النهار: أزمة الفراغ الرئاسي بين البابا والبطريرك

اتخذ اللقاء المفاجئ أمس في الفاتيكان بين البابا فرنسيس والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعداً بارزاً وسط مجموعة محطات سابقة ولاحقة لهذا اللقاء وضعته على خط التحديات والازمات التي يعانيها لبنان داخلياً وخارجياً وفي مقدمها ازمة الفراغ الرئاسي. واذا كان اللقاء جاء بتوقيته عشية عيد القديس مارون شفيع الطائفة المارونية ليضفي عليه بعداً رمزياً معبراً، فإن البعد الاخر البارز تمثل في العرض الذي قدمه البطريرك للبابا عن التطورات الجارية في الشرق الاوسط ولبنان وأوضاع المسيحيين “نتيجة الصراعات المحلية والازمة السياسية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بسبب ربط هذا الانتخاب بالاوضاع القائمة “. ومن جهته اعرب البابا فرنسيس عن “تضامنه مع المسيحيين في الشرق الاوسط”، مشددا على “ضرورة الحضور المسيحي في المنطقة وعزيمة المسيحيين على البقاء من اجل متابعة رسالتهم مع الاخوة المسلمين”.
وقالت مصادر سياسية مواكبة للقاءات البطريرك الراعي في روما لـ”النهار” إن اللقاء الطويل نسبياً (30 دقيقة) الذي جمع البابا فرنسيس والبطريرك الماروني هو بمثابة رسالة مفادها ان الفاتيكان يضع ثقته بالبطريرك وبالثوابت والمبادئ التي تعتمدها بكركي ولا سيما منها، يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتحييد لبنان والحفاظ على الكيان والتعايش المسيحي – الاسلامي. كما أفادت ان البابا وعد البطريرك الراعي باجراء اتصالات دولية في شأن لبنان وازمته الرئاسية.
ويأتي هذا اللقاء قبل لقاء مرتقب بعد غد الاثنين بين البطريرك الراعي والموفد الفرنسي فرنسوا جيرو الذي ينتقل الى روما مسبوقا بموقف فرنسي يركز على دور بكركي في الاستحقاق الرئاسي.
وأعلن أمس الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال المؤتمر الصحافي الاسبوعي رداً على سؤال عن مهمة جيرو في بيروت “ان فرنسا قلقة من شغور مركز رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد”. وأضاف “ان باريس تريد إقناع الاطراف ان هذا الانتخاب ضروري من اجل وحدة البلد واستقراره، وخصوصاً بعد الاحداث الاخيرة التي شهدها الجنوب اللبناني في منطقة شبعا ووجود أكثر من مليون لاجئ سوري، وارتدادات الازمة السورية عليه”. وأوضح “ان الدور الفرنسي ينطلق من إرادة لمساعدة لبنان ومواكبته، فيما يواجه العديد من التحديات، وان ليس لجيرو أي خطة محددة لملء الشغور الرئاسي”. وأفاد ان الدور الذي يقوم به جيرو هو “ديبلوماسية التواصل والمبادرة من اجل التقدم والتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية”. وشدد على ان باريس “لا تتدخل في اختيار الرئيس الجديد وليس لديها اي مرشح بل تحاول إقناع اللبنانيين بأن كل يوم يمر من دون رئيس هو يوم يبدد وحدتهم واستقرارهم الداخلي”.

السابق
مقتل شخص واصابة 4 آخرين باطلاق نار في جرد عكار
التالي
السفير: خطة البقاع الشمالي جاهزة.. و«تحركات مقلقة» في جرود عرسال