السنيورة في احتفال للمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان: المركز الوقائي بات مرجعا يعكس زيادة الوعي

السنيورة

احتفل المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان بمرور سنتين على إطلاق العمل في المركز الوقائي الإجتماعي التابع له، باحتفال في بلدية صيدا، عرض خلاله أعمال المجلس الهادف الى الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات ومكافحتها، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، النائبة بهية الحريري، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران، ممثل المطران الياس الكفوري الأب نقولا باسيل، محافظ الجنوب منصور ضو، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، المسؤول السياسي “للجماعة الإسلامية” في الجنوب بسام حمود، امين عام التنظيم الشعبي الناصري اسامه سعد، منسق تيار “المستقبل” في صيدا والجنوب ناصر حمود، الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري، رئيس الشبكة الاقليمية للحد من المخدرات ايلي اعرج، ممثل قائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة الملازم اول هاني القادري، رئيس مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب المقدم هنري منصور، مدير “دار العناية” الاب نقولا صغبيني، السفير عبد المولى الصلح، ممثلون عن قوى لبنانية وفلسطينية وهيئات إجتماعية ونقابية وصحية وتربوية وإقتصادية وقانونية وشخصيات.

وكان في استقبال الحضور رئيسة المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان عضو المجلس البلدي ورئيسة جمعية “المواساة” عرب رعد كلش وأعضاء الهيئة الإدارية في المجلس.

وقد تأسس المجلس بمبادرة ودعم من السنيورة، وبتمويل كويتي من الشيخ بدر الحميضي ومن الصندوق العربي للانماء الإقتصادي والإجتماعي. وقد تلاقت هذه المبادرة مع احتضان بلدية صيدا وجهود 12 جمعية ومؤسسة اهلية تمثل مختلف الأطياف الفاعلة في المدينة والجوار مع مبادرة من أحمد نجيب نحولي بتقديم مقر موقت للمركز في الهلالية.

استهل الحفل بالنشيد الوطني، فكلمة ترحيب من عريف الحفل طارق ابو زينب، ثم عرض لشهادة مصورة لاحدى الحالات التي تابعت علاجها عن طريق المركز الوقائي الاجتماعي التابع للمجلس واستطاعت الاقلاع عن تعاطي المخدرات. وشهادة لأم تابعت حالة ابنها عن طريق المركز.

حمتو
ثم تحدث عضو المجلس الاهلي رئيس تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا والجوار ماجد حمتو ومسؤول اللجنة الادارية في المجلس جورج حايك، عن أهداف ورؤية المجلس الاهلي لمكافحة الادمان وحصاد سنتين من اعماله، اضافة الى الاهداف المستقبلية التي يتم العمل عليها لجهة بناء مستشفى تخصصي في منطقة القرية لمعالجة المدمنين.

السعودي
أما رئيس بلدية صيدا، فقال: “لقد ساهمت الحملات الاخيرة التي قامت بها وزارة الصحة بشكل كبير في كشف العديد من التجاوزات التي كانت تهدد حياة المواطنين بشكل يومي. ان التقارير المتتالية التي تطالعنا يوميا عما وصلنا اليه من انتشار للمخدرات بين شبابنا وطلاب الجامعات ووصلت اخيرا الى طلاب المدارس من كافة الاعمار، تؤكد لنا ان جشع مروجي وتجار المخدرات لا يعرف حدودا”.

أضاف: “ان موضوع المخدرات قد تجاوز كل الخطوط الحمر، واصبحنا بحاجة ليس الى خطة عمل عادية، بل الى خطة طوارىء على مستوى الوطن لنتمكن من مواجهة هذه الحرب الشعواء التي لا يعرف اربابها اي آداب”.

وبارك للمجلس الاهلي “قطعة الارض الجديدة التي تم شراؤها والتي سيتم انشاء مبنى جديد عليها، سيكون المركز الدائم لمحاربة الإدمان، ونقطة متقدمة على ارض المعركة”.

الكلش
بدوره، قال رئيس المجلس الاهلي لمكافحة الادمان عرب كلش: “بعد أن تفاقمت آفة المخدرات وأصبحت تلامس الخطوط الحمراء لتقاليد هذه المدينة العريقة وتفتك بعقول وأجساد شبابنا، فكان لا بد من إيجاد حل لهذه المشكلة المستعصية. نحن نعتبر كما صنفت منظمة الصحة العالمية أن المدمن هو شخص مريض وبحاجة إلى علاج جسدي ونفسي، من هنا أيقن المجتمع المدني أن من الواجب عليه إتخاذ خطوة فعالة لمعالجة هذه الآفة، ولكن كان لا بد من وجود مبادر لتنفيذ هذه الإرادة ومن أولى من دولة الرئيس فؤاد السنيورة لهذه المبادرة. فقد تلاقى مع هيئات المجتمع المدني التي تعنى بهذا الموضوع وتجاوبت معه، وكان مقتنعا ومصرا على أن يشكل هذا المجلس من كافة شرائح المجتمع لأنه مؤمن بأن هذه الآفة تطال كل مكونات المجتمع المحلي”.

