الهاربون من الجحيم السوري يقعون ضحية الإتجار بالبشر

الظروف القاسية التي تحبط اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب في سوريا تدفعهم للتفتيش عن أماكن آمنة، لكنهم يواجهون الموت في أكثر من مكان قبل وصول بعضهم إلى بر الأمان.

نزح اللاجئون الفلسطينيون والسوريون من سوريا هرباً من الحرب الدائرة هناك ومن قذائف الموت، إلى لبنان يحملون قصصاً مروعة عن الحرب ويبحثون عن مكان آمن، لكنهم وجدوا صعوبات أكبر في مكان اللجوء، فبحثوا عن مكان آمن عبر هجرة غير شرعية إلى أوروبا.

يقضي أحمد موسى (26 عاماً) أوقاته حالياً في تعلم اللغة الهولندية في أمستردام بعدما وصلها وقد خسر عائلته في رحلة الموت. سافر من بيروت إلى مصر للقاء عائلته المؤلفة من والدين وشقيقة صغيرة، بالإضافة  إلى زوجة وولد. دفع مبلغ 2000 دولار أميركي لأحد السماسرة لإيصاله إلى ليبيا حيث حطت عائلته رحالها عبر رحلة بحرية فقدوا خلالها أمتعتهم كافة في البحر. وفي ليبيا دفع 2000 دولاراً أميركياً للإبحار إلى إيطاليا من منطقة قريبة من تونس في قارب كبير حمل 40 مهاجراً.

في تلك الرحلة تمّ إطلاق النيران على السفينة وأصيب 3 أشخاص بجروح وطُلب من ربان القارب العبور إلى اليابسة، لكنه رفض وأكمل طريقه، فأطلقت النيران على محركات القارب مما أدّى إلى غرقها فتوفت والدة أحمد على الفور مع ابنتها الصغيرة فيما غرقت زوجة أحمد أمام ناظريه ولم يستطع مساعدتها، حمل ابنه على ظهره وحاول السباحة.

أصعب اللحظات كانت عندما اختنق ابنه عُديّ فاضطر إلى رميه في البحر فأغمي عليه وحالفه الحظ عندما استيقظ عند ساحل إحدى الجزر الإيطالية. ساعدته قوات الإنقاذ الإيطالية وتعرفوا عليه من خلال الرقم الذي يحمله حول عنقه وبعد يومين وصل إلى جزيرة إيطالية أخرى. ومن إيطاليا نقله خاله إلى ألمانيا مع والده ومن هناك هرّبهما إلى هولندا علهما يجدان مكاناً آمناً هناك.

أصعب لحظة كانت عندما اختنق ابنه عدي فاضطر إلى رميه في البحر

ولزوج شقيقة أحمد، ابتهال قصة أخرى، عمار عمايري سافر من سوريا إلى تركيا ودفع مبلغ 15 آلاف دولار لأحد السماسرة لينقله بباخرة إلى الأراضي اليونانية، ونُقل من سفينة إلى أخرى بحجة تعطّل محركات السفينة ووجد نفسه قريباً من أحد الشواطئ ولم يكن يعرف اسم البلد الذي وصل إليه. طلب السمسار منه أن يرمي نفسه في البحر، رفض فأطلقوا النار عليه، فسبح باتجاه الشاطئ ليكتشف أنه في الأراضي المصرية. قامت قوة من الأمن المصري باعتقاله وأخذت جميع ممتلكاته وما زال محتجزاً في أحد السجون المصرية.

تواصلت فتاة قريبة من أحمد (25 عاماً) مع أحد السماسرة الذي طلب مبلغ 100 دولار لنقلها مع زوجها إلى الأراضي التركية، وتم الاتفاق مع 20 شخصاً يقيمون في بيروت على القيام بهذه المجازفة، لكن السمسار أخبرهم في اللحظات الأخيرة أنه سوف يوصلهم إلى مكان يبعد 2 كلم من الشاطئ التركي وعليهم إكمال طريقهم سباحة، مما دفع بالجميع بالعدول عن هذه الرحلة.

  أخبرهم السمسار عن نيته برميهم في البحر على مسافة 2 كلم من الأراضي التركية

هذه نماذج عن مصائر اللاجئين الذي هربوا من الموت في سوريا ليواجهوه في أمكنة مختلفة في المناطق المحيطة بسوريا،  فإلى متى تستمر المتاجرة بهم؟ وأين المنظمات الدولية لتؤمن لهم الحماية وتدافع عنهم من متاجرة المافيات؟

 

السابق
ما حصل في مزارع شبعا ليس رداً
التالي
هكذا ردّت علم الدين على صحافي سألها عن ثوب المحاماة