القصّة التي صدمت تلك العائلة اللبنانيّة: تزوّج شقيقة عشيقه!

كانت مفاجأة يوم وصلته دعوة لحضور زفاف أحد أقاربه، لم يصدّق، أعاد قراءة البطاقة مرّات عدّة علّه يجد معلومة تكذّب ما ظنّه مزحة، ولكن لا، الأمر صحيح والقرار نهائي، ابن عمّه المثلي جنسيًا سيتزوّج بعد شهر!

شقيقة حبيبه!

كان وقع الخبر صادمًا له، ما دفعه إلى طرح مجموعة من الأسئلة؛ كيف سيتزوّج مَن كان يرفض فكرة الارتباط بفتاة؟ من هي تلك التي ارتضت به زوجًا؟ كيف أمكنه خداعها؟ تساؤلات زاد وهجها عندما علم أن العروس المرتقبة هي “شقيقة حبيبه”… ليست حكاية من الخيال ولا حبكة دراميّة لأحد المسلسلات، ولكنها قصّة من عشرات يخبئها المجتمع اللبناني. إنها قصّة ريم التي تزوّجت بول حبيب شقيقها روني.

زواج مريب

“كعائلة كنّا نعلم أن بول مثلي الجنس، حاولنا مساعدته مرارًا لكن من دون نتيجة إلى أن توفي والده المريض قهرًا. إنه شاب وسيم وميسور، قلّة من الأقارب ظل على تواصل معه، نكروه ووضعوا حرمًا عليه، كنت أتابع أخباره من خلال “الفايسبوك” وألتقيه بين الفترة والأخرى”، وفق ما يؤكّده قريبه جاد لـ”النهار”.

ويتابع: “على مدى سنة كاملة، كنت أشاهد صوره في وضعيّات حميمة ومثيرة للريبة مع أحد الشباب، كانا معًا في أغلبية الوقت، في سهراتهما وأسفارهما، كانا يتبادلان رسائل الحبّ علنًا، لكن المفاجأة عندما أعلن نيّته الزواج قريبًا، ظننت بداية أنه يمزح إلى أن وصلتني بطاقة دعوة ذلك الزواج المريب”.

طفل وحياة سعيدة

اتصل جاد بابن عمّه ليستوضح منه الأمر، فأكّد له أن عرسه قريب وأنه لا يمزح في هذا الشأن، خصوصًا بعدما وجد فتاة أحلامه. أمّا المفاجأة الكبرى فكانت عندما علم أن العروس المختارة هي شقيقة روني، صديق بول أو “حبيبه المفترض”. ويقول جاد: “اكتشفنا الأمر خلال العرس، لم أفهم كيف يمكن أخًا أن يرمي بأخته إلى مصير مماثل، ولو كان العريس شابًا وسيمًا وميسورًا. كيف ارتضت الأمر، ألم تكن تعرف أخبار شقيقها وابن عمّي؟ قصّته عبارة عن مفاجآت وصدمات متتالية، منذ مراهقته مرورًا بزواجه ووصولًا إلى انتظاره مولوده الأوّل، يعيش الثلاثة حياة سعيدة بحسب ما نراه في الصور، دائمًا معًا، ولكن هل هذه حياة؟”.

التفاف على المجتمع

بداية، لماذا اختار بول وروني التخلّي عن بعضهما بزواج الأوّل شقيقة الثاني؟ ما الذي دفعهما إلى هذا الخيار؟ ولماذا قبلت ريم هذا الواقع؟

تشرح الاختصاصيّة في علم النفس، الدكتورة كوزيت عبود، لـ”النهار”: “لا شكّ في أن الشابين لجآ إلى هذا الخيار ليبقى الواحد مع الآخر لا ليبتعدا، فبهذه الطريقة تكتسب علاقتهما شكلًا شرعيًا، خصوصًا أن العلاقات المثليّة غير مقبولة اجتماعيًا. وجدا أنها الطريقة الأمثل لتغطية علاقتهما بطريقة شرعيّة تسمح لهما بالبقاء معًا، فكانت هذه العلاقة المثالثة، فهما يدركان استحالة زواجهما وتأسيسهما عائلة، لكن علامات الاستفهام الأكبر تتجّه نحو سبب قبول الفتاة بهذه العلاقة”.

دوافع الفتاة

وتشرح عبود هذه الأسباب قائلة: “قد تكون الفتاة تعلم بعلاقة زوجها وشقيقها، وقد لا تعلم بها. في الحالة الأولى، هي تقدم على الزواج لأنها باللاوعي تعيش عقدة أوديب مع شقيقها وتريد البقاء معه في شتى الطرق. أما في الحالة الثانية، قد تكون هي المخدوعة في القصّة ولكن ما من إنسان غبيّ ولا يشعر بقرارة نفسه بوجود أمر ما، ولكن كبتها لهذا الإحساس يعود إلى تكوينها النفسيّ ورغبتها في البقاء بالقرب من شقيقها خصوصًا إذا كان أكبر منها، وذلك من خلال شخص مقرّب منه”.

حريّة جنسيّة

وعن المنحى الذي يمضي فيه المجتمع تردّ عبود: “المجتمع اللبناني كما كثير من المجتمعات الأخرى الغربيّة والعربيّة يرفض العلاقات المثليّة، لكن المثليين جنسيًا يدافعون عن أنفسهم ويرفضون تهميشهم باعتبار أن ما يقومون به يندرج ضمن إطار حريتهم الشخصيّة وحريّة التعبير عمّا يشعرون به من دون أن يضرّوا أحدًا. لا يمكننا تحليل منحى المجتمع بعد سنوات من الآن، ولكن الأكيد أننا نمضي نحو مزيد من الحريّة الجنسيّة”.

(النهار)

السابق
فيضان الزهراني يذهب هدراً إلى البحر
التالي
أفضل البلدان للعمل وكسب المال