أضاف: “تردد على هذا المركز حتى اليوم 110 مرضى منهم من شفي ومنهم على طريق الشفاء بعد تحويلهم إلى المستشفى للتنظيف (Detox) ومن ثم تحويلهم إلى مراكز التأهيل خارج مدينة صيدا. من هنا رأى دولة الرئيس الحاجة الملحة لإنشاء مركز وطني وإقليمي يخدم هذه المنطقة. وتحت عنوان الوقاية خير من العلاج، ففقد وضع المجلس الأهلي في خطته برنامج التوعية والوقاية الذي بوشر بتنفيذه في مدارس صيدا وجامعاتها بعد التشاور والتنسيق مع رئيسة لجنة التربية النائبة بهية الحريري”.

وأوضح أن “المجلس قام بأنشطة رياضية مختلفة ضمن المدينة بالتنسيق مع الوزارات المختصة والقوى الأمنية ومكتب مكافحة المخدرات”، داعيا “الفاعليات الدينية والروحية الى إلقاء الضوء على مخاطر آفة الإدمان ومدى تعارضها مع تعاليمنا الدينية والروحية”.

السنيورة
أما السنيورة فقال: “مرت سنتان على افتتاح مركز المجلس الاهلي لمكافحة الإدمان، وها نحن اليوم نضيء شمعة جديدة لسنة جديدة نأمل أن تتجدد وتتعزز فيها جهود هذا المجلس الذي برهن أنه على قدر عال من المسؤولية. وهو قد حمل مسؤولية هذه القضية الأخلاقية والصحية في هذه المنطقة بكل جدية وجعل من التصدي لها ومعالجتها جزءا من برنامج عمله. ذلك ما سمح لنااليوم أن نجتمع لنسلط الضوء على هذا الإنجازالذي حققه المركز في السنتين الماضيتين ولنجدد العزم على المتابعة في الآتي من الأيام”.

وأشار الى أن “الإدمان على المخدرات آفة اجتماعية وصحية تنتشر في صفوف الشباب وغيرهم وفي مختلف الأوساط والعديد من المجتمعات الإنسانية على اختلاف أنظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويزداد انتشارها مع توسع انتشار وسائل التواصل لتطال جميع فئات المجتمع، وبين مختلف الفئات العمرية مع نسبة مرتفعة بين الفئات الشابة. والمؤسف أيضا هو زيادة نسبة المتعاطين أو المروجين بين فئات النساء اليافعين”.

وقال: “هذه السموم المخدرة التي تنتشر في مجتمعنا، تنقض على شبابنا الذين هم عماد المستقبل. فهم يتعاطون المخدرات غير آبهين بمخاطرها، ومع مرور الوقت يصبحون أسرى لهذه المواد السامة، بحيث يستعصي عليهم بعد ذلك التخلي عنها بسهولة. هذه المشكلة قد أصبحت من أهم المشكلات الوطنية التي تبدد الأنفس والأموال، وهي ظاهرة انحرافية اذ تخرج عن القواعد السلوكية والمعايير الأخلاقية أو الدينية أو القانونية. إن ظاهرة الإدمان هي من المشكلات الملحة، ويتطلب التصدي لها رغبة وإرادة كبيرتين من طرف المدمن نفسه ومن طرف المجتمع وحيث تحتاج أيضا إلى مشاركة الجمعيات الأهلية وجميع الجهات الرسمية والشعبية لمكافحتها”.

أضاف: “كما سبق لنا في مدينتنا صيدا أن استولدنا من رحم مشكلة مكب النفايات فرصة استثنائية متمثلة بحديقة ستصبح مع نهاية هذا العام من أهم وأجمل الحدائق في كل لبنان وحيث سنستحدث ايضا ولمصلحة مدينة صيدا مساحة اضافية تضاف إلى مساحة المدينة والتي يعود الفضل في كل ذلك للمغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، فإننا قد استولدنا كذلك أيضا من رحم مشكلة الادمان المتفاقمة عزما أكيدا للتصدي لهذه الآفة وأضفنا إلى مدينة صيدا مؤسسة جديدة لمعالجة ظاهرة خطيرة مستفحلة في لبنان وهي المجلس الأهلي لمكافحة الادمان”.

