هذه هي الفوارق بين «إسرائيل» و «النصرة»

اسرائيل وجبهة النصرة
لحزب الله خصمان لدودان، هما "إسرائيل" من جهة، وتنظيما "جبهة النصرة" و"داعش"، إضافة إلى فصائل المعارضة السورية، من الجهة الأخرى. أصرّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله على المساواة بين أعدائه. فهل هذه "المساواة" محقّة أم باطلة؟ سألنا الكاتب السياسي صقر أبو فخر والمستشار الدبلوماسي عماد العيسى.

إن خلط الحرب مع العدو الصهيوني بالحرب مع المعارضة السورية هو إهانة لعقل جمهور “حزب الله”. هاتان حربان منفصلتان. الحرب مع الصهاينة محقة بسبب احتلالهم أراضٍ عربية ولبنانية. أما الحرب في سورية فهي اعتداء على الشعب السوري، صنع مستنقعًا مذهبيًّا دمويًّا… والخلط الممنهج مصدره استخفاف حزب الله بعقول مريديه وأنصاره.

اعتبر مصدرٌ متابع مؤيد لحزب الله، رفض الكشف عن اسمه، ردًّا على سؤال “جنوبية” حول وجوه الشبه والتعارض بين اعداء حزب الله من المعارضين السوريين وبين إسرائيل، أنّ إسرائيل والمعارضة السورية “وجهان لعملة واحدة، ولا نحاسب الناس على النوايا هنا، بل على الأفعال. والأفعال الخاصة بهؤلاء، أي التطهير المذهبي الذي ينفي معتقدات الآخرين، هي أخطر ما يكون على وجه الأرض، خصوصا أنّه يقع ضمن أولويات التكفيريين السوريين أن الشيعة مرتدون وخوارج. وهم، سواء علموا أم لم يعلموا، مرتبطون بالمشروع الإسرائيلي عبر إضعاف أي فريق يواجه إسرائيل في الممانعة والمقاومة”.

صقر

في هذا الإطار، يعتبر الصحافي والباحث صقر أبو فخر، في حديث لـ”جنوبية”، أنّ: “الواضح من تسارع التطورات في المسألة السورية إلغاء الفروقات بين ما يسمّى المعارضة والنظام، لأنّ سورية في هذه الأيام هي ميدان لحرب أهلية متعددة الأهداف. ولم يعد هناك ثورة ضد النظام ولإسقاط النظام. وحتّى المجاهدين يتقاتلون ضد بعضهم، فالمعارضة السورية أكلت رجالها.

فأين ميشال كيلو وطيب تيزيني وبرهان غليون وفايز سارة؟.. أما المعارضة الأخرى، أي الإخوانية، فلا تمون على شيء. ففي بداية الأحداث كان لهم وجود مكثّف، ولكن مع وجود النصرة وداعش فإن وجودهم انتهى تقريبًا. وهذه الصورة معروفة للجميع”.

وتابع: “حزب الله يرى في فتح جبهة النصرة والجيش الحرّ لجبهة الجولان، كون الجغرافيا لها امتداد متواصل مع لبنان، يرى إلى هؤلاء معادل لإسرائيل. ولا يختلف الصراع عبر الجنوب مع صراع حزب الله ضدّ إسرائيل في الجولان، خصوصاً أنّه يبدو أنّهم أغبياء لكونهم يتعاونون مع إسرائيل على طريقة سعد حداد وأنطوان لحد بناءً على حجة فقهية تقول إنّ الأولوية هي لإسقاط العدو القريب، ولاحقًا على العدو البعيد. وبهذا المعنى أظن أنّ حزب الله يرى أنّهما جبهة واحدة من الجولان إلى الجنوب”.

