ظريف لسلام: لا تسويات بلا طهران والرياض

كتبت السفير :لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والستين بعد المئتين على التوالي.

يحتفل الموارنة اليوم بعيد مار مارون، وسط شغور مستمر في رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن القداس التقليدي للمناسبة سيفتقد للرئيس، كما يفتقده قصر بعبدا.
وفي انتظار «العاصفة الرئاسية المؤجّلة، تملأ عواصف الطبيعة والأمن الفراغ السياسي والدستوري، فيما يطل رئيس «تيار المستقبل سعد الحريري يوم السبت المقبل على جمهوره لمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وفي جعبته أول تقييم لتجربة الحوار السياسي بين «حزب الله و «المستقبل التي شهدت خمس جلسات حتى الآن.

ويطل أيضا الأمين العام لـ «حزب الله السيد حسن نصرالله في السادس عشر من هذا الشهر، في ذكرى الشهداء القادة المقاومين، ويقدم خطاباً على جاري عادته، يغلب عليه البعد الإقليمي، وخصوصا قضية الصراع مع إسرائيل ومجريات الأزمة السورية.

وفي انتظار موعد «قريب جداً لخطة البقاع الأمنية التي سيشارك في تنفيذها ألف عسكري من الجيش و500 من قوى الأمن الداخلي ومثلهم من الأمن العام، ينتظر أن يشكل مرور سنة على ولادة حكومة الرئيس تمام سلام بعد أيام قليلة، مناسبة لتقييم ما أنجزته وما أخفقت في تحقيقه، فضلا عن إعادة النظر في قضية التصويت في مجلس الوزراء وهي «مسألة مخالفة لأبسط القواعد الدستورية وتجعل رئيس الحكومة برتبة وزير من ناحية الصلاحيات
حسب مرجع حكومي سابق.

في غضون ذلك، حظي الموقف الرسمي اللبناني بمقاطعة قمة مكافحة الإرهاب والتطرف المقرر عقدها في واشنطن في 18 و19 و20 شباط الحالي، بسبب دعوة إسرائيل للمشاركة فيها بتفهّم بعض الدول العربية وخصوصا العراق

وكان لافتاً للانتباه، حسب مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الاطلاع في واشنطن أن الأميركيين بدأوا يعيدون النظر بقرار دعوة الإسرائيليين إلى القمة، خصوصا أن بعض العواصم الأوروبية استفسرت عن حقيقة الأمر في ضوء الاعتراض اللبناني الذي عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل علنا من بروكسل.

وقالت المصادر لـ «السفير إن البعثة العراقية في واشنطن تلقّت تعليمات من وزارة الخارجية العراقية بالتريّث في أمر المشاركة في ضوء الموقف اللبناني الثابت القاضي بمقاطعة الاجتماعات الدولية غير المندرجة في إطار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها والتي تدعى إليها الحكومة الإسرائيلية وتشارك فيها «نظرا لكون إسرائيل كيانا عدواً كما جاء في الرسالة اللبنانية الموجهة إلى وزارة الخارجية الأميركية.

وأشارت المصادر إلى أن الأمر الذي لم يعد خافيا على أحد أن إسرائيل تدعم بطريقة مباشرة وغير مباشرة مجموعات إرهابية مثل «جبهة النصرة
وهي تزودها بالسلاح والذخائر وتؤمن لها خطوط إمداد وتموين وإسعاف في منطقة القنيطرة.

سلام وظريف.. والرئاسة

من ناحية ثانية، كان الاستحقاق الرئاسي المعطّل محور المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة تمام سلام مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأول، في مدينة ميونيخ الألمانية التي استضافت مؤتمر الأمن في دورته الحادية والخمسين.

وعلم أن سلام تمنى على ظريف أن تساعد إيران في إجراء الانتخابات الرئاسيةاللبنانية، «كما ساعدتمونا في تشكيل الحكومة بعد 11 شهرا من الصعوبات والعقبات، فكان رد ظريف بأنه سينقل هذه الرسالة إلى المسؤولين الإيرانيين، مكررا بان بلاده تدعم ما يتفق عليه اللبنانيون، وخصوصا المسيحيين، وهو الجواب الذي كان قد سمعه الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو في طهران، خلال اجتماعه بمساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في معظم زياراته إلى العاصمة الإيرانية.
ووفق المعلومات، تم التطرق أيضا في اللقاء بين سلام وظريف إلى الأوضاع الإقليمية، حيث أكد ظريف حرص طهران على علاقات طيبة مع السعودية، مشيرا إلى أن إيران بادرت أكثر من مرة نحو الرياض، «لكن لم نكن نُقابل بالايجابية ذاتها

