مكتبة عامة في مخيم عين الحلوة

لأن الكتاب يعدّ عنصراً أساسيّاً في نهضة الشعوب، سعى “اللقاء الشبابي الفلسطيني” إلى إعطاء الجانب الثقافي الأولوية، فأقام مكتبة عامة في مخيم عين الحلوة، تتيح للراغبين من التلاميذ والطلبة الدراسة فيها، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل وحلقات هادفة للنقاش.

هذه المبادرة أطلقها شباب يعيشون في المخيم. أرادوا أن يكون هناك مكتبة لتغيير صورة الفلسطينيين الذي يعيشون في المخيمات، على أن تكون مفتوحة أمام الشباب لقضاء الوقت الذي يريدونه فيها.

تقول الطالبة ومنسقة “اللقاء الشبابي الفلسطيني” هبة قاسم، وهي إحدى الشابات اللواتي يعملن في المجال التطوعي من أجل إيجاد فسحة أمل للشباب في المخيم، “بدأنا التفكير في إنشاء مكتبة عامة قبل نحو ثلاث سنوات، بهدف إحياء ثقافة القراءة والكتابة، وخصوصاً أن الشباب يبتعدون عنها تدريجيّاً”. وترى أن هناك أسباباً كثيرة لذلك، منها مواقع التواصل الاجتماعي التي استحوذت على اهتماماتهم. تضيف: “لأن الفكر هو أساس الحياة والتقدم والرقي، ويؤدي إلى التغيير، ارتأينا إنشاء مكتبة عامة في المخيم”.

تضيف قاسم: “نهدف إلى تثقيف الشباب الفلسطيني، ليكون قادراً على الابتعاد عن أمور أخرى قد تشكل خطراً عليه، ويستطيع تحمل المسؤولية في المخيم”. تلفت إلى أنه “انطلاقاً من الدورات والنشاطات التي قمنا بها سابقاً، على غرار دورات محو الأمية بالإضافة إلى نشاطات ثقافية أخرى، قررنا أنه يجب أن يكون في المخيم مكتبة عامة تكون مركزاً لتجمع الشباب، والمطالعة”.

لا تفرض المكتبة رسوماً على أحد. يمكن لأي شخص أن يأتي إليها للقراءة والكتابة. وتشرح قاسم أنه سيتم إقامة سلسلة حوارات حول مختلف القضايا التي تهم الشباب، منها الأوضاع في المخيم.

تتابع قاسم: “بدأنا حملة للترويج لافتتاح المكتبة العامة عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. قلنا إننا نريد إنشاء مكتبة عامة. ومن يود التبرع بكتب أو معدات، يستطيع الحضور إلى المركز وإيداعها فيه. حصلنا على كتب من مؤسسات عدة، وأفراد.

وتضم المكتبة كتباً سياسية ودينية وثقافية وتاريخية وروايات وكتباً للأطفال. تلفت قاسم إلى “أننا نسعى للحصول على مزيد من الكتب لإغناء المكتبة”، لافتة إلى وجود كتب لتعليم اللغة الإنجليزية، وأخرى تتحدث عن تاريخ فلسطين. تقول: “سنحاول إنجاح هذا العمل بشتى الطرق. أحد أهدافنا يتمثل في إعداد جيل مثقف، وسنسعى إلى توفير جميع الإمكانيات لذلك”.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من “اللقاء الشبابي الفلسطيني” خضعت لدورات تدريبية في التخطيط الاستراتيجي وبناء القدرات وإعداد مدربين.

(العربي الجديد)

السابق
أجواء مشدودة تُحاصر جولة الحوار الخامسة
التالي
أي جدوى لحوار لا يرسّخ الأمن والاستقرار ولا يضع آلية دائمة لانتخاب رئيس للجمهورية؟