جنبلاط: مبروك للموارنة اذا اتفقوا على رئيس

كعادته لا يستقيل رئيس اللقاء الديمقراطي من متابعة هموم الناس، ولا ينأى بنفسه عن قضاياهم. إنه يوم الثلاثاء أو يوم الإستقبال الإسبوعي في كليمنصو، والذي يخصصه صاحب الدار للإستماع إلى من يقصده. تكثر الشكاوى وتتنوع الطلبات في بلد يعيش كما ابناؤه ضائقة اقتصادية. بين شجون الوطن وهموم الناس يتنقل، محاولاً ابتكار الحلول. القارىء السياسي يتواضع عند الحديث عن تحالفات نووية قد تعيد تقسيم مناطق النفوذ “خليني على قدي، لا احبذ تحليل القضايا الكبرى”. بعد دخوله عالم “تويتر”، أصبح الرجل يمتلك وكالة انباء عالمية، ثوان قليلة وتصبح تغريداته في متناول الملايين. بأسلوب لا يخلو من السخرية يمرر رسالته.

“البيك” العازم على الاستقالة من النيابة، خص “لبنان 24” بهذا اللقاء، متحدثًا عن الرئاسة وآلية عمل الحكومة وحملة الوزير أبو فاعور وملفات إقليمية.

في الشأن الرئاسي لا يوافق جنبلاط على تحليلات تربط الاستحقاق الرئاسي بملفات كبرى كالنووي الإيراني أو تسوية سورية وغيرها من الملفات الإقليمية بل “الإنتخابات  الرئاسية مرتبطة بالوفاق الداخلي، ولكن دائما نحن في لبنان نريد أن نربط الأمور بمشاكل أكبر منا”. أما انتاج رئيس “صنع في لبنان” فلا زال ممكنًا، وفق وجهة نظره، عبر وفاق بين الأفرقاء اللبنانيين.

ورداً على سؤال عن إمكان تخليه عن ترشيح النائب هنري حلو لمصلحة مرشح قد يتوافق عليه المسيحيون في حوارهم المرتقب أكد تمسكه بمرشحه قائلاً : “لن أتخلى لا من قريب ولا من بعيد إياً كانت الظروف عن ترشيح النائب هنري حلو. وإذا توافق القادة الموارنة والقوى الكبرى على أي مرشح توافقي فمبروك، ولكن اللقاء الديمقراطي لن يتخلى عن هنري حلو، وسيصوت لصالحه”.

الملف الرئاسي

فرنسا تحاول إحداث خرق في الملف الرئاسي عبر الجولات المكوكية لموفدها رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان فرنسوا جيرو الموجود في بيروت، والذي سيلتقيه الزعيم الجنبلاطي،  نافياً علمه بما يحمل من معطيات قائلا  “سنلتقيه لنرى ما في جعبته، وسبق أن غردت على” تويتر” كنوع من النكتة  “بدّا جيرو وبدّا عبد اللهيان ونتمنى أن يلتقيا”.

النائب جنبلاط والذي كان ولا يزال من دعاة الحوار بين اللبنانيين ينظر بإيجابية إلى عجلة الحوار التي انطلقت أخيراً، ولكن إلى أي مدى قادر هذا الحوار على اجتراح الحلول سؤال يوجه برأيه الى تيار “المستقبل” و”حزب الله”. “أما الحوار المسيحي فلا معلومات لدي عنه، عندي الكثير من العمل في شأن خدمات الناس”.

ملف العسكرين أيضاً يشكل جزءاً من اهتماماته، فهم زاروه الثلاثاء في دارته، وموقفه واضح من وجوب المقايضة “لست أفهم لماذا العرقلة دائماً، لنلبي طلبات جبهة “النصرة” او “داعش” فيما يتعلق بالتبادل، والموضوع محل متابعة من قبل اللواء عباس ابراهيم “.

