التعدُّدِيّة المسيحيّة: نقمة أم نعمة؟

كتب شارل جبور في “الجمهورية”: التعدُّدِيّة المسيحيّة: نقمة أم نعمة؟

“يتغنّى” المسيحيون بتعدُدِيَتهم السياسية التي تميِّزهم عن سائر الطوائف في لبنان، هذه التعدُدِيَة التي لا يمكنُ للحياة السياسية الديموقراطية أن تستقيمَ من دونها. الثغرة الكبرى في تكوين فريق ٨ آذار تتمثل بغياب المكوّن السنّي الوازن. والثغرة الكبرى في تكوين فريق ١٤ آذار تتمثل في غياب المكوّن الشيعي الوازن. والثغرة الكبرى في ٨ و١٤ آذار تتمثل في غياب المكوّن الدرزي الوازن، فيما المكوّن المسيحي يتمثل بقوة وبشكل متوازن بين الفريقين. وقد دلت التجربة منذ العام ٢٠٠٥ بالحدّ الأدنى أنّ التعددية المسيحية لم تنسحب على الطوائف الأخرى، الأمر الذي جعل نتائج أيّ انتخابات نيابية محكومة بالتشارك بين ٨ و١٤ آذار حرصاً على عدم تغييب أيّ مكوّن تمثيلي، ما أدّى إلى تعطيلِ اللعبة الديموقراطية التي تَفترض أن يحكم الفريق الفائز ويعارض الفريق الخاسر. وفي وقتٍ لا يبدو في الأفق وجود أيّ ملامح لتبَدُلٍ في البنية السنّية والشيعية والدرزية من الأحادية أو الأحادية-الثنائية نحو التعددية، تتحوّل التعددية المسيحية، ويا للأسف، من نعمة إلى نقمة، لأنها تضعف الموقف المسيحي في الدولة، وتجعل الصوت المسيحي الانتخابي في المناطق المختلَطة غير مؤثر بفعل الانقسام المسيحي.

السابق
لا عزاء لعون في السعودية!
التالي
العثور على جثة سوري في الدبابية عكار