صدر حديثًا، كتاب:مرتكزات السلم الاهلي والذاكرة للجيل الجديد

مرتكزات السلم الاهلي والذاكرة للجيل الجديد

ما هي مرتكزات السلم الاهلي الدائم وشروطه؟ ما العمل بعد خبرات أليمة وانجازات مشتركة بخاصة للجيل الجديد؟ هل نتعلم بعد اليوم من التاريخ تجنبًا لآلية التكرار وليس دائمًا في التاريخ؟
يجيب الكتاب الصادر حديثًا على هذه الاسئلة ويرسم خطط تطبيقية قلما توفرت في العديد من الابحاث والاعمال المتعلقة ببناء الذاكرة الجماعية المشتركة وترسيخ السلم الاهلي (اشراف انطوان مسرّه وربيع قيس، مرصد السلم الاهلي والذاكرة في لبنان: استعادة سلطة المعايير، المؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي الدائم وجمعية رمزي يوسف عساف الخيرية، بيروت، المكتبة الشرقية، 2015، 654 ص).
***
يتضمن الكتاب تفاصيل منح جائزة الميثاق والذاكرة للجندي خالد كحول وجمعية فرح العطاء ووقائع ندوتين شارك فيهما اكثر من ستين من الفعاليات والباحثين والعاملين الميدانيين من كل المناطق اللبنانية.
يتصدر غلاف الكتاب صورة عن “ميثاق جبيل” في 21/9/1975 حيث وقّعت فاعليات جبيل على وثيقة التزام بمقاومة الفتنة “حفاظًا على وحدة جميع ابناء لبنان وبلاد جبيل”.
ويتضمن الكتاب تعريفًا لجمعية رمزي يوسف عساف الخيرية التي نشأت سنة 2010 تعميمًا لقيم التزم بها رمزي يوسف عساف (1950-2009): “مبادئ وجرأة ورفض الاقتتال”. تقول سميّه عساف رئيسة جمعية رمزي يوسف عساف الخيرية: “تشرب رمزي الروحية الوطنية من والده يوسف وعندما عمّت الفوضى البلاد ووقعت الحروب في لبنان سنة 1975 إعتبر رمزي ان الفكر هو السلاح الاقوى، فأخذ يكتب افكاره السلمية على ارواق، يسحب منها نسخًا ويوزعها في محيطه على شكل صحيفة يناقشها مع الاصدقاء والمتحاربين”.
تعمدت المؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي الدائم عنوان: استعادة سلطة المعايير، انسجامًا مع ما يذكره انطوان مسرّه حول العناصر الاربعة التالية للسلم الاهلي الدائم في لبنان:

“1. مرجعية القانون والمؤسسات الدستورية: كل تقاعس من مسؤولين برلمانيين او حكوميين لممارسة مسؤولياتهم داخل المؤسسات والتصويت والتقرير داخل المؤسسات يُهدد السلم الاهلي، بخاصة ان الحوار الوطني الكياني انتهى في لبنان بموجب وثيقة الوفاق الوطني-الطائف. ليس المجلس النيابي وليست السلطة الاجرائية وليست الهيئات الرسمية مكان تسجيل محاصصات ووفاقات مصلحية خارج المؤسسات.
“2. الذاكرة الجماعية المشتركة: الانقسام بين اللبنانيين، قياديين ومواطنين، هو بين من تعلم من الحروب في لبنان-الساحة ومن لم يتعلم.
“3. التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتوازنة: السياسات الاجتماعية الاقتصادية والادراك العملي واليومي للحقوق الاجتماعية الاقتصادية هي عنصر توحيد بالعمق لان هذه الحقوق هي عابرة للانتماءات الاولية.
“4. ثقافة الحذر في العلاقات الخارجية: لبنان كبير في دوره ورسالته ولكنه صغير في لعبة الامم. الحاجة الى العدول عن الاستقواء الداخلي والتحول من الساحة الى الوطن، انسجامًا مع قول الامام موسى الصدر: “سلام لبنان هو افضل وجوه الحرب مع اسرائيل (…) حيث ان تعثر السلام في لبنان انتصار مستمر لاسرائيل…”
“تساهم البرامج التربوية والثقافية والحوارية في السلم الاهلي اذا كانت تنطلق وتصب في هذه العناصر الاربعة”.
***
ما يغني الكتاب شواهد في عدة صفحات لكبار من لبنان وخارجه حول التجربة اللبنانية، ابرزها اقوال للاخضر الابراهيمي وكمال جنبلاط ورياض الصلح وصائب سلام وكمال الحاج وشارل مالك وادوار حنين وهنري فرعون وجورج نقاش وغسان تويني وجبران تويني…
في الكتاب عرض ورصد حالات في الثقافة السائدة وعلم النفس العيادي والممارسة تبيّن ما جاء في مداخلة في الكتاب: “ان النظام في لبنان قوي جدًا والدولة ضعيفة وتزداد ضعفًا وعلينا التفريق بين هذين المستويين”.
من المشاركين في الكتاب: ملحم خلف، طوني عطاالله، صلاح الحركه، انطوان سيف، جهاد الزين، شانت جانجيان، ريما كركي، نجاة شرف الدين، المطران شكرالله نبيل الحاج، الشيخ سامي ابي المنى، كامل مهنا، ابراهيم شمس الدين، سليم الصايغ، علي فياض، عصام خليفة، فكتور الكك، سعود المولى، ماري تريز خير بدوي… وفيه نصوص تكريمًا لعضوين مؤسسين هما حسن القواس وسامي مكارم. وفي الكتاب استراتيجية عمل للسنوات 2014-2019 حيث ورد في المقدمة:
“حيث انه انتفت نسبيًا الحروب بين الدول لصالح حروب في دول صغيرة او ضعيفة او مستضعفة تُستعمل كساحة لحروب داخلية وبالوكالة ولارهاب عابر للحدود، يقتضي لبنانيًا تنمية المناعة لدى اللبنانيين والشعوب عامة، تجاه نزاعات داخلية ومفتعلة ومستوردة، بخاصة لدى الجيل الجديد، تجنبًا لآلية التكرار”.
اما المبادئ التي تُوجه عمل المؤسسة للسنوات الخمس المقبلة فأبرزها التالية: القانون يجمعنا، معنى لبنان، الوطن علاقات في ما بيننا، تسوية بدون مساومة، الميثاق عهد ووثائق، مواثيقنا ثوابت نغنيها ولا نلغيها، لبنان من الساحة الى الوطن، تجنب كل اشكال الاستقواء، تنمية الادراك المشترك للخطر الخارجي، علّمني لبنان…
السياسيون واللبنانيون اليوم فئتان، ليس مسيحيين ومسلمين، بل الذين تعلموا من الحروب في لبنان الساحة… والذين لم يتعلموا!
***
تتابع المؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي الدائم وجمعية رمزي يوسف عساف الخيرية اعمال مرصد السلم الاهلي والذاكرة خلال 2015..

 

انطوان مسرّه وربيع قيس (اشراف)، مرصد السلم الاهلي والذاكرة في لبنان: استعادة سلطة المعايير، المؤسسة اللبنانية للسلم الاهلي الدائم وجمعية رمزي يوسف عساف الخيرية، بيروت، المكتبة الشرقية، 2015، 654 ص.

السابق
جنبلاط يكشف عن أخطر جاسوس عاش معه في المختارة!
التالي
الامين العام للاحزاب العربية قاسم صالح والسيد علي فضل الله دانا جريمة الكساسبة