وأكد ابو فخر: “هناك محور حقيقي ممتدّ من البحر المتوسط إلى بحر قزوين، وحزب الله يقاتل فيه. وهذا يعني أن سقوط الشام هو سقوط لإيران وإنهاء لحزب الله. ففلاديمير بوتين رأى أن بوابة موسكو هي دمشق، علمًا أن الرحلة من مطار حلب إلى مطار يريفان لا تزيد على ساعة من الوقت”. وأضاف: “لم يعد الكلام عن أننا نحمي حدود لبنان له معنى، لأنه ثمة خط نار دفاعًا عن كل هذا المحور، الذي يعتبر أن سقوط النظام السوري هو تكسير يدي إيران. لذلك لستُ ميّالًا لمن يقولون إنّ حزب الله ورطنّا، ولكن أقول أنّه منخرط مع محوره”.

وتابع: “نعم حزب الله جزء من هذا المحور، لكنّ قوّته محدودة نظرًا لقوة الأطراف الأخرى في المحور نفسه، ومهماته هي على الحدود. وعن القول إنّ لبنان يدفع ثمن انخراط الحزب في الحرب السورية أرى أنّ ما يدفعه اللبنانيون ضئيل جدًّا مقارنة مع ما يدفعه السوري والعراقي”.

وأكد أنّه هناك “سعيٌ لمنع الاقتتال الداخلي ومنع الحرب الأهلية، لكن في الوقت نفسه لا يمكن البقاء على جزيرة هادئة ضمن محيط متلاطم، لذلك إذا كانت الحروب محتدمة في العراق والشام، فلا بد أن يكون لها انعكاساتها في لبنان”.

ولفت إلى أنه “ليس صحيحًا أن الحزب هو الذي زجّ بنا في الحرب السورية، إذ أنّ أول من أدخل لبنان بهذه الحرب هو محمد علي بياسي، وهو رجل من رجال عبد الحليم خدام، عبر سفينة محمّلة بالأسلحة أفرغت في طرطوس، إضافة إلى سفينة لطف الله الآتية من ليبيا. ولا ننسى الحدود المفتوحة. لذا لا يمكن أن نرفع جدارًا فاصلًا بيننا وبين سورية، فالحروب تمتدّ وتتوسع”. واستطرد أبو فخر: “لم تمتد حربنا الأهلية في لبنان إلى سورية كما حصل مع الحرب السورية، كوننا بلد صغير ولسنا كالدولة السورية التي لها تأثيرها الإقليمي”.

وعن العلاقة مع التكفيريين، أكّد صقر أبو فخر:”هم ينظرون إلى حزب الله والنظام كأعداء مباشرين، وليسوا مؤجلين. وستصيب الحرب لبنان وستنتهي بعد تسوية ما. وكلّ يوم هناك قوى جديدة تدخل على الخطّ حيث الثورات تحولت إلى حروب أهلية تأكل رجالها. والذي يحسم الحرب  هي القوى الموجودة على الأرض. واللافت أن هذه الثورة تحولت بسرعة إلى ثورة مضادة وإلى حرب أهلية وإلى صدام دولي كبير جدًا على النطاق الدولي. وفي لبنان نرى أن الفتنة جاهزة والطوائف اللبنانية كالكلاب المربوطة تنتظر فكاكها لتنهش بعضها”.عماد العيسى

من جهة أخرى، يرى المستشار الدبلوماسي عماد العيسى، في حديث لـ”جنوبية”، أنّ “هناك معارضة بناءة في الخارج كهيثم المنّاع، اضافة الى المعارضة الداخلية. وهذه الفئات يمكن الحوار معها. أما من يحمل الجنسيّة غير السورية فلا يمكن التحاور معه، وهو يقاتل لأهداف أخرى. مع الإشارة إلى أن حزب الله تحاور مع المعارضة في حمص ونتج عن هذا الحوار أن استسلمت مجموعات مسلحة وانتهى الأمر. أما المجموعات التكفيرية كداعش والنصرة فهؤلاء ليسوا سوريين بل شيشان وتونسيين وجزائريين وخليجيين وغيرها من الجنسيات، أي مرتزقة”.

السابق
تفاصيل اللحظات الاخيرة قبل إعدام الريشاوي والكربولي
التالي
أعلام داعش تظهر وتختفي في البوسنة