السيجارة الإلكترونية تغزو الصيدليات اللبنانية رغم منعها

برغم إصدار وزير الصحة السابق علي حسن خليل في ١١ كانون الأول ٢٠١٣ قراراً بمنع استيراد وتداول جميع أنواع السجائر والنراجيل الإلكترونية، وسحبها من الأسواق اللبنانية، لا تزال تجارة هذا المنتج رائجة في لبنان، وبعد ان تحولت في مرحلة اولى الى البيع عن طريق الانترنت، عادت الى رفوف الصيدليات اللبنانية دون خجل او حياء.
تتراخى وزارة الصحة في انفاذ قانون الحد من التدخين، وتبرر ذلك بحجج ترتبط بالسياحة والاقتصاد، لكنها في الواقع ترتبط بمصالح تجارية وشبكة المصالح مع شركات التبغ العالمية. ومع ان منع استيراد وتداول السجائر والنراجيل الإلكترونية، لا علاقة مباشرة له بقانون الحد من التدخين، فان التراخي لا بل تجاهل تطبيق القرار الصادر عن وزارة الصحة بهذا الشان، هو مؤشر اضافي على ان كل ما يرتبط بالتدخين واثره الصحي المباشر وغير المباشر على المواطنين لا يزال خارج قائمة “مطابقة المعايير” ،ضمن ما بات يعرف بحملة سلامة الغذاء التي اطلقها الوزير وائل أبو فاعور.
وبرغم أعلان أبو فاعور أن المفتشين الصحيين سينفذون حملات دهم في المطاعم لضمان تطبيق قانون منع التدخين، فمن الواضح ان انفاذ قانون الحد من التدخين لا يطبق من قبل افراد الضابطة العدلية، سواء لجهة حظر الاعلانات غير المباشرة ومنع التدخين في الاماكن العامة والتشدد في وضع التحذيرات الصحة على الاغلفة. ويقول ابو فاعور ان وزارة الصحة ليس لديها عدد كافٍ من المفتشين للعمل، وبالرغم من هذا الأمر، فقد تم قبل أيام قليلة فرز عدد من المفتشين الصحيين المتخصصين بمسألة التدخين في المطاعم.
وتؤكد «الحملة المدنية لمراقبة تطبيق القانون 174» إن تقصير وزارة الصحة الفاضح في ملف القانون 174 (قانون الحد من التدخين) هو الذي سبب عدم إنفاذ القانون، وخصوصاً أن المفتشين التابعين للوزارة لم يحرروا مخالفات بحق المخالفين على غرار بقية أفراد الضابطة العدلية في بقية الوزارات، ولا سيما الداخلية والبلديات والسياحة.

هكذا يتم “الغزو”
تغزو السجائر والنراجيل الإلكترونية الاسواق اللبنانية من خلال الترويج عبر مواقع إلكترونية لبنانية متخصص ببيع الإلكترونيات الجديدة والمستعملة،وعبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً فيسبوك، ويصل سعر السيجارة الإلكترونية وشاحنها مع خمس عبوات بنكهات مختلفة إلى ٣٠ دولاراً أميركيا، كما يمكن الفوز بعرض للحصول على عبوات إضافية مجانية في حال شراء المزيد من النكهات بسعر يصل إلى ٨٠ دولارا أميركيا.
وسبق أن اطلقت إحدى الشركات عام ٢٠٠٩ حملة إعلانية في لبنان لتسويق هذا المنتج، باعتباره بديلاً صحياً للسيجارة التقليدية، لكن الموقع الإلكتروني للشركة لا يشير في الوقت الحالي الى انها تبيع منتجات من هذا النوع، وتشير المعلومات إلى أن العديد من التجار يستوردون هذا المنتج من الصين، ويجري إدخاله عبر المرفأ بوصف جمركي لا يشير إلى انه دواء، للتهرب من الخضوع للفحص من قبل وزارة الصحة.

تعريف السجائر الإلكترونية
تصنع هذه السجائر المزودة بالبطاريات لمحاكاة سجائر التبغ الحقيقية، وهي تنفث بخار الماء مصحوبا بالنيكوتين الموجود في كبسولة، ليستنشقه المستخدمون كما لو أنهم يدخنون حقا سيجارة مشتعلة. ولا تُوضع اي تحذيرات صحية على هذه العلب، على الرغم من أن مستويات النيكوتين تختلف بين سيجارة وأخرى، واذا اخذ في جرعات عالية، يمكن ان يكون النيكوتين قاتلاً. وتقول ادارة الغذاء والدواء الاميركية انه كشف عن وجود بعض العناصر المسببة للسرطان في ماركات معينة من السجائر الإلكترونية، مما دفع بخبراء الصحة الى تحذير المستخدمين من هذا الأمر.
تعمل السيجارة الإلكترونية، ببطارية قابلة للشحن، وهي مكوّنة من بطارية ومبخار وكبسولة لإعادة تعبئة النيكوتين، ومعطّر، وفيها مادة «بروبيلين غليكول»، وهي ملحق غذائي يُستعمل في تقطيع التبغ لحبس الرطوبة.
ومن المعلوم أن النيكوتين مادة سامة يُستخدم في مبيدات الحشرات، ويسبّب مشاكل في القلب والشرايين، وارتفاعاً في ضغط الدم وتسارعاً في دقات القلب، وغيرها من المشكلات الصحية، كما أن مادة «بروبيلين غليكول» مصرّح باستعمالها كمادة غذائية، لكن استنشاقها بعد التبخّر يمكن أن يسبب مضاعفات صحية.

