قمة الرياض تُرسخ «التفاهم الوثيق» بين السعودية وأميركا

كتبت “الحياة” تقول: أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز محادثات في الرياض أمس مع الرئيس باراك أوباما وصفها سياسيون جمهوريون وديموقراطيون بـ”الأهمية”. وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل أوباما والأميركية الأولى ميشيل أوباما والوفد المرافق، الذي ضمّ عدداً كبيراً من الوزراء الحاليين والسابقين وأعضاء في الكونغرس ومسؤولين حاليين وسابقين، حرصوا على تقديم التعازي إلى الملك سلمان وولي العهد وولي ولي العهد في وفاة الملك عبدلله بن عبدالعزيز. ويعتبر الوفد المرافق لأوباما الأكبر من نوعه في زيارة خارجية للرئيس الأميركي، فضلاً عن أن الزيارة نفسها للرياض تعد استثنائية وغير مسبوقة. واستبق الرئيس الأميركي زيارته للرياض بتأكيد رغبة الحكومة الأميركية في التعاون بشكل وثيق مع السعودية، في شأن الأمن القومي. وشدد أوباما، في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” قبيل مغادرته الهند متوجهاً إلى السعودية، على أن الجزء الأكبر من زيارته يتركز “فقط على التعزية في الملك عبدالله الذي قدم إصلاحات في المملكة”.

ورافق أوباما في زيارته منافسه الجمهوري في انتخابات العام 2008 السناتور جون ماكين، وعدد من مخضرمي الإدارات الجمهورية السابقة، بينهم وزيرا الخارجية في إدارة جورج بوش الأب جيمس بيكر، وإدارة جورج بوش الابن كوندوليزا رايس، ومستشارا الأمن القومي السابقان برنت سكوكوروفت، وستيفن هارلي. كما رافقه عدد من أبرز مسؤولي إدارته، وفي مقدمهم وزير الخارجية جون كيري، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. ايه) جون برينان، وقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن. وذكر البيت الأبيض أمس أن عدداً من أعضاء الكونغرس من الديموقراطيين رافقوا أوباما الى الرياض، ومنهم السناتور مارك وارنر (فيرجينيا)، وورئيسة الأقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي (كاليفورنيا)، وآمي بيرا (كاليفورنيا)، وإيليوت أنجل، وجوزيف كراولي (نيويورك).

وكتبت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس أن ضخامة حجم الوفد المرافق للرئيس الأميركي يظهر الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لعلاقتها مع السعودية.

وشمل الوفد الأميركي مستشارة الرئيس لشؤون قضايا الإرهاب ليزا موناكو، ومستشار الرئيس السابق بيل كلينتون لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر، ومستشارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش لمكافحة الإرهاب فرانسيس تاونسند، والسفير الأميركي لدى الرياض جوزيف ويستفال. وقال وزير الخارجية السابق جيمس بيكر إنه يعتقد بأن من المهم أن تظهر الولايات المتحدة للسعودية كيف تثمِّن العلاقة بينهما. وأضاف، من على متن الطائرة التي أقلت وزير الخارجية كيري للانضمام الى وفد أوباما في الرياض، “هذا الوقت عصيب وحساس بدرجة غير عادية في الشرق الأوسط”. وأن “المملكة العربية السعودية تنعم بالاستقرار”. وزاد “إذا نظرت حولك، خصوصاً ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية في اليمن، سترى السعودية محاطة من كل الجوانب تقريباً بدول تعاني مشاكل صعبة بشكل غير عادي، إذا لم تكن دولاً فاشلة”.

وقال السناتور ماكين إن “السعودية تمثل حصناً رئيسياً ضد التوسع الإيراني”. وأشار إلى أن إيران تسعى إلى توسيع نفوذها في البحرين والعراق ولبنان وسورية واليمن. وزاد “لا شك في أن الإيرانيين متحركون”. وذكر أنه لا يتوقع تغييرات كبيرة في السياسة السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وأشار معلقون أميركيون متخصصون في شؤون البيت الأبيض إلى أن زيارة أوباما الرياض، وبقاءه نحو أربع ساعات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، تمثل رسالة قوية لمساندة واشنطن المملكة، خصوصاً أن الرئيس الأميركي نادراً ما يقوم بزيارة خارجية عند وفاة زعيم أي دولة، باستثناء حضوره جنازة رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا في عام 2013.

وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي بنجامين رودز إن الزيارة “فرصة لنا للتأكد من أننا نصطف بشكل جيد للمضي إلى الأمام، حيث تكون لنا مصالح متقاطعة”. وأشار إلى تأكيد خادم الحرمين الشريفين، في أول خطاب له بعد توليه الحكم، استمراره في السياسات التي ظلت السعودية تنتهجها. وشدد رودز على أن القمة السعودية – الأميركية تطرقت الى القضايا الرئيسية التي يوجد فيها تعاون وثيق بين البلدين. ومنها الحملة ضد “داعش”، والوضع في اليمن. واستبعد نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي أن يكون النفط ضمن قضايا قمة الرياض أمس. وقال: “بصراحة نجري الحوار بهذا الشأن مع السعوديين عبر القنوات التي تعمل حكومتنا من خلالها في ما يتعلق بسياسة الطاقة”.
وأوردت وكالة “أسوشيتدبرس” أن الملك سلمان وأوباما أجريا محادثاتهما، بعد مأدبة عشاء قصيرة، واختتماها من دون الإدلاء بأي تصريحات. وكان أوباما أكد في مقابلته مع “سي ان ان” أنه لن يثير مع العاهل السعودي قضايا تتعلق بحقوق الإنسان. وقال رودز إن أوباما يريد أن يقيم النوع نفسه من “العلاقة الخاصة” مع الملك سلمان التي كانت تجمعه بالملك عبدالله بن عبدالعزيز.

(الحياة)

السابق
هل طالبت «النصرة» الدروز باشهار الاسلام وهددت مقاماتهم؟
التالي
مقتل عيسى فارس في مخيم عين الحلوة