حزب الله يستعيد توازن الرعب

اسرائيل
عبر تسديد ضربة للعدوّ الاسرائيلي من مزارع شبعا، استطاع حزب الله أن يستعيد توازن الرعب ويثبت أنّه لاعب عسكري من العيار الثقيل، لا يثنيه الخوف عن الردّ على اسرائيل.

بغض النظر إذا كان يحق أو لا يحق لـ”حزب الله” التفرد بقرارات الشعب اللبناني، بكل جرأة وعنفوان، حيث لا يجرأ الآخرون، ردّ “حزب الله” على الضربة الاسرائيلية التي استهدفت الجنرال الإيراني وكوادر حزبه الكبار في القنيطرة السورية، بعملية عسكرية نوعية وجريئة، ومميزة بالدقة والحرفية وبأعصاب باردة، وبشكل علني وفي وضح النهار أمام العالم، ومن داخل مزارع شبعا المحتلة، وذلك إنتقاماً لشهدائه الاربعة في القنيطرة السورية، وردّ بذلك الحزب الاعتبار العسكري والسياسي لنفسه، أمام أنصاره وجمهوره وحلفائه السياسيين في لبنان.
أتت العملية العسكرية التي قام بها “حزب الله” في مزارع شبعا المحتلة رداً على إسرائيل بمثابة عقاباً للأخيرة على الجريمة التي اقترفتها بحق كوادر الحزب الاربعة، وبحسب تقديري، ان رد الضربة على إسرائيل من قبل “حزب الله”، جعلت الاخير يفرض نفسه أكثر كلاعب سياسي وعسكري وامني من الطراز الاول، وكرقم صعب يحتسب له ألف حساب على الساحة اللبنانية، وكذلك الساحة السورية.
تمّ التخطيط بعناية وذكاء لهذه الضربة الموجعة التي قام بها الحزب وباستقلالية تامة من قبل قيادة “حزب الله” وأمينها العام، ان من ناحية توقيت تنفيذ الضربة، واختيار الموقع الجغرافي، وان من ناحية نوعية السلاح الذي استخدم.
كما أتت هذه الضربة لتخرس وتحرج جميع المشككين، الذين اطلقوا بعض المواقف السياسية، من اصحاب التحليلات العسكرية والسياسية، من قبل سياسيين اوصحافيين، وليس كما تخيل البعض، بأن الحزب عاجز تماما عن الرد بسبب انشغاله بالداخل السوري. ولكن ومن دون تردد، فاجأ “حزب الله” اللبنانيين بشكل عام، والمشككين بشكل خاص، بالرد العسكري والسريع، ليثبت من جديد ان الحزب لديه الهامش الواسع والكبير، وأنّه يسمح لنفسه بالتحرك متى شاء، وبمعزل عن الأجندة الايرانية وملفها التفاوضي بشأن مشروعها النووي مع الولايات المتحدة.
طبعاً لا اريد الاستخفاف بقوة اسرائيل في استراتيجيتها العسكرية وجبروتها الاجرامي، فهي ما زالت القوة الرئيسية في الشرق العربي، ولكن “حزب الله” ايقن وبذكاء ان اسرائيل لن تقوم بالرد على طريقة الحرب الواسعة ولأسباب عدة، منها: اجواء الخلافات السياسية بين ليبرمان ونتنياهو، قرب الانتخابات الإسرائيلية، والخلاف السياسي بين الرئيس الأميركي أوباما ونتنياهو بشأن المفاوضات النووية مع إيران.
عندها، قام الحزب باستغلال الفرصة في توجيه ضربة موجعة سقطت كالصاعقة على رأس إسرائيل، والاخيرة ابتلعت تلك الضربة، وقامت بضبط النفس، كي لا تخرج الامور عن السيطرة، بعد إدراكها تماماً، ان “حزب الله” قد نجح وبامتياز في استعادة “توازن الرعب” معها، لتترجم لاحقاً في خطاب السيد حسن نصرالله الأخير، موجهاً كلامه للعدو الإسرائيلي، “جربتونا فلا تعيدوها.

السابق
أبو فاعور يعلن لائحة المواصفات للمطاعم والفنادق
التالي
جنبلاط: التعرض لمدنيين في دمشق عمل مرفوض بكل المعايير