دراسة الجامعة الأميركية
حصلت الجامعة الأميركية في بيروت، في العام 2013، على منحة 2,1 مليوني دولار من الحكومة الأميركية، لدرس منتجات تبغية جديدة مثل السجائر الإلكترونية التي هي بديل للتدخين، ولتقويم تأثير تفاعل مميزات تصميمها مع سلوك المستهلك في التأثير مستقبَلاً في الصحة. وتمتد المنحة على 5 سنوات.
وتهدف هذه الدراسة الجديدة التي ينفّذها فريق من باحثي الجامعة، إلى معرفة مقدار النيكوتين والسمّيات الأخرى التي تنجم عن تصميم السيجارة الإلكترونية واستعمالها، والتي تنعكس في ما بعد على صحّة المستهلك. وستساعد هذه المعرفة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في تطوير وسائل تقويمية تسترشد بها سياسات تنظيم التبغ. وتموّل إدارة الغذاء والدواء والمؤسسات الوطنية للصحة (NIH) هذه الدراسة، ضمن منحة بقيمة 18,1 مليون دولار لإقامة مركز دراسة المنتجات التبغية على أيدي مجموعة من البحاثة من جامعات كومونولث فرجينيا، وولاية بنسيلفانيا، والأميركية في بيروت. وسيكون هذا المركز من بين 14 مركزاً اختير للمشاركة في برنامج علمي بحثي تنظيمي سيوفّر براهين علمية حيوية لإدارة الغذاء والدواء وللمؤسسات الوطنية للصحة.

أخطر 15 مرة من السجائر العادية
أظهرت دراسة أميركية أن الاستنشاق العميق للسجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بخمسة أضعاف إلى 15 ضعفا من تدخين السجائر العادية.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “نيو انغلند جورنال اوف ميدسين”، فإن بخار السجائر الإلكترونية عالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة فورمالديهايد التي تجعله خطرا على الصحة.
وكتب معدو الدراسة وهم باحثون: “لقد لاحظنا أن مادة فورمالديهايد يمكن أن تتكون خلال عملية تشكل بخار السيجارة الإلكترونية”.
واستخدم باحثون في جامعة بورتلاند الأميركية جهازا “يستنشق” بخار السجائر الإلكترونية لتحديد كيفية تشكل هذه المادة المسببة للسرطان من سائل مركب من النيكوتين ومواد معطرة ومادة بروبيلين-غليكول والغليسيرين. ولم يسجل العلماء تشكلا للمادة المسرطنة حين كان البخار يسخن على تيار كهربائي بقوة 3.3 فولت، ولكن على مستوى 5 فولت صارت تركز مادة فورمالديهايد في البخار أعلى منه في دخان السجائر العادية. وعلى ذلك، فإن مدخن السيجارة الإلكترونية الذي يستهلك ثلاثة ميلليلترات من السائل المتبخر يستنشق 14 ميلليغراما من المادة المسرطنة.
أما مدخن السيجارة العادية بوتيرة علبة يوميا، فلا يستنشق أكثر من ثلاثة ميليغرامات من هذه المادة.
ويؤدي استنشاق 14 ميلليغراما، أو ما يقارب ذلك، من هذه المادة إلى مضاعفة خطر الإصابة بالسرطان بين خمس مرات و15 مرة. لكن بيتر هاجيك، مدير قسم الأبحاث المتعلقة بالتبغ في كلية الطب في جامعة لندن، اعتبر أن هذه الدراسة لا تعكس الواقع، قائلاً: “عندما يعمد مدخنو السجائر الإلكترونية إلى الاستنشاق العميق منها فإن مذاقها يصبح سيئا، ولذا فهم يتجنبون ذلك”. ورأى أن دخان السجائر الإلكترونية وإن كان لا يخلو من الضرر فإنه أقل ضررا من السجائر العادية.

سبب لسقوط الطائرة
حذرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية من أن وضع السجائر الإلكترونية في الأمتعة التي تم فحصها يمكن أن يتسبب بحريق في الطائرات. وقالت إدارة الطيران في تحذير بشأن السلامة أصدرته لشركات الطيران “في حوادث عديدة داخل وخارج صناعة النقل، تعرضت السجائر الإلكترونية لارتفاع درجات الحرارة أو اشتعلت بها النيران عندما تم تفعيل عنصر التدفئة عن غير قصد”.
وأضافت الإدارة أنها توصي شركات الطيران بأن يتم حمل السجائر الإلكترونية في مقصورة الطائرة بدلا من وضعها في الأمتعة، التي تم فحصها وتشحن بالطائرة حيث يمكن أن تتسبب في اشتعال نيران خطيرة خلال منتصف الرحلة و سقوطها. وتشجع الإدارة شركات الطيران على توعية الركاب بهذه السياسة الجديدة على أوسع نطاق ممكن من خلال مواقعها على الإنترنت والبيانات الصحفية وعند شراء تذاكر سفر وخلال عملية فحص الأمتعة وعبر وسائل أخرى مثبتة لإبلاغ الركاب بالقواعد والسياسات المتعلقة بالمواد الخطرة، وتستخدم السجائر الإلكترونية خراطيش تعمل بالبطارية، إذ يمكنها إنتاج بخار يتضمن النيكوتين.

(greenarea)

السابق
إسرائيل تبتهج باستقالة رئيس «التحقيق الدولية» بحرب غزة
التالي
إقفال مستودعين بالشمع الأحمر في المشرفية والطريق الجديدة