.. هكذا وقع الإسرائيليون في كمين شبعا

قالت “السفير” أن ثمة أسئلة وأسرار مرتبطة بعملية مزارع شبعا، كما بمعظم عمليات المقاومة، ستكون الأيام وحدها كفيلة بكشف البعض منها، وفي الأولوية منها “سرّ” تمكّن مجموعة صغيرة من مجموعات “النخبة” في المقاومة من دخول منطقة عمليات حيوية جداً للجيش الإسرائيلي، ثم الخروج منها، من دون أن تترك أثراً، وهو الأمر الذي جعل فرق التفتيش الاسرائيلية تعمل ليل نهار لفك أحجية هذا التسلّل الكبير، وهل يمكن أن يكون قد حصل عبر أحد الأنفاق المموّهة، وهي فرضية يضعها الإسرائيليون في حسبانهم، بدليل أنهم أوعزوا الى فرقهم لليوم الثاني على التوالي بالمضي في أعمال الجرف في محيط مستوطنة زرعيت التي يشتكي المستوطنون فيها من سماع ضجيج ليلي يومياً (منذ نهاية 2006)، يعتقدون أنه ناجم عن حفر أنفاق حدودية.

وقالت “السفير” إن شريط “الفيديو” الذي صوّره “الإعلام الحربي” في المقاومة، فإن نشره له توقيته وظروفه، واللافت للانتباه أن المشاهد تم التقاطها من مسافة قريبة جداً وتظهر جزءاً من ساحة العملية قبل وقوعها وخلالها وبعدها، وهي تجيب على الكثير من الأسئلة والروايات الإسرائيلية حول ظروف العملية ونتائجها.

ووفق تقرير كتبه محرّر الشؤون الإسرائيلية في “السفير” حلمي موسى، فإن التحقيق العسكري الإسرائيلي، الذي نشره موقع “يديعوت” الألكتروني، بيّن أن موكباً قيادياً من لواء “جفعاتي” كان يضم خمس عربات كانت في طريقها إلى خط المواقع في أعالي مزارع شبعا. وسارت القافلة باتجاه الطريق العسكري الخلفي للمزارع، لكن بناء على أمر من قائد لواء “حيرام” عادت القافلة على أعقابها. في هذه الأثناء، أطلق مقاتلون من “حزب الله” 6 صواريخ مضادة للدروع من طراز “كورنيت” متطورة باتجاه القافلة.

ويشير التحقيق وفق “السفير” إلى أنه تواجد في العربات الخمس أكثر من عشرة ضباط من كتيبة “صبار” من لواء “جفعاتي” وصلوا لتعزيز القوات الإسرائيلية في المنطقة، وأن صعودهم إلى خط المواقع العليا كان في إطار التعرف على تلك المنطقة. وهكذا في الطريق الذي يربط بين كريات شمونة والطريق المدني المؤدّي إلى قرية الغجر، وبعد التقدم 400 متر شمالاً نحو الطريق العسكري عادت القافلة لتقف عند حاجز عسكري موجود لمنع المدنيين الإسرائيليين من غير سكان الغجر من عبور الطريق بسبب التوتر بعد غارة القنيطرة. وحينما توقفت القافلة عند الحاجز كانت قوة رصد من “حزب الله”، يُعتقد أنها كانت على مسافة 4 كيلومترات باتجاه الخيام، تنتظر عودة القافلة من خط المواقع العليا. واستغلت خلية “حزب الله” الظرف فأطلقت أول صاروخ أصاب عربة D-MAX.

السابق
بيل غيتس يريد تعلّم اللغة العربيّة
التالي
خطة البقاع ونزع الشعارات على الباب