وشدد على أن السعودية دولة أساسية في المنطقة، «وأي تسويات إقليمية لا يمكن أن تتم بمعزل عن طهران والرياض

وجرى كذلك البحث خلال اجتماع سلام – ظريف في الوضع على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بعد التوتر الذي سُجل مؤخرا، فأبلغ وزير الخارجية الإيراني رئيس الحكومة أن طهران ليست مع التصعيد، «وحلفاؤنا لا يريدون التصعيد أيضا، ولذلك كان ردهم على اعتداء القنيطرة بعملية في مزارع شبعا، وأعتقد أن الأمر انتهى هنا

وأشار ظريف إلى أن إيران اتخذت هذا الموقف، برغم أن خسارتها كبيرة باستشهاد ضابط برتبة جنرال هو محمد علي الله دادي.

وفي سياق متصل بالملف الرئاسي، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للرئيس سلام خلال لقائه به في ميونيخ أن باريس ماضية في مساعيها الهادفة إلى انجاز الاستحقاق الرئاسي وستواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف الفاعلة للوصول إلى نتيجة ايجابية في هذا الخصوص، كما أبلغه أن الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية تم التعاقد عليها في إطار الهبة السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من نيسان المقبل.

بري يؤيد اقتراح جنبلاط

أما في بيروت، فقد حاول النائب وليد جنبلاط أن يرمي حجرا في المياه الراكدة، إذ دعا إلى «التفكير بصيغ جديدة للخروج من الواقع الراهن للاستحقاق الرئاسي، مقترحا «إعادة الاعتبار للبعد الوطني في هذا الاستحقاق بدل حصره عند المسيحيين فقط، لأن من شأن ذلك أن ينتقص من موقعه الجامع كرئيس لجميع اللبنانيين يسهر على تطبيق الدستور وعمل المؤسسات

واعتبر أن «هذا يتطلب تعاون باقي الأطراف على قاعدة التشاور وليس الاستئثار بالقرار

وقال الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس، إنه يؤيد طرح جنبلاط لجهة إعطاء بُعد وطني للاستحقاق الرئاسي والتشديد على أهمية الشراكة الوطنية في انجازه. لكنه لفت الانتباه في الوقت ذاته إلى أن الأفق الرئاسي لا يزال مسدودا، على الصعيدين الخارجي والمحلي، ولا معطيات جديدة في الاتجاهين.
واعتبر أن حملة إزالة الصور والشعارات الحزبية كانت ناجحة أكثر مما توقعنا، مشيرا إلى أن الخطة الأمنية للبقاع أصبحت جاهزة وتم البت بها في الحوار، وبالتالي فإن تحديد توقيت المباشرة في تنفيذها بات من شأن الجيش والقوى الأمنية.

وأوضح بري أن موعد الجلسة الجديدة للحوار بين «حزب الله و «تيار المستقبل
لم يُحسم حتى الآن، مشيرا إلى أنها قد تعقد هذا الأسبوع أو بعد إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط.

وتعليقا على موقف جنبلاط، اعتبرت أوساط سياسية مسيحية مواكبة للحوار بين الرابية ومعراب أن كلام جنبلاط يعكس «نقْزته من الحوار بين «التيار الوطني الحر و «القوات اللبنانية، لأنه اعتاد على انقسام المسيحيين، فلما شعر أن هناك إمكانية للتفاهم بينهم، أطلق موقفه الداعي، في جوهره، إلى تحجيم تأثيرهم في الاستحقاق الرئاسي، تحت شعار «البعد الوطني

وقالت الأوساط لـ «السفير: «على جنبلاط أن يبدأ بالاعتياد على فكرة أن المسيحيين يتجهون نحو استعادة دورهم كشريك أساسي في المعادلة الوطنية

وتساءلت: «لماذا يلاحق جنبلاط المواد الغذائية غير المطابقة للمواصفات، ويقبل بأن تكون رئاسة الجمهورية غير مطابقة؟

السابق
شركة أمن كندية تلاحق «داعش» عبر تويتر
التالي
هل تنافس هيفاء وهبي كيم كارداشيان؟