أسلحة الهبة السعودية للبنان في نيسان

وضعت فرنسا حداً لحملات التشكيك بصدقية الهبة السعودية للجيش اللبناني التي أمر بصرفها خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لتزويد المؤسسة العسكرية بالسلاح والعتاد لمواجهة المجموعات الإرهابية والتكفيرية. وهذا ما تبلغه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على هامش مشاركته على رأس الوفد اللبناني في الدورة الحادية والخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن الدولي.

وأبلغ فابيوس سلام أن الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية التي تم التعاقد عليها في إطار الهبة السعودية بقيمة ثلاثة بلايين دولار للجيش، ستصل إلى لبنان في الأسبوع الأول من نيسان (أبريل) المقبل (للمزيد).

وأكد فابيوس لسلام حرص فرنسا على لبنان ومساندتها كل ما يدعم أمنه واستقراره ووحدته الوطنية، وقال له أن بلاده «ستفعّل مساعداتها للبنان ليكون في وسعه استيعاب كل ما يترتب من أعباء على استقباله النازحين السوريين، وأنها ستدفع في المحافل الدولية في هذا الاتجاه».

وكان سلام تمنى خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن تساهم طهران في المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية مثلما دعمت تأليف الحكومة الائتلافية، وردّ الأخير أن بلاده مستعدة لدعم أي اتفاق يتوصل إليها اللبنانيون، خصوصاً المسيحيين، وأن لها مصلحة في حفظ الاستقرار في لبنان وهي لا تريد حصول أي تدهور أمني فيه أو على حدوده…

وفي هذا السياق تسلم الجيش اللبناني دفعة جديدة من المساعدات الأميركية بقيمة 25 مليون دولار تتضمن مدافع هاوتزر و26 مليون طلقة ذخيرة ومدفعية من مختلف الأعيرة بما في ذلك المدفعية الثقيلة.

وأشرف على تسليم هذه المساعدات السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل الذي قال أن هذا السلاح، إضافة إلى سلاح آخر «كنا قد قدمناه سابقاً، هو من أجل هزيمة التهديد المتطرف والإرهابي الممتد من سورية، ونحن وإياكم نقاتل العدو نفسه وأنا واثق بأن الجيش اللبناني سيتمكن من الدفاع عن لبنان بنجاح».

على صعيد آخر تترقب الأوساط السياسية في لبنان ما سيقوله زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في الخطاب الذي سيلقيه السبت المقبل في «البيال» في وسط بيروت لمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، خصوصاً أن هذه المناسبة تتزامن، وللمرة الأولى، مع الشغور في سدة الرئاسة الأولى بسبب تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للرئيس ميشال سليمان.

وتتزامن المناسبة أيضاً مع تصاعد الحرب الدائرة في سورية ومضي الحوثيين في إطباق قبضتهم الأمنية والعسكرية على اليمن بدعم مباشر من الجمهورية الإسلامية في إيران…

وترى الأوساط نفسها أن خطاب الحريري لن يكون معزولاً عن التحضيرات الجارية لقوى 14 آذار لعقد خلوة من أجل التفاهم على ورقة عمل يصار إلى الإعلان عنها في الذكرى العاشرة لتأسيسها التي تتزامن مع الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله» والتحضير لحوارات أخرى أبرزها بين «تكتل التغيير والإصلاح» برئاسة العماد ميشال عون وبين حزب «القوات اللبنانية» بزعامة سمير جعجع وهو الأول بينهما منذ حرب الإلغاء بين الطرفين عام 1990.

وتلفت الأوساط عينها إلى أن ورقة التفاهم التي يجرى الإعداد لها في الخلوة التي ستعقد بعد 14 شباط (فبراير) الجاري ستكون شاملة ويفترض أن تطل بها «14 آذار» على جمهورها لتحدد فيها طبيعة المرحلة المقبلة والمهمات الملقاة على عاتقها… فهل ستنجح في مخاطبته، وماذا ستقول له لاستنهاضه وإخراجه من الإرباك؟

السابق
محور السعودية-مصر يواجه حملة تسريبات شرسة
التالي
هل تفتح السعودية معبر رفح الحدودي؟