بشأن الشلل الحاصل في العمل الحكومي، أشار جنبلاط إلى أنه مع تعديل آلية عمل الحكومة، حيث أن أي قرار يجب أن يمر على 24 وزيراً أو 24 رئيساً ، “في الأمور الاستراتيجية الأساسية فليُعتمد مبدأ الأغلبية، أما في الأمور العادية الإجرائية المتعلقة بالمواطن فلا بد من آلية عمل تسيّر أمور الناس بعيداً عن الإجماع “.

جنبلاط الذي ينظر بعين الفخر إلى حملة وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور غير المسبوقة يشدد على وجوب مواكبتها بقوانين، قائلاً “بدنا نتابع ليست سهلة المعركة التي يقوم بها أبو فاعور، هي معركة هائلة لأنها تمس بكل كيان الدولة الفاسد، ولنجاح الحملة  لا بد من قوانين والرئيس نبيه بري عنده الإستعداد لتفعيل التشريع. كما أن ابو فاعور يقوم بالحملة لحماية المواطن، وبالتالي الموضوع ليس حزبياً أو اشتراكياً،  الموضوع هو حماية المواطن “.

العملية المدروسة

ورداً على سؤال عن تغيير قواعد الاشتباك بعد حوادث القنيطرة ثم شبعا، يرى أن “عملية “حزب الله” في رده على اسرائيل كانت مدروسة، وفي أرض تاريخياً لبنانية، ولكن بما انه لم تحصل عملية  ترسيم الحدود،  اذ ان آخر مرة جرت فيها محاولة ترسيم رسمية كانت عام 1966، أما تلك الأراضي وإن كانت لبنانية بأوراقها الثبوتية وبأوراق الدوائر العقارية تعود إلى صيدا، لكنها تحت السيادة السورية، وهذه منطقة احتلتها اسرائيل عام 1967 وتباعاً استكملت احتلالها لغاية العام 1986، وهذه منطقة حساسة لإسرائيل لأنها تحوي منابع لنهر الدان الذي يشكل مع نهري الحصباني والليطاني  الروافد الكبرى لمياه بحيرة طبريا”.

عن تأثير أي اتفاق ايراني – أميركي على لبنان وبالتالي تقاسم مناطق النفوذ يقول جنبلاط “خليني على قدي ما بحب حلل الامور الكبرى، منيح يلي ربحنا جزئياً معركة مكب الناعمة، ولنرافق حملة وزير الصحة ضد الفساد، أما ما يجري من فوقنا فهو أمر أكبر منا بكثير، ونحن  عاجزون،  ولنحاول إيجاد حل عملي لوضع حد لعذاب الأسرى وعائلاتهم، خلينا بلا تنظير خارجي  وهذه أكبر مني”.

في الشق السوري يرى الزعيم الجنبلاطي في رفض الدروز الإلتحاق بجيش النظام السوري بداية إيجابية “ممتاز الا يشتركوا مع النظام السوري في قتل الشعب السوري، و لكن علينا أن نتوقع أن يقوم النظام بعمليات تخريب، وفي النهاية هذا النظام وصل إلى أفق مسدود، والمقابلة التي أجراها صاحب النظام في مجلة “Foreign affairs”بدا وكأنه يعيش في كوكب آخر، إذ رد على سؤال الصحافي عن الإصلاح، بالقول إن الاصلاح يتطلب استفتاءً، يعني أنه سيطلب من عشرة ملايين مهجر سوري في سوريا أو خارجها الإستفتاء، علماً أنه دمر قراهم ومساكنهم ومدنهم، فالأمر غريب”. وأضاف “هذا النظام انتهى لكن مع اصراره في رفض الحل السياسي والقبول بهيئة إنتقالية تملك كامل الصلاحيات، فإنه يعرّض وحدة سوريا للسقوط”.

الإستقالة من النيابة يتركها “البيك” للوقت المناسب. وجواباً عن سؤالنا عما إذا كان انتخاب رئيس للجمهورية آخر واجب نيابي يقوم به “ليس لدي أدنى فكرة “.

(لبنان 24)

السابق
كيم كارداشيان تُشعل مواقع التواصل بالبيكيني!
التالي
تمام سلام: وجود حزب الله في سوريا أضر بلبنان