلاستيكية ولافتات المحال التجارية، فضلا عن انهيارات في قرى وبلدات عدة.

جنوباً
في إقليم الخروب، ألحقت الرياح الشديدة أضراراً بالخيم الزراعية والأشجار، فيما سجل على الشاطئ الساحلي ارتفاع لأمواج البحر. وفي مرفأ صيادي الاسماك في الجية انهار جزء من السنسول الغربي للمرفأ، بعدما دفعت الرياح الصخور الضخمة وسحبت الاتربة والحجارة. وألحقت العاصفة أضراراً بشباك الصيادين الذين قاموا بتثبيت مراكبهم خشية تضررها، وقد تم استقدام جرافة الى المرفأ فعملت على اعادة الصخور الى مكانها ورفعها لكاسر الأمواج.
وقام عدد من عناصر وحدة الانقاذ البحري التابعة للدفاع المدني بالغوص في مياه المرفأ وعملوا على رفع أحد أعمدة الكهرباء التي جرفتها الامواج إلى داخل المرفأ، كذلك عملوا على ربط المراكب التي تقطعت حبالها من العاصفة.
كذلك تسببت الامواج بانقطاع الكهرباء في الاقليم، عندما توقف معمل الجية الحراري عن العمل ليل أمس، بعدما جرفت الأمواج الأوساخ والنفايات فعلقت في فلاتر تبريد المجموعات الحرارية. وعملت فرق الصيانة على سحب الأوساخ، فأعيد التيار الكهربائي لساعات قليلة في المنطقة.

في النبطية، تسببت العاصفة بتكسير أغصان الأشجار وتعرية أوراقها وسحبها مع النفايات إلى وسط الطرق، إضافة إلى اقتلاع العشرات من الصحون اللاقطة عن أسطح المنازل، واللوحات واللافتات الإعلانية عن الأعمدة والمحال والمؤسسات التجارية، وتمزيق عدد من البيوت البلاستيكية الزراعية.
في صيدا، توقفت حركة الملاحة التجارية في المرفأ التجاري، وأقفل مرفأ الصيادين الذين عمدوا إلى ربط مراكبهم بالحبال نتيجة ارتفاع الأمواج، وأدت الرياح إلى تحطم عدد كبير من لوحات الاعلانات. وأدت إلى اقتلاع المئذنة المعدنية لمسجد «عبد الله رباح» في حي حطين في مخيم عين الحلوة، فهوت على البيوت المجاورة واقتصرت الأضرار على الماديات.
وفي صور، خلفت العاصفة خسائر في القطاع الزراعي وأضرارا في مساكن اللاجئين الفلسطينيين في مخيم جل البحر شمال صور. ومنعت صيادي الاسماك في مرفأي صور والناقورة من الإبحار. وشملت الاضرار البيوت الزراعية البلاستيكية وبساتين الحمضيات والموز، فيما اجتاحت الامواج العاتية بيوت الصفيح للاجئين في جل البحر، وأدت إلى هدم بعض الجدران الخارجية الملاصقة للشاطئ بسبب غياب جدران الدعم التي ينتظرها ابناء المخيم منذ سنوات.
وتسببت العاصفة بإلحاق اضرار في الخيم البحرية في منطقة رأس الجمل في صور وقذفت الامواج الرمول الى شارع الكورنيش الجنوبي. وناشد مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم حمد الدرويش «الأونروا» التدخل ومساعدة العائلات التي اجتاحت المياه منازلها والعمل على بناء سد يزيل الخطر عن منازل المخيم وسكانه.

غرفة إدارة الأزمات

افتتحت أمس غرفة إدارة الأزمات في مطار رفيق الحريري الدولي، بعدما تم تحديثها وشبكها بغرفة العمليات الوطنية والغرف القطاعية والعسكرية والمدنية، بدعوة من لجنة تنسيق طوارئ الكوارث، بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان، من خلال وحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء.

 

السابق
لا ثوب سباحة بعد اليوم في مسابقة ملكة جمال لبنان؟
التالي
انطلاق الخطة الأمنية في البقاع فجراً