ما هي أوجه الشبه بين الإسلاميين واسرائيل؟

الإسلاميين واسرائيل
هل ثمة فروقات بين الفكرين الاصوليين اليهودي والإسلامي؟ وما هي هذه الفروقات؟ وكيف يراها كل من الباحث الدكتور وجيه قانصو والمحلل السياسي محمد عقل..

رأى المحلل السياسي محمد عقل أن: “هناك أشياء مشتركة بين الصهيونية وداعش وهي أنهما عدو مشترك لإيران التي لديها مشروع حيوي وتوسعي في الشرق الأوسط الجديد، وبما أن إيران ستكون عضوًا فاعلًا وعنصرًا فاعلًا في هذا المشروع ترى في داعش عنصرًا نقيضًا أو مشروعًا نقيضًا لمشروعها. لذلك نرى أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لترك داعش تطرق أبواب العراق لكونها الأقرب إلى إيران، وليصبح ثمة نوع من الصراع بين الطرفين، وهذا يريح إسرائيل ويجعل من داعش عنصرًا فاعلًا، لأن الولايات المتحدة تستثمر داعش بملاقاتها للمشروع الإيراني”.محمد عقل
وأضاف: “لذا، نجد أن المفاوضات بين طهران وواشنطن تترافق مع صراعات على الأرض. هذا أولًا، من ناحية الاختلاف. ومن ناحية ثانية تعمل إيران لأن تكون عنصرًا مروّضًا لمشروع الشرق الأوسط الجديد”.
أما ما لا تتفق فيه داعش مع حزب الله فهو، بحسب عقل، أن “المشروع الداعشي ينطلق من رؤية إسلامية، وداعش ما كانت لتقوم أصلًا لولا الفراغ في المشروع القومي العربي، وكذلك بالنسبة لحزب الله الذي لم يكن قويًّا لولا فراغ المشروع القومي العربي، فالأحزاب الإسلامية ملأت الفراغ لأن العرب لا مشروع لديهم”.
وقال عقل: “داعش استثمرت الفراغ خصوصًا بعد انهيار العراق وسورية، لذا ملأ حزب الله هذا الفراغ في لبنان، وداعش في العراق وسورية وهذا هو نوع من التماثل بينهما”.
وأضاف عقل: “نذكر أن حركة حزب الله كان اسمها في البداية الثورة الإسلامية في لبنان وهذا كان شعارهم الموجود على راياتهم. حيث كان الحزب في البداية يحتجز الرهائن، ولديه مرشد روحي يفاوض، وكان يقوم بعمليات خطف تضم شروطًا وشروطًا مضادة وقتلى. وفي بداية التسعينيات خاض حزب الله حرب الإقليم مع حركة أمل وبعض التنظيمات.. لكن عندما تغيّرت الأوضاع بدّل حزب الله سياسته، وبدأ بالتأقلم إلى أن دخل في الحكومة”.
لذا، اعتبر محمد عقل أن “داعش ستتأقلم وستصبح تنظيمًا عاديًّا، وهذا يعني أنها مستمرة لأن الولايات المتحدة الأميركية تريد ذلك.. فجميع الأطراف أدوات بيد واشنطن بشكل غير مباشر، ويخضعون للمشروع الشرق أوسطي الجديد. وستبقى إسرائيل فاعلة بقوة في فلسطين، إضافة إلى إيران من جهة الشرق، وتركيا من جهة الشمال، وستبقى إسرائيل قائمة في الوسط، والعرب غائبون. وكل هذا الصراع يجري على حسابهم، وعلى أرضهم، وسيكونون الأضعف على المدى البعيد”.
أما الباحث وجيه قانصو  فقد رأى أن “الفكر الصهيوني فكر قومي، ومنطلقاته ليست منطلقات دينية، وهو عبارة عن حلّ سياسيّ لجماعة ذات انتماء ديني ويستعمل الذاكرة الدينية لليهود كفكرة الأرض ليؤسس الكيان على أساس علماني. وليس لدى الفكر الصهيوني أيّ منطق أو فكر أصولي، فمنطلقاته قومية أي كيفية لمّ الجماعة اليهودية”.وجيه قانصو
وأضاف: “أما النص الديني ليس أساسًا حيث كان هناك مشكلة بين الصهيونية واليهودية. والصهيونية تستند إلى المضمون الديني لإقامة كيان سياسي لها. وفكرة الله ليست محورية عند الصهيونية وليست لدى الصهاينة إيديولوجيا دينية عكس النصرة وداعش”.
وقال: “الصهيونية لا يعنيها الاختلاف الفكري وهي تأصيل فكري للجماعة. أما النصرة، وهم يفترقون عن داعش بالتفاصيل، فهي عبارة عن تكملة الفكرة التي انطلقت في الفضاء الإسلامي والتي ترفض أي شيء يفد من الغرب، وأي شيء له علاقة بالحداثة، وأرادت العودة إلى المنابع الأصيلة للدين”.
وأكد قانصو أن “التيارات الإسلامية، وخلال مرورها بمرحلة التطور الفكر الحركي، ظهرت الاتجاهات الأكثر تشددًا. وتطرح إعادة الشريعة بكل مندرجاتها، ولا تريد أن يغالطها أحد، وتطبق الشريعة بكل تفاصيلها، والإسلام بحرفيته. وقد استندوا إلى عمل أبي بكر الصديق لأن أعمال الصحابة، بحسب الفقه السني، هي أعمال ملزمة، فالأمور التي قام بها الصحابة هي أعمال الرسول الطهرية التي لا يخالطها شيء”.
وشرح قانصوه طريقة تفكير داعش وقال: “عندما تعمل على تطبيق هذه الأعمال، فانها تتحول إلى فعل تطهريّ يسعى لأن يُطهر المجتمع، حيث تكون الفكرة شفافة، لكن في الواقع تتحول إلى إجرام”.
وأضاف: “الأساس عندهم هو الإسلام الطُهري الذي لا يختلط مع الشرك بشيء، وجزء كبير من التربية التي تؤمن بها الحركات التكفيرية كانت الحركات الإسلامية سواء الشيعية او السنية على اختلافها تُربيّ كوادرها عليها”.
وبالنسبة إليه، الصهيونية مشروع “براني” تزعم أن لها “قطعة أرض وهمية وأنها تجمع اليهود في أرض الميعاد”.
وأضاف: “من هنا يمكن إقامة هدنة مع الصهاينة. لكن مع التكفيريين لا هدنة، بل معركة وجود، أي “يا أنا يا إنت”، “يا قاتل يا مقتول”.
ورأى قانصو أنه “حتى العلاقة مع الآخر حددها التكفيريون بالقتل، فجعلوا كل مختلف خطرًا. وألغوا المشتركات، كما أن النقاش معهم خطأ، كوننا إننا نمنحهم بذلك شهادة إذا قلنا عنهم صهاينة”.

السابق
أعلام داعش تظهر وتختفي في البوسنة
التالي
طائرات أردنية تغير على مواقع داعش