نقمة خطاب نصرالله ضد البحرين تلاحق اللبنانيين

لم تعد الانعكاسات السلبية للتصريحات الطائفية وغير المسؤولة التي يلقيها المسؤولون اللبنانيون تلاحق اللبنانيين المقيمين في لبنان، بل أصبحت تلاحق المغتربين في دول الخليج، الذين يواجهون خطر خسارتهم مصدر عيشهم، لأن الأحزاب اللبنانية تهتم بمصالحها الخاصة بغضّ النظر عن مصلحة الشعب اللبناني.

لا تزال التداعيات السلبية لتصريحات أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصر الله ضدّ مملكة البحرين تلاحق اللبنانيين المقيمين في دول الخليج العربي حتى اليوم.

هؤلاء اللبنانيون الذين ذهبوا إلى بلاد الإغتراب، ويعيشون مرارة بعدهم عن أهلهم ووطنهم بحثًا عن لقمة العيش، وعن وظيفة محترمة مقابل راتب يؤمن لهم عيشاً كريماً ومتطلبات الحياة التي عجزت الدولة اللبنانية عن تأمينها لهم، أو هرباً من الوضع الأمني والسياسي غير المستقر الذي يعاني منه لبنان، أصبحوا اليوم مهددين بخسارة مصدر رزقهم ، وضحية تصريحات غير مسؤولة من قبل أمين عام حزب الله، الذي ضرب بعرض الحائط مصالح مئات الآلاف من اللبنانيين العاملين في دول الخليج.

اللبنانيون الشيعة تحديداً يعانون من مضايقات، وأحياناً خسارة وظائفهم وترحيلهم إمّا للإشتباه بإنتمائهم لحزب الله أو لإنتمائهم فعلاً لهذا الحزب

ليست معاناة اللبنانيين في دول الخليج بجديدة، فمنذ سنوات واللبنانيين الشيعة تحديداً يعانون من مضايقات، وأحياناً خسارة وظائفهم وترحيلهم إمّا للإشتباه بإنتمائهم لحزب الله أو لإرتباطهم أمنياً أو سياسياً فعلاً لهذا الحزب، إلاّ أنّ التصريحات الأخيرة لنصر الله كان وقعها سلباً على جميع اللبنانيين المقيمين في الخليج دون التمييز إلى أي طائفة ينتمون.

ففي البحرين يطلب من جميع اللبنانيين توقيع تعهّدات بعدم القيام بأي نشاط إجتماعي أو سياسي أو ثقافي، وعم المشاركة بأيّ نوع من النشاطات المحلية والإكتفاء بممارسة أعمالهم.

في البحرين يُطلب من جميع اللبنانيين توقيع تعهدات بعدم القيام بأي نشاط إجتماعي أو سياسي أو ثقافي

في السعودية تمّ إنهاء خدمات العديد من أبناء الطائفة الشيعية، وأبرزهم  من العاملين في مجال تقنية المعلومات IT ومجال المصارف، والعاملين في مجال الصناعات البتروكيمياوية حيث يتطلب عملهم التواجد في أماكن صناعية حساسة جداً.

أما في قطر تم إيقاف منح الفيزا  للبنانيين، وكذلك الامارات هيمن الدول التي يصعب الحصول على تأشيرة دخول إليها.

هذا الوضع الذي وصل إليه اللبنانيين في بلدان الإغتراب يشعرهم بالإحباط يوماً بعد يوم. أحد اللبنانيين الشيعة المقيمين في البحرين، وقد اشترط عدم نشر اسمه، قال لـ«جنوبية» :«لأجل مَن ولأجل ماذا يريدوننا ان نقدّم تضحيات؟ نحن نُرمى للمجهول ونساؤهم تركب سيارات رباعية الدفع؟ نحن نخسر وظائفنا ومسؤولي الحزب الذي ندفع ثمن مواقفه يعيشون في فللهم الفارهة من اللويزة الى عاليه وصولا لليرزة».

تصريحات نصرالله أحرجت الحكومة اللبنانية أيضاّ، خصوصاً بعدما ندّد مجلس وزراء جامعة الدول العربية بها، وإعتبرها  تحريضًا على العنف والإرهاب من أجل زعزعة الإستقرار في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، وطالب الحكومة بموقف منها.

وكان نصرالله قد قال في كلمته، إنّ استمرار إعتقال الأمين العام لجمعية «الوفاق» البحرينية المعارضة الشيخ علي سليمان، «خطير جدا» وإنّ «الشعب البحريني إختار السلمية منذ بدء حراكه، والناس في البحرين يعتدى عليهم، ورموزهم في السجون، ورغم ذلك لم يلجؤوا إلى العنف».

وأضاف أنّ «في البحرين هناك مشروع شبيه بالمشروع الصهيوني، أي هناك مشروع استيطان واجتياح وتجنيس ضخم»، مشيرا إلى أن «السلطة البحرينية راهنت على دفع الشباب البحريني إلى العنف، ومن أهم عوامل تمسك الشعب البحريني بالسلمية هي قيادته».

 

السابق
الشرق الأوسط بين وحشية «داعش» وطموحات إيران
التالي
لا مال.. قلق متزايد