9 شباط بكرسي شاغر وجنبلاط «لتسوية» 2000 عسكري وأمني لخطة البقاع الشمالي

بدا المشهد الداخلي موزعاً أمس بين اللقاءات الكثيفة التي عقدها رئيس الوزراء تمام سلام في ميونيخ والتي اتخذ عدد منها طابعاً مهماً لجهة بلورة الاهتمام الدولي بالواقع اللبناني وتسلم الجيش شحنة اسلحة اضافية كبيرة ونوعية من الولايات المتحدة بما اعاد تقدم أولوية المواجهة التي يخوضها لبنان مع الارهاب الى الصدارة. لكن ذلك لم يحجب التحركات والمواقف المتصلة بازمة الفراغ الرئاسي والتي تتخذ اليوم صداها الاوسع مع الخلل الذي سيشهده القداس الاحتفالي بعيد القديس مارون في بيروت وسط استمرار شغور منصب رئيس الجمهورية منذ أكثر من ثمانية اشهر.

وأبلغت مصادر وزارية “النهار” أن القداس السنوي اليوم بعيد مار مارون سيشهد في مقدم الحضور وجود كرسي لرئيس الجمهورية الذي لم ينتخب وكرسي لرئيس مجلس النواب وثالث لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي سيشارك مع عدد من الوزراء، إضافة الى حشد نيابي وسياسي وديبلوماسي وديني واجتماعي. وقالت المصادر ان المعطيات التي رافقت محادثات الرئيس سلام في ميونيخ تشير الى انها ركزت على ان دعم لبنان يترجم، اذا ما كان فعليا، بتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما أن الاستحقاق الرئاسي فعل لبناني لكنه يواجه بعرقلة خارجية. وأوضحت أن هذه المحادثات نجحت في تحقيق أربعة أهداف: ضمان استقرار لبنان، ودعم لبنان في مواجهة الارهاب، وزيادة المساعدات لاستيعاب الاعباء التي يتحمّلها لبنان بفعل اللجوء السوري، وأخيرا تسليح الجيش. وقد تبلغ الرئيس سلام من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الشحنة الاولى من الاسلحة الفرنسية التي جرى التعاقد عليها بموجب الهبة السعودية البالغة قيمتها ثلاثة مليارات دولار ستصل الى لبنان في الاسبوع الاول من نيسان المقبل.
وكان الجيش تسلم أمس شحنة كبيرة من الاسلحة هبة جديدة من الولايات المتحدة شملت 72 مدفعاً من نوع 198 هاوتزر (من عيار 155 ملم) و151 مستوعباً من الذخائر التي تقدر باكثر من 25 مليون قذيفة وآليات عسكرية اخرى وتفوق قيمة هذه المساعدة 25 مليون دولار. وقالت مصادر متابعة للمساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني إن شحنة الاسلحة التي تسلمها الجيش أمس هي في إطار مساعدات مماثلة تصل أسبوعيا الى لبنان منذ مدة، لكن الفارق هذه المرة هو تسليط الاضواء عليها ومواكبتها بحضور السفير الاميركي ديفيد هيل والمواقف التي عبّر عنها مما يوحي أن الادارة الاميركية تريد أن تبرز وقوفها الى جانب لبنان في مواجهة الارهاب.

