الأسئلة التي لا يطرحها الاشكنازيون

الاسئلة التي نطرحها على ذاتنا تحددها الاجابات التي نرغب في الحصول عليها.

وعليه، كلما تصاعدت الحملة الانتخابية، فان المعسكر الليبرالي – الصهيوني – الاشكنازي الواسع (بما يشمل كذلك ميريتس) يكتشف اكثر فأكثر، بأن نتنياهو والليكود ومن معهم سيشكلون الحكومة المقبلة، وعليه يشرعون بطرح الاسئلة الثاقبة مثل: “كيف يعقل وجود كل هؤلاء الناس ممن ينتخبون الليكود، مع ان الليكود يطعنهم طوال كل هذه السنوات؟”. ومن هم هؤلاء الذين يستمرون في شراء قناني فارغة من هذا الرجل الفارغ، بيبي؟”، والكثير الكثير من هذه الصفعات وهذا التقيؤ على اولئك الذين لن يصوتوا للمعسكر “الصحيح”.
اما الاجابات التي يضعونها لأسئلتهم فهي شديدة التنوع: بأنهم مغفلون، بأنهم لا يقرأون الكتب، بأنهم يؤمنون بالله وبالسحر، بأنهم جاؤوا من بلاد خالية من التقاليد الديموقراطية، وبأنهم يأكلون الطعام الحريف، وبأن آباءهم لم يبنوا الدولة، وأنهم لا يفرقون بين الجيد والخبيث. اما الاجابة النموذجية في أعين هؤلاء فهي: “كل الاجابات السابقة صحيحة – الشعب لا يريد انتخاب بوجيكي (تدليل هرتسوغ)، الشعب اذا مغفل”.
ولكن، اعزائي من مختلف معسكرات الصهيونية، لو انكم صغتم السؤال بشكل مختلف قليلا، ربما لحصلتم حينها على اجابة مختلفة قليلا، وربما كانت الاجابة الصحيحة. لنفترض انكم وجهتم سؤالكم حول الواقعة الثاقبة: “كيف يمكن ان يحدث، انه على الرغم من ان هذا الرجل بيبي سيئ الى هذا الحد وحكمه كان كارثيا الى هذا الحد، كما تعتقدون حتى اعماق عظامكم، وان الليكود يطعن بالذات وبطريقة منهجية اولئك الذين ينتخبونه، كيف يمكن لهؤلاء المطعونين أن لا يصوتوا لمصلحتنا، وهم يعلمون حقيقة ما هو جيد لهم، ولا يرغبون في حكومتنا المتنورة والطاهرة، الحكومة التي سوف تجلب لهم السعادة والغنى، ها؟”.
أليس من الممكن، انه كان لكم دور ما، دور صغير ربما، خلف امتناعهم عن التصويت لكم؟
ألا يعود السبب، ربما، الى حقيقة تفكيركم، وكذلك تعبيركم عما تفكرون به، مراراً وتكراراً، بأن ناخبي الليكود مغفلون ومتخلفون، وان هذا لا يشجع هؤلاء الناخبين للتصويت الى جانبكم؟ هناك احتمال انكم تتوجهون لهم قائلين، في الحملة الانتخابية الحالية، كعادتكم في المعبد الصهيوني – الاشكنازي – الليبرالي، بأن “بيبي هو كارثة تسير على رجلين، وكل من انتخب الليكود، وكل من هو ذاهب لانتخاب الليكود هو مغفل ابن تنبل”، وأن استماعهم لهذا الكلام بالذات يشجعهم على الثبات على مواقفهم؟
هل تظنون حقاً بأنهم حمقى الى هذا الحد، وبأنهم لا يدركون بأنكم تترفعون عنهم وتحتقرونهم كلما تطرقتم لهم على اعتبار انهم مغفلون؟
أما الواقع فهو على النقيض من ذلك، تفقدوا الاستطلاعات، كلما هاجمتم وتطرقتم الى نتنياهو باحتقار، وهو الرجل الذي اختاروه، هكذا انتم تحتقرون اختيارهم، وتتسببون لهم في رفضكم، والالتصاق بمن اختاروه، للالتصاق باختيارهم، للالتصاق بأنفسهم.
آن الاوان كي تنظروا قليلاً الى انفسكم. فالفريق المقابل خسر لاعبين، وحارس المرمى جريح، والمدافعون يعرجون وللحكام لا يوجد تأهيل كاف، ولا يوجد لديه لاعب واحد متميز، ولم يتلقَّ اللاعبون اجورهم منذ شهور، والمدرب تم تغييره ست مرات، ومع ذلك تخسرون امامه – ما الذي يعنيه ذلك، هل هم فريق ممتاز ام انكم فريق خربان؟

السابق
أهالي بريتال يسهّلون عملية دخول القوى الأمنية
التالي
عدد كبير من حاملي الجنسية الأمريكية يتخلون عن جنسيتهم بسبب «فاتكا»