وتابع: “صحيح أنه كانت هناك عدة جمعيات من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية في المدينة تسعى منفردة للتصدي لهذه المعضلة، إلا أن هذه الجهود المتناثرة لم تكن على المستوى الذي يقتضيه تعاظم وتفاقم هذه الحالة. لذلك سعينا منذ أكثر من ثلاث سنوات لكي تتعاون هذه الجمعيات سوية لتأسيس المجلس الأهلي لمكافحة الادمان بما يمكنهم مجتمعين ومتعاونين من العمل على مواجهة المشكلة المستعصية توصلا لإنشاء وتشغيل مركز دائم ومتخصص للتصدي ولعلاج مشكلة الادمان في المدينة وما حولها. وعلى ذلك فقد تأسس هذا المجلس من مختلف ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في مدينة صيدا وجوارها ومن كافة المذاهب والأطياف السياسية والاجتماعية في المدينة بحيث تجتمع جميعها في كيان واحد للاسهام في التصدي لهذه الآفة الاجتماعية والخطيرة ومحاصرتها”.

وأوضح أنه “بناء على ذلك فقد أصبح مجلس إدارة هذه الجمعية مؤلفا من أعضاء ممثلين لجمعياتهم استنادا إلى ما راكموه من خبرات على مدى سنوات عدة في هذا المجال. ولقد تضافرت مع ذلك جهود متفانية من أجل استنهاض الهمم والحصول على الدعم المادي المحلي والعربي. وعلى ذلك فقد جرى التقدم بالتوازي وعلى عدة مسارات في آن معا بالتعاون مع عدد من الأشخاص والفعاليات والجهات الواهبة في لبنان والبلاد العربية من أجل الاسهام في تحقيق هذا المشروع الهام وكذلك من أجل التقدم على مسار إنشاء المركز الدائم لهذا المشروع وذلك انطلاقا من المبنى المؤقت الذي تم تأهيله والذي تقدم به رجل كريم من مدينة صيدا وهو الحاج الفاضل أحمد نجيب نحولي مشكورا”.

ولفت الى أن “كوكبة من الإخوة والمؤسسات اللبنانية والعربية قد أسهمت في توفير الدعم المالي لهذا المشروع بعدما لمسوا مستوى الجدية ودرجة الالتزام بهذا المشروع الأخلاقي والصحي وآمنوا به ودعموا قيامه ومنهم وعلى وجه الخصوص الإخوة في الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بالكويت وفي مقدمهم معالي الأخ عبد اللطيف الحمد والأمير طلال بن عبد العزيز وغيرهم كثير، مما مكن المجلس الأهلي من البدء بتأمين الخدمات التي تتضمن إقامة حملات التوعية والتثقيف، وورش العمل والتدريب للمرشدين الاجتماعيين لمتابعة أوضاع المدمنين ومحاولة تأمين المعالجة للبعض منهم تمهيدا لإنشاء المبنى الدائم والمستقل للمركز المتخصص الذي يستطيع أن يقدم البرامج العلاجية والتوعوية عالية الجودة”.

وقال السنيورة: “لقد شهدتم كما سمعتمم اليوم ان هذه الاعداد وللاسف تزيد اسبوعيا فقد كانت مع نهاية والعام الماضي 100 حالة واليوم أصبحت 112 حالة. من جهة، هذا أمر مؤسف، ولكنه من جهة أخرى يعبر عن نجاح استراتيجية هذا المركز الذي بات مرجعا للمرضى المدمنين في المنطقة وهو مما يعكس ايضا زيادة الوعي لدى افراد المجتمع وانحسار الحرج الاجتماعي وبالتالي ازدياد ثقة المجتمع في خدمات المركز وبجهود العاملين فيه”.

أضاف: “هذا المركز اصبح يستقبل اليوم هذه الحالات من مختلف الفئات العمرية، وقد اصبح بعضهم في مرحلة التعافي ضمن برنامج اعادة التأهيل وبإشراف المعالجين النفسيين عبر جلسات علاج فردية وجماعية، من اجل تجديد ثقتهم بأنفسهم وتمكينهم من العودة لمزاولة حياتهم الطبيعية وتعزيز اعادة اندماجهم بالمجتمع. ايضا يتم تنظيم لقاءات دورية مع أهالي المدمنين لتعريفهم بشكل مستمر على حالة أبنائهم وكيفية متابعتهم وأهمية دورهم في نجاح العلاج او في تجنب الاصابة من حيث المبدأ وتصويب مسيرة أبنائهم. ويشمل ذلك الاستماع إلى آراء عائلاتهم وتحفيزهم لإطلاق مبادرات في مجال مكافحة المخدرات ضمن برنامج العمل معهم”.

