لماذا سجنتم حسين عطوي وصواريخ الهبارية إذا؟

الازدواجية موجودة في التعامل مع نفس الأحداث على أرضٍ واحدة. يطلق الدكتور حسين عطوي صواريخاً باتجاه فلسطين المحتلة، فتعتقله القوى الأمنية، ثم يقوم حزب الله بإطلاق نيرانه على موكب إسرائيلي، فلا تتدخل القوى الأمنية وتغضّ النظر.

هل هو حق لكل اللبنانيين أن يقاوموا العدو الصهيوني كما هو مشرّع في البيان الوزاري أم أنها ثلاثية الجيش والعشب والمقاومة؟ تلك الثلاثية التي أوقفت حكومات وشغلت المسؤولين أيامٍ وليالٍ لإقرارها أو ليجدوا البديل.. وهل المقصود بالمقاومة فقط حزب الله؟

مع كل عملية أمنية في الجنوب اللبناني، ينقسم اللبنانيون إلى قسمين، قسم يصرخ قائلاً : كلنا حزب الله بوجه إسرائيل، وقسم يهتف قائلاً: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.

هي الازدواجية الدائمة في التعامل مع نفس الأحداث على أرضٍ واحدة وتحت سقفٍ واحد، يطلق الدكتور حسين عطوي صواريخاً باتجاه فلسطين المحتلة، فتطوق القوى الأمنية مكان الإطلاق وتعثر على المنصة، ثم تبحث عمن أطلقها، فتعتقله وهو في المستشفى مصاب بحروقٍ جراء إطلاق هذه الصواريخ، ثم يقوم حزب الله بإطلاق نيرانه على موكب إسرائيلي، فلا يستطيع أحد أن يقترب من تلك المنطقة.

هل علم القادة الأمنيين بهذه العملية؟ هل علم بها رئيس الحكومة، أو مجلس الوزراء مجتمعاً؟ هل علم بها بعض أفراد المخابرات أو المعلومات أو الالأمن الداخلي أو الخارجي أو العام؟ أين هي سلطة الدولة وهيبتها وكرامتها؟ أين هي دولة المؤسسات، أين مؤسساتها ومكاتبها وأفرعها؟ أين القوى الأمنية كافة؟ بل أين المنادين الدائمين ورافعين شعارات المحبة والولاء للجيش اللبناني؟ أين أصحاب مقولة: ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني؟

ثم ألا يحق لنا الاستفسار والسؤال عن العملية ومكانها وزمانها؟ ألم تستهدف إسرائيل موكب الحزب في أراضٍ سورية؟ بمعنى أنها خرقت “السيادة” السورية؟ فما دخل لبنان لتكون أراضيه مساحة للرد ولإشعال فتيلٍ كلف لبنان غالياً في تموز 2006؟ وأصلاً ماذا يفعل قادة أمنيون من الحزب في القنيطرة؟ ومعهم أحد الضباط الإيرانيين؟ يستحيل أن يكونوا يجهزون لعمل ما ضد الكيان الصهيوني، فعندنا في لبنان أراضٍ واسعة لا زالت بحاجة إلى التحرير والعمليات التي أخذها الحزب على عاتقه!

هل كان يعلم حزب الله حجم الرد الإسرائيلي قبل القيام بعمليته الأخيرة؟ إن كان يعلم بها، فيحق لنا أن نستفسر عن كيفية علمه بها، وهذه عادةً تكون خارج أي تقديرات استراتيجية أو عمليات تجسسية إختراقية.

وإن كان لا يعلم بها، فكيف يقدم على هكذا خطوة، وهو يعلم أن الحال اليوم ليس كما كان عليه في 2006! يومها فتح أهالي الشمال بيوتهم للاجئين والهاربين من الجنوب ويومها فتح الشعب السوري بيوته وأبوابه مشرعةً في استقبالٍ حميمٍ للهاربين من آلة الموت الصهيونية. هذا الشعب.. الذي يقتله اليوم من استضافوهم في 2006، وبدل أن يدخلوها ضيوفاً مكرمين، أصبحوا يدخلونها مقاتلين فاتحين!

لا يوجد عاقل في الدنيا سيؤيد أي اعتداء أو هجوم إسرائيلي على أي أرض عربية، ولكن في أقل تقدير، وتسديداً للفواتير المتراكمة على حزب الله، فإنه لمن أضعف الإيمان أن يقف الكثير على الحياد، متأملاً متفرجاً على ما يجري في أرض عزيزةٍ على الجميع، أرض مباركة نالها ما نالها في زمن الاحتلال الصهيوني، ثم لبست ثوب فرحها ورقصت طرباً يوم تحريرها من مغتصبها الإسرائيلي.

فهل تأمل حزب الله جلياً ونظر ملياً ليقرأ أسباب التحول في الجمهور الذي كان يحتضنه؟ كيف يقبل لنفسه أن يقف مع الظالم في سوريا، وهو يجاهر بأن أساس دينه وعقيدته ومفهومه هو مظلومية سيدنا الحسين عليه السلام، فكيف لمظلومٍ أن يرتمي في أحضان الظلم!

السابق
خسارة أولى لـ«بايرن» وقمة بين «تشلسي» و«سيتي» اليوم
التالي
ما حصل في مزارع شبعا ليس رداً