البقاع وطرابلس
في غضون ذلك، علمت “النهار” ان الخطة الامنية في البقاع الشمالي لا تزال في إطار موعد قريب جداً ولن تكون اليوم كما لن تكون الاربعاء، وستتولى تنفيذها قوة من الفيّ رجل نصفهم من الجيش والنصف الاخر تتقاسمه قوى الامن والامن العام.
وفي ما يتعلق بطرابلس حيث اثيرت ضجة حول نزع علم وشعار دينيين، قالت مصادر وزارية لـ”النهار” ان ما أثير امس مفتعل من أوله الى آخره ويقف وراءه من يلتحف بعباءة الدين بحثاً عن شعبوية رخيصة. وأضافت أن الحديث عن إنزال علم أو رفع علم وهذا العلم بالذات قد تم تحته ذبح العسكريين اللبنانيين. ولفتت الى “ان على الذين يدّعون حماية ساحة أن يتذكّروا أن اسم الله جلّ جلاله أكبر بكثير من ساحة على مدخل طرابلس، فطرابلس هي قلعة الوطنية والاعتدال وقلعة كل اللبنانيين لا قلعة المسلمين وحدهم، كما أن كل لبنان قلعة للمسيحيين والمسلمين بوطنية أهله وليس بشعارات دينية تستعمل في البازار الانتخابي والشعبوي”.

“التيار” و”القوات”
وفي السياق الرئاسي، أبلغ متابعون لمسار المحادثات بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، “النهار” أن ثمة رهاناً يتردد في بعض المجالس السياسية ووسائل الإعلام على التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية قبل حلول موعدي الانتخابات الإسرائيلية وإعلان الاتفاق الأميركي- الإيراني على الملف النووي- أو عدم الاتفاق عليه في 16 و17 آذار المقبل، ملاحظين مؤشرات لتعويل “التيار الوطني الحر” على موقف من رئيس حزب “القوات” سمير جعجع بعد عودته من الخارج يتيح انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً تحت عنوان “لبنانية القرار”، باعتبار ان التطورين المذكورين سيمهدان ربما لفرض رئيس على اللبنانيين من الخارج.
لكن هؤلاء أكدوا أن الاتفاق الوحيد الممكن في الموضوع الرئاسي خلال الفترة المشار إليها يكون بتبني عون اقتراح جعجع في حزيران الماضي الاتفاق على مرشح ثالث ينسحبان له ويدعمانه، وإلا فما على المستعجلين سوى انتظار نتائج المحادثات الجارية بين الطرفين وفق جدول أعمال واضح ومحدد.

جنبلاط
وبرز أمس موقف لرئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط اتخذ تفسيرات مختلفة اذ دعا من خلاله الى “اعادة الاعتبار الى البعد الوطني في الاستحقاق الرئاسي بدل حصره عند المسيحيين فقط لأن من شأن ذلك ان ينتقص من موقعه الجامع كرئيس لجميع اللبنانيين”. واذ لاحظ أن “وقتاً طويلا مر من دون بلورة اي تفاهمات جدية حول شخص الرئيس الجديد”، شدد على ضرورة ” اقرار جميع الاطراف بانه لا مفر من التسوية الرئاسية وعدم انتظار تبلور التفاهمات الخارجية”.
وفي اتصال لـ”النهار” بالنائب جنبلاط الموجود في زيارة خاصة خارج البلاد، أوضح موقفه قائلاً ان انتخاب الرئيس ليس مسؤولية مسيحية فقط بل مسؤولية كل مكونات البلد ولا يجوز الاستمرار في اهمال هذا الاستحقاق كل هذا الوقت”. وردا على سؤال عما اذا كان كلامه موجهاً الى عون وجعجع، قال: “أبداً، لا”.
وأثنى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره مساء على كلام جنبلاط مؤكداً انه يوافقه عليه تماماً لانه لا يعني استبعاد المسيحيين وانما مشاركة كل مكونات الوطن. ورجح بري عدم انعقاد الجولة السادسة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله ” هذا الاسبوع نظراً الى الانشغال بالذكرى العاشرة لـ14 شباط. وفي موضوع الخطة الامنية للبقاع الشمالي، قال انها باتت محسومة وان قرار البدء بتنفيذها يعود الى الاجهزة الامنية.

السابق
مليسّا تتعرى لـ4 دقائق على اليوتيوب.. ولا أحد يهتمّ
التالي
معارضون سابقون يقاتلون الى جانب النظام السوري قرب دمشق