الفوارق السبعة بين «حرب تموز 2006» و«عملية شبعا»

حرب لبنان اسرائيل
هناك 7 فوارق بين عملية حزب الله التي نفّذها في 12 تموز 2006، وأدّت إلى حرب تموز، وبين عملية شبعا قبل أيام، التي اقتصرت على ردّ هزيل من إسرائيل. فما هي هذه الفوارق؟

1-الخط الازرق: العملية الأولى (أسر الجنديين في 2006) وقعت في أراضي فلسطين المحتلة، التي تشرف عليها إسرائيل، خارج الخط الازرق، او مناطق وجود اليونيفيل وعملها، في حين ان عملية القنيطرة وقعت داخل منطقة عمل الأندوف، أي في الاراضي العربية المحتلة، المتنازع على ملكيتها بين لبنان وسوريا، منذ رفض نظام الأسد ترسيم الحدود هناك بعد الانسحاب السوري من لبنان في العام 2005.

2- ردود الفعل الداخلية الهادئة: في 2006 كان واضحا وقوف قوى 14 آذار ضدّ عملية حزب الله، في حين أنّه قبل يومين لم يكن هناك مواقف “قاسية”، بل التزمت كتلة “المستقبل” الصمت، وفي اليوم التالي أصدرت موقفا ملتبسا وغير قاسٍ. في العام 2006 بدأ حزب الله الحرب من دون سابق إنذار.

وقال الأمين العام السيد حسن نصر الله انه لو اتى العالم كله لن يرد الأسيرين إلا بتفاوض غير مباشر مع حزب الله لإطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار. اما في العام 2015 فقد حذّر حزب الله مراراً من انّه سيردّ على الاستهداف الاسرائيلي له في سورية. وردّ بعد قتل عدد من مسؤوليه في القنيطرة، ومعهم جنرال ايراني. وجاءت العملية على وقع حوار بين “حزب الله” و”المستقبل” في الداخل اللبناني، فكانت ردود الفعل هادئة.

3- اليونيفيل والأندوف: العملية الاولى (أسر الجنديين في 2006) وقعت خارج الخطّ الأزرق، أي أنّها، بالنسبة إلى الأسرة الدولية كانت “اعتداءاًعلى إسرائيل، في حين أنّ عملية القنيطرة وقعت داخل منطقة عمل الاندوف. فما الفارق بينهما؟ الأندوف هي (United Nations Disengagement Observer Force) قوّة دولية لمراقبة الهدنة العسكرية بين سورية وإسرائيل. تأسّست بعد حرب تشرين 1973 لمراقبة الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان التي احتلّها الطرف الثاني في حرب يونيو/حزيران 1967. أما اليونيفيل، أو قوّة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان (United Nations Interim Force in Lebanon)، فهي قوّات دولية متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006.
4- في العام 2006 بدأ حزب الله الحرب بعنوان: (الوعد الصادق)، إذ اعترض قوّة إسرائيلية (بداية العملية)، وأسر جنديين منها، أمّا عملية شبعا فقد كانت ردّاً على عملية اسرائيلية نفذّتها طائرات إسرائيلية في منطقة القنيطرة السورية، استهدفت موكبا مؤلفاً من سيارتين، فاستشهد جميع من في الموكب، من بينهم قياديين في “حزب الله” وجنرال إيراني رفيق المستوى. وقد دلّ ذلك على أنّ لإيران يد في الاعمال العسكرية السورية ضد إسرائيل. وبالتالي كان لحزب الله مبرّر “دوليّ” لعمليته، لم يكن له في العام 2006.

5-ردود الفعل الاميركية والدولية المهدّئة: علّقت واشنطن على التطورات عند الحدود اللبنانية الجنوبية بالتعبير عن إدانة “العنف” الذي يمارسه “حزب الله” ضدّ إسرائيل، ودعت الطرفين إلى “الإحجام عما من شأنه تصعيد الموقف”. وكانت دعوة مجلس الامن لعقد جلسة بهذه السرعة مؤشر على النية لمنع اي تصعيد قد يحصل. وهذا الموقف الدولي يعدّ “هادئاً”، مقارنة بدعوة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش إلى “سحق حزب الله” في العام 2006، ومدّه جسرا جويّاً لإمداد إسرائيل بالسلاح.

6- هزالة المواقف العربية: في المرة السابقة قال “النظام العربي” إنّ عملية حزب الله “مغامرة غير محسوبة”، ووقفت مصر في المرة السابقة قال “النظام العربي” إنّ عملية حزب الله “مغامرة غير محسوبة”، ووقفت مصر والمملكة العربية السعودية ضدّ هذه المغامرة. وكانت الأنظمة العربية في عزّ قوّتها. أمّا هذه المرّة فكلّ بلد عربي مشغول بنفسه، مصر بالإرهاب والحرب بين رئيسها عبد الفتاح السيسي والإخوان المسلمين، والسعودية بموت ملكها عبد الله بن عبد العزيز، والعراق وسورية بداعش. فطالبت جامعة الدول العربية بضرورة التحرك السريع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان واحتواء حالة التدهور على جبهة مزارع شبعا، داعية على لسان أمينها العام نبيل العربي إلى “الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701

7- عدم رغبة حزب الله بالتصعيد: الفارق السابع أنّ حزب الله بعض رسالة إلى إسرائيل من خلال إظهار أنّ العملية هي ردّ جزئي سيلحقه ردود أخرى في حال تمادت إسرائيل. الأمر الذي اكده اصدار “البيان رقم واحد” من قبل الحزب. وقد اكتفى حزب الله بالردّ المحدود والجزئي. وبعث عبر اليونيفيل رسالة إلى إسرائيل بأنّه لا يريد التصعيد ويكتفي بهذا القدر. كذلك أعلنت اسرائيل عبر “القناة العاشرة” أنّ ثمة قرار اتخذ باجتياح بريّ، لكن فجأة توقّفت الضربات العسكرية وعادت الامور الى طبيعتها وقالت إسرائيل إنّها لن تصعّد كذلك.

 

السابق
برّي: انزعوا الصور في بيروت وابدأوا بصوَري
التالي
النووي الايراني الى مزيد من العراقيل