وتابع: “نحن قاب قوسين او ادنى من اجل التوصل لعملية شراء الارض المناسبة لهذا المشروع المتميز، والمجلس يعمل حاليا على انجاز المعاملات الرسمية مع أصحابها لتسجيلها والبدء بعملية البناء وذلك مع استكمال جمع المبالغ اللازمة لذلك. ليس الامر سهلا ولكن لا شيء يستعصي على الارادة والتصميم والمثابرة والتحسس الحقيقي بالمشاكل التي تنهش في مجتمعنا ونحن عينة من هذا المجتمع في صيدا ليست هذه هي المشكلة مقتصرة فقط على مدينة صيدا وجوارها بل هي تنهش في المجتمع اللبناني كما في مجتمعات اخرى خارج لبنان، لكن علينا ان نتنبه نحن في هذه المدينة وفي جوارها على ماذا يجب ان نركز جهدنا في هذا الشأن. كما يجري العمل على تأليف مجلس الأمناء لهذه الهيئة بما يسهم في تعزيز دور المجلس الاهلي وتمكينه واقداره على ان يحصل على الدعم اللازم من شتى الفئات في مدينة صيدا وجوارها وخارج المدينة. وهنا اود ان اشدد على مسؤوليتنا جميعا، هذه المسؤولية لا تقتصر فقط على اعضاء المجلس الاهلي او على نائبي المدينة او على رئيس واعضاء المجلس البلدي، فكلنا معنيون ومستهدفون ومطلوب منا ان نسهم حقيقة في التصدي لهذه المشكلة”.

وأردف: “ان النجاح الذي شهده المجلس خلال السنتين الماضيتين ليس إلا دليلا على أن هذا المشروع سيصبح بإذن الله وبهمة عناصره نموذجا من حيث مكوناته وتفانيهم في العمل والانجاز. ورغم التنوع في خلفية أعضاء مجلس ادارة هذا المجلس، إلا أن الاتفاق في ما بينهم على التصدي لهذه الظاهرة الخطرة جمعهم ومكنهم من العمل بذهنية الفريق الواحد ومكنهم من انجاز الكثير في وقت قصير. وهو إنجاز بحد ذاته بالنسبة لمدينة صيدا بما يعطينا النموذج الصالح أنه بإمكاننا أن نعمل ونتعاون سوية في شؤون حياتية بالرغم من تباين وجهات نظرنا وقناعاتنا السياسية في مسائل عديدة أخرى. فحقا كما يقال “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”.

وأوضح أن “ثمة تحديات وعقبات تواجه المرضى المدمنين من أهمها: الوصمة (المجتمعية) التي تلاحقهم، والخوف من الملاحقة القانونية، وعدم الدراية بتوفر العلاج، أو عدم التمكن من الوصول إليه، إلى جانب عدم قناعة البعض من نجاعة العلاج ونجاحه. من هنا تأتي ثقة المريض بهذا المركز الذي يعمل على حماية مرضاه ويحافظ على سرية معلوماته، ويوفر لهم الأمن والأمان والصحة المتجددة”.

وختم: “ان ما نجحنا في تحقيقه حتى اليوم انا وزميلتي السيدة بهية ومعنا رئيس البلدية الاستاذ محمد السعودي والمجلس البلدي لمدينة صيدا وايضا اعضاء هذا المجلس، لهو دليل على أهمية تضافر الجهود المحلية وقدرتها على اجتذاب الاهتمام والثقة والدعم، حيث إنه لم يكن ممكنا تحقيق ذلك بدون الثقة العالية التي حصلنا عليها. لكن التقدم على مسار الإنجاز المستقبلي في هذا المشروع وغيره لا يمكن أن يتم إلا بمساعدتكم أنتم بداية اهل المدينة. وأنا على ثقة بأنكم ستقدمون هذه المساعدة وتجودون بالدعم مهما كان محدودا إلا أنه سيكون الجاذب الحقيقي والمحفز الأساسي لاستمرار وتحسن الدعم اللبناني والعربي لهذا المشروع الاخلاقي والصحي الهام”.

السابق
تيننتي: الوضع في الجنوب هادىء وما حصل خرق لل1701
التالي
مجلس الوزراء: لبنان ملتزم بال 1701