معدل رواتب موظفي الكازينو: 6000 دولار!

كازينو لبنان
عدوى الإصلاح ومحاربة الفساد وصلا الى كازينو لبنان، ليرفع الغطاء السياسي ويصرف 191 موظفا "غير مطابقين" محسوبين على شخصيات سياسية عريقة.

هذا الإجراء الذي يختلف البعض على توصيفه بين إصلاحي أو تعسفي لم يأخذه اللبنانيون على محمل الجد. فالواسطة والمحسوبيات المستشرية في كل المؤسسات أمر مسلم به في لبنان، ولكن قرار مساءلة ومحاسبة هؤلاء لا سيما أن معظمهم مقربون من المسؤليين لعدم إنتظامهم كان صادمًا. وتحول الأمر الى أزمة سياسية، رغم أن القرار تمّ بإجماع الأطراف السياسية، فتفاعلت قضية المصروفين من عملهم مجبرين الكازينو على اقفال أبوابه وعدم استقبال «الزبائن» جراء اعتصامهم المستمر حتى اليوم.

اللائحة إذاً شملت من يتقاضون أجورهم من دون مواظبتهم على العمل أو الإلتزام بالدوامات والواجبات المطلوبة منهم. للوهلة الأولى نظن أن القرار تعسفي فعدد المصروفين لا يستهان به، لكن الغاية تبرر الوسيلة، هؤلاء باتوا يشكلون عبئا كبيراً على الكازينو. فتردي الأوضاع يضع مستقبل الشركة ووجودها في خطر.

وكشفت مصادر مطلعة على الملف لموقع “جنوبية” أنّه “ووفقاً لدراسة، الكازينو سيقفل حتماً إذا لم تجر هذه الإصلاحات”. وكشفت المصادر عن أن “المؤسسة تُسرَق بنسبة 150 %، فضلاً عن التجاوزات فيها وخلق وظائف وهمية كمدرسة التدريب والمسرح والترفيه التي لا يحضر موظفوها الا في الصباح للتوقيع على دفتر الحضور”.

واللّافت أيضاً أن في قسم العلاقات العامة يصل راتب 18 موظفا، الأقل بينهم 6000 دولار، فضلاً عن عمل هؤلاء في مؤسسات أخرى ومنهم من سافر إلى الخليج للعمل. علماً أن عمل موظفين الدولة في مكان آخر مخالف للقانون.

بين مستقبل الكازينو وبين صرخة بعض المصروفين الموجعة مِمَن ظُلموا جراء هذا القرار، هل جميع المتظاهرين أمام الشركة اليوم محسوبين على الجهات السياسية؟ هل هذا القرار منصف، لا تشوبه شائبة؟

ففي هذه الحالة يمكننا تطبيق مبدأ التفرقة والتمييز، فوقع قرار الصرف على الموظف العادي يختلف وقعه على زوجة النائب فلان أوشقيق زوجة فلان كما ورد في مواقع نشرت أسماء المحسوبين على شخصيات سياسية، ومن بينهم كل من شقيق النائب ايلي كيروز، وشقيقي أحمد البعلبكي المساعد الأساسي للرئيس نبيه بري، وشقيق زوجة الوزير وائل ابو فاعور، وزوجة النائب زياد اسود، ومقدّم الاخبار في تلفزيون الـ”ال بي سي” ماريو عبود، وابن خالة محمد شعيب رئيس مجلس ادارة بنك انترا وشقيق مرافق الرئيس نبيه بري.. .

وكان لموقع جنوبية حديث مع المحامي شربل عيد مسؤول قطاع النقابات في حزب “القوات اللبنانية”، الذي طالب بالعودة عن قرار صرف الموظفين في كازينو لبنان.

واعتبر عيد أن “قرارالصرف لم يكن منصفًا للعديد من الموظفين، ومنهم شقيق النائب ايلي كيروز الذي كان حريصًا على تطبيق خطة اصلاحية منذ أشهر، مرفقة بوثائق تكشف العديد من الصفقات المشبوهة”، مع الإشارة الى أننا لا نزال بإنتظار إرسال الوثائق المزعومة. وأكّد عيد أن “الكازينو مقفل وسيظل مقفلاً”.

السابق
«داعش» يسعى «لنصر معنوي» باطلاق ساجدة الريشاوي
التالي
مجلس الوزراء أقر رفع عديد قوى الأمن الداخلي ليصبح 35 ألفاً