الى ما يقود التوتر العالي المنسوب على «الحدودين»؟

مقدمات رد “حزب الله ” ومحور المقاومة الذي يشكل احد اعمدته على الضربة الاسرائيلية الموجعة التي تلقاها قبل فترة باستهداف احدى مجموعاته العسكرية في ريف القنيطرة بدات تتبدى ميدانيا قبيل نحو 72 ساعة من اطلالة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الاعلامية ليقول الكلمة المنتظرة وليعلن الموقف الحاسم في هذا الشان.

وابرز هذه المقدمات عمليات القصف المتبادلة على جبهة الجولان السوري المحتل والتي كانت فاتحتها امس من خلال اطلاق القذائف من الجانب السوري على مواقع اسرائيلية واستكملت صبيحة اليوم بغارات اسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية سورية مما خلق مناخات توتر لدى الجانب الاسرائيلي دفعه الى اتخاذ المزيد من الاجراءات والتدابير. ودفع صحيفة ” يديعوت احرونوت ” العبرية لان تكتب في صدر صفحتها الاولى اليوم العنوان العريض الاتي : “مخاوف من حرب مؤلمة في الجولان”.
وعلى الحدود اللبنانية – الاسرائلية بثت وسائل الاعلام صباح اليوم معلوما ت فحواها ان الاسرائليين دفعوا بتعزيزات عسكرية جديدة الى الجانب الاسرائيلي والى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة تحسبا وخوفا ،الامر الذي نشر اجواء توتر ودفع قوة ” اليونيفل ” الى التحذير من المساس بالوضع الذي اوجده القرار الدولي الرقم 1701.
وبصرف النظر عما يمكن ان تقضي اليه هذه المناخات والاجواء المتوترة خلال الساعات المقبلة وبمعزل عما اذا كانت الاوضاع ستتدحرج نحو المزيد من الاشتياكات ما من شأنه ان يوسع دائرة القلق والتوتر، فان اوساطا معنية بالامر في بيروت تضع المشهد كله في خانة 3 ابعاد:
الاول : بعيدا من الجهة التي اخذت الاوضاع نحو مناخات التوتير عبر اطلاق الصواريخ امس على الجانب الذي تحتله اسرائيل في الجولان فالواضح ان حزب الله ومحوره لم يخسرا من هذا التطور الدراماتيكي كونه يبدد مقولة اشاعتها اخيرا بعض الجهات وجوهرها ان الحزب ومحوره عموما ليسا في وارد الرد على الضربة التي تلقياها اخيرا في ريف القنيطرة وادت الى سقوط 6 من كوادر الحزب العسكريين ومعهم جنرال من الحرس الثوري الايراني اماً عجزا وقصورا  او تخوفا من ردة فعل واسعة تدفع الامور الى مرحلة يصعب التحكم بمسارها وبمالها.
الثاني : ان ما حصل في الساعات ال24 الماضية من تطورات امنية متسارعة سواء في الجولان او على الحدود اللباتنية – الاسرائلية جسد بطريقة او باخرى رغبة عارمة لدى محور المقاومة في ادخال تغييرات على قواعد اللعبة المألوفة على نحو يوسع من ميدان المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي ويفتح جبهة كانت حتى الامس ساكنة تماما .
الثالث : ان محور المقاومة يستفيد من هذه التطورات على نحو يرفع من مستوى المخاوف لدى الجانب الاسرائيلي من جهة ويبدي استعدادا ً لدى المحور اياه لاخذ الامور نحو كل الاحتمالات بما فيها الاسوأ اي حافة الهاوية وبالتحديد في الميدان السوري من خلال فتح جبهة الجولان.
وفي كل الاحوال لاتخفي المصادر ان محور المقاومة يستفيد من هذا التصعيد الحاصل وهو يريده لاكثر من سبب وداع لانه يؤكد لمن يعنيهم الامر ان يد هذا المحور ليست مغلولة وعاجزة عن الرد والثأر كما صور البعض وتثبت ايضا انه ما برح قادرا على الرد على التحدي الذي فرضه الاسرائيلي عليه من خلال ضربة ريف القنيطرة الجنوبي قبل اقل من اسبوعين.
وعلى اهمية ذلك كله   ثمة من لايزال ينتظر بشغف كلام السيد نصرالله بعد ظهر يوم  الجمعة المقبل ليبني على الشىء مقتضاه وليستشرف افاق المرحلة واتجاهات الرياح خلالها.

(النهار)

السابق
الجيش الاسرائيلي يتأكد من احتمال خطف جندي عند الحدود مع لبنان
التالي
العملية تمت عبر زرع وتفجير عبوات اثناء مرور آليات داخل